العودة   منتدى بريدة > المنتديات الأدبية > ديوانية الشعر والأدب

الملاحظات

ديوانية الشعر والأدب كل مايتعلق بالشعر والأدب من نظم الكاتب أو من منقوله

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 17-05-03, 07:46 pm   رقم المشاركة : 1
التاج
(كاتب في شؤون مدينة بريدة)






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : التاج غير متواجد حالياً
الشاعرة عابرة سبيل رحمها الله


أحبها الشعر فانصاعت لأوامره
عشقها البحر فأصبحت أميرة قناديله
غافلتها حبات الرمال فانسابت مع هبوبها
دفء كلماتها يعطي متذوقيها عالماً آخر
صدق مشاعرها يأسر قلوباً تمكّن منها الشوق
شاعرة رغم قلة الشاعرات
ورغم كثرة المتشاعرات
نسيج أبياتها هو بالحقيقة خيوط حريرية
عرفت الحياة فأهدتها نسيماً خاصاً
وودعت الحياة مخلّفة وراءها موروثاً نسائياً
هي بالفعل شاعرة في ظل زحمة الشعر


بدايتها كانت على موعد مع الجديد فأذعن لها بصورة تجعل القارئ لأشعارها يبحث عن كل بعد لكل كلمة شعرية :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
باحمل معايه صراحه وقول تلقائي= وقصة موادع وقطعه قلب منزوله
وشعري وجنوني وفلسفتي مع آرائي= بطلق لها عنانها وتقوله ما تقوله


[/poet]



مواجهة مع كل قارئ فالشاعرة عابرة سبيل ترى أن من حقها كشاعرة مسؤولة عن كل ما تكتب لا بد لها من حمل قضية مجتمع أو قضية فرد من الأفراد ومع ذلك كله لا بد أن يكون لكل شاعرة شخصية بارزة تتضح للجميع فهي تركه الغموض فالبيت الأول السابق تعلن للجميع أنها ستطلق دوي الصراحة وهذا ما يبحث عنه الجميع ولكن مع كل تلك الصراحة المعلنة نجدها تدافع عن نفسها لأنها تدرك أن الصراحة وليدة انفعالات عديدة تجرّها بطبيعة الحال إلى التلقائية التي تصل أحياناً إلى السطحية وستحمل أيضاً نهاية كل إنسان على وجه البسيطة فهي ستحمل قصة الوداع وهذه حقيقة لا يمكن إغفالها فكل إنسان في هذه الحياة سيواجه مصيره مع الوداع وأثناء تذكيرنا بالوداع هاهي تعود إلى القلب موطن المشاعر والأشواق فتصدمنا من جديد وكأنها بذلك تريد العودة بنا إلى حقيقة أخرى في هذه الحياة ألا وهي إحساس ذلك القلب العاشق فالقلب أصبح كقطعة منزولة . في هذا البيت جمعت لنا عابرة سبيل الكثير فمن الصراحة إلى التلقائية ثم إلى الوداع ثم ترجع بنا إلى ذلك الدفء في تلك القطعة المأهولة بالشوق . هكذا ترسم لنا صورة جميلة تبقينا على أمل ثم تلوّح بالوداع وكأن الحياة ما هي إلا لحظات عابرة . وفي البيت الثاني السابق تكمل لنا عابرة سبيل ذلك البيت الجميل عن تلك الأشياء التي ستحملها في أبيات قصائدها فهي أشعار ربما تكون لها أشعاراً غير ما نراه نحن رغم أننا نسعد بأشعارها أو لأنها كرهت تسمية ما ستحمل من كتابات لذلك غافلتنا لتقول أنها ستحمل أشعاراً ولا تدع لنا مجالاً للاختيار فهي عازمة على حمل جنونها وأي جنون سنتعامل معه ، إنه جنون المرافئ التي طال انتظار ساكنيها هؤلاء السكان كم هم بحاجة إلى فلسفة تخرجهم من تلك العزلة الشعورية ليقفوا على أطراف الحقيقة ومن هنا جاء ذلك الجنون ممزوجاً بتلك الفلسفة المبنية على الانتظار كل ذلك ستطلق له عنانها ليحلّق في فضاءات يملؤها الصدق والحنان .



انتظروا الحلقة الثانية


تحياتي لكم


التاج







التوقيع

الناجح هو شخص يكسب أصدقاء مزيفين ، وأعداء حقيقيين

قديم 18-05-03, 02:08 pm   رقم المشاركة : 2
فهد الطويان
شاعــــــــر قدير
 
الصورة الرمزية فهد الطويان






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فهد الطويان غير متواجد حالياً

المراقب العزيز التاج...
.
.
رحم الله الشاعره عابرة سبيل وأسكنها الجنه...
.
.
ولك خالص الشكر على هذا الموضوع فالشاعره المرحومه تستحق هذا فقد كانت شاعره مبدعه ومميزه...
.
.
تقبل خالص تحيتي وتقديري....







التوقيع

[poem=font="MS Sans Serif,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="backgrounds/30.gif" border="double,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فهد عقيل الخالـدي ياهـلَ الطِّيـب = معكُـمْ ينادمْـكُـمْ عـلـى كِــلْ معْـنـا
نطيْب للطِّيبْ ونــتــرْكْ هل العيـب = وراع الـرّدا مانسْمــعِـه لـوْسـمِعْـنـا
والحمدللي يعلم السر والـغـيــب = اللي بلا مــوعد بفضلِــه جـمــعــنــا
[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="double,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عن هبْس يللـِّـي تنشدَن ليْـه سمـَّـيْت = عِـزوة بنِي خالد على دوْر سِـعْـدُون[/poem]

قديم 19-05-03, 02:12 am   رقم المشاركة : 3
التاج
(كاتب في شؤون مدينة بريدة)






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : التاج غير متواجد حالياً

أخي فهد



شكراً لك



وكما قلت الشاعرة عابرة سبيل من الشاعرات اللاتي يستحقن التكريم



وسأكمل بقية الحلقات



وتقبّل تحياتي


التاج







التوقيع

الناجح هو شخص يكسب أصدقاء مزيفين ، وأعداء حقيقيين

قديم 19-05-03, 02:29 am   رقم المشاركة : 4
التاج
(كاتب في شؤون مدينة بريدة)






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : التاج غير متواجد حالياً

[c]من تكون عابرة سبيل ؟؟؟ [/c]



تقول في إحدى قصائدها :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أنا عجوز مطلقة وأم ورعان= وأيضاً مدام وبنت وآنس وعانس
أنا بدوية وعايشة عند حضران= وبنت البحر وأبوي زارع وغارس
أمّية ما تعرف حروف وألوان= وتلميذة دشت جميع المدارس
ظفرة وخبلة عاقلة فيّ نقصان= شرود وانطح لي ثمانين فارس
خلون أعيش العابرة دون عنوان= طيفٍ يمر بلا رقابة وحارس

[/poet]

أبيات خفيفة طريفة تلوّن بها عابرة سبيل صفحات حدود حياتها . في هذه الأبيات نجد القدرة على جمع الكثير من المتناقضات بصورة تجذبنا نحو معرفة المزيد منها فعندما تقول عن نفسها : عجوزاً ننتظر بعدها وصفاً لحالة تلك العجوز ولكنها تفاجأنا بوصف آخر بعيد كل البعد عن تلك العجوز فمن القليل النادر وجود عجوزاً مطلقة !!! فالعجوز إما أن يموت رجلها وهذا هو الغالب أو تكون مريضة لا تقدر على الحركة والشاعرة هنا رسمت لنا صورة جديدة لعجوز مطلقة وهي لا تقصد ذلك عمداً بل تأتي بهذا الوصف كجمعٍ للأضداد ورغم أنها مطلقة وهذا الهم يكفي لعجوز تشعر بغربتها في الحياة نجد أن الشاعرة تثبت أحقية تلك العجوز بالهم فهذه العجوز لها أولاد وعلى ما يبدو أن هؤلاء الأولاد لم يحسنوا صنعاً بأمهم لذلك ذكرتهم على سبيل تفخيم أمر تلك العجوز المسكينة !!! ثم تكمل البيت بهذا الشطر الطريف إن العجوز هي بنت إذا هذه العجوز بنت لأنها تحس بذلك فبعد أولادها وطلاقها يجعل لها خياراً بقبول هذا الوصف مدحاً على الأقل !!! ولا ننسى وصفها تلك العجوز بالمدام وكلمة مدام أخذتها الشاعرة من متدوالات هذا العصر اللفظية وهنا يظهر تأثر الشاعرة بالبيئة التي تعيشها ولا تكتفي بذلك فهذه المرأة العجيبة آنس وعانس في نفس الوقت ولاحظ الجناس في هاتين الكلمتين أوجد نوعاً من الخفة والقبول لدى أذن السامع . هذه المرأة من أصل بدوي ولكنا تعيش وسط الحضر وهذا الأمر يجعلها خبيرة بشؤون كلا النوعين البدو والحضر ويقل هذا النوع من النساء ولكنها لا تكتفي بذلك بل تأتي إلى سكان السواحل فتقول : إنها بنت البحر . وكأن الشاعرة قد اختارت من كل أرض صفة لها فهي الأقدر على وصف كل هموم بنات جنسها في أرض العروبة . هذه المرأة ابنة فلاح جل وقته بالحقل يزرع ويغرس ولاحظ قرب الكلمتين ( زارع وغارس ) من بعضهما البعض فالشاعرة على علم بأن الزرع يختلف عن الغرس وهذا دليل على قوة ملاحظة الشاعرة . إذاً الشاعرة ما زالت ترسم لنا تلك المرأة الغريبة العجيبة فهي عجوز وما تلبث أن تكون بنتاً وهي بدوية وحضرية وبحرية وفلاحة كل تلك الصفات توجد بها وكأن الشاعرة تلمح إلى أنها قادرة على جمع كل تلك الصفات في شخصيتها !!! في البيت الثالث نجد معنًى ليس بالجديد فهي توجد أنواع البنات فمنهن الأمية ومنهن المتعلمة ولكن هذه المتعلمة تعدّت غيرها من البنات لأنها درست في جميع المدارس وكأن الشاعرة تريد أن تخبرنا عن سعة اطلاعها وكثرة قراءتها !!! في البيت الرابع توجد كعادتها في أبيات هذه القصيدة تناقضاً آخر فهذه المرأة تصل حد الخبل ولكنها في نفس الوقت عاقلة ومع ذلك تحس دائماً بالنقص الذي يدفعها للأمام وفي الشطر الثاني تصدمنا الشاعرة بشخصية تخالف الخبلة التي ذكرتها فهي شرود وقادرة على نطح ثمانين فارس!!! هنا نرى حقيقة لشخصية هذه المرأة فهي وإن كانت تخطئ وتعبث كثيراً إلا أنها في وقت الشدائد تخرج امرأة أخرى فتقف في وجه كل من يمد عليها لساناً أو يداً وهنا نتساءل عن هذه الشخصية هل فعلاً توجد امرأة بهذا النوع ؟؟؟ في البيت الأخير تقرر الشاعرة أنها ترضى باليسير من العيش فهي لا ترى ضرورة ذكر اسمها لأنها راضية بلقبها العابرة فهي تلتمس من هذا اللقب الدفء الذي يوصلها دائماً للحقائق !!! إن هذه العابرة ترى وجودها في الشعر كالطيف الذي يمر فإن وجد هذا الطيف حباً ازداد تلطفاً وإن وجد غير ذلك مر من دون رقابة وحارس !!!

تعرفنا على حقيقة هذه الشاعرة الغريبة والتي تأخذ من كل شيء صفة لها ، واقرؤوا معي هذين البيتين لتروا هذه المرأة عن كثب :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
مسافرة مسافرة وجمعت أنا أشيائي= باروح أدور لي أرض غير مأهوله
أفكار مبعثرة والمشي عشوائي= والدرب محظور والأحلام مشلوله

[/poet]

رغم ضبابية الرؤية في هذه الأبيات إلا أننا نجد صدقاً عميقاً يجعلنا نقرأ هذين البيتين أكثر من مرة . ورغم كل تلك التركيبة العجيبة ها هي تلك المرأة تعترف من جديد باعتراف يوقفنا كثيراً خصوصاً بعد تلك القصيدة فهذه الشاعرة أثبتت وقررت أنها العابرة وهي هنا تؤكد هذا الاعتراف بأنها مسافرة ولكن إلى أين ؟ إنها ذاهبة إلى أرض خالية من البشر !!! لماذا هذا الهروب هل هو ضعف أم عجز ؟؟؟ سؤال يدخلنا سراديب أحزان هذه المرأة العجيبة هل يأست من البشر لتبحث عن أرض جرداء لا ماء فيها ولا كلأ !!! حزن عميق تضفيه علينا هذه الشاعرة ونحن بانتظار إعلان اسم تلك الأرض على الأقل حتى نتمكن عندما نحس بمثل إحساسها الذهاب لتلك الأرض ولعل هذا البيت فيه تبطين للشعور بالغربة والموت فهل أحست عابرة سبيل بموتها ؟؟ لا ليس الأمر بما نتوقع فهذه القصيدة قالتها في زمن ماضٍ وليس لموتها علاقة بهذا البيت ولكن حقيقة هذا البيت هو اليأس من هذه الحياة !!! وتصف حالتها في البيت الثاني فأفكارها لم ترتب ومشيها عشوائياً وهي بهذا تلمح إلى أشياء كثيرة في هذه الحياة فلم يعد المتخصص متخصصاً فالكل عالم والكل ناقد لذلك ترى هذه الشاعرة أن المشي أصبح في هذه الحياة عشوائياً فلا أحد يعرف مد رجليه للأمام ومع كل هذا التبعثر يقف الحظر بوجه آمال تلك الشاعرة فهل أصبح الحظر حاجزاً أمام الإبداع ؟؟ إن الشاعرة تقرر وهي تعلم ذلك أن الحرية مطلب الجميع ومتى ما فقدت أصبح كل شيء محظوراً !!! ولم تكتفي بكل ما ذكرت فهي امرأة تحلم كغيرها من الناس ولكن لا تجد لها حلماً يتحرك فكل أحلامها مشلولة غير قادرة على التوافق مع مجتمع قائم على الماديات !!! لقد اختصرت هذه الشاعرة في هذين البيتين الكثير من الأبيات الطويلة المملة لتقول وبلسان الواثق من نفسه : دعوا الحياة تسير فما زلنا أحياء !!!

[c]انتظروا الحلقة الثالثة(( بماذا تحلم عابرة سبيل؟ وما موقف أهلها من كونها شاعرة ؟ )) [/c]


[c]تحياتي لكم [/c]



[c]التاج [/c]







التوقيع

الناجح هو شخص يكسب أصدقاء مزيفين ، وأعداء حقيقيين

قديم 23-05-03, 06:04 pm   رقم المشاركة : 5
التاج
(كاتب في شؤون مدينة بريدة)






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : التاج غير متواجد حالياً

[c]بماذا تحلم عابرة سبيل؟ وما موقف أهلها من كونها شاعرة ؟؟؟ [/c]

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ليت ربي خلقني ي زمانٍ مضى= يوم الاجواد تفرّق بين ظفر وردي
يوم صوت العذارى لا انتشر فالفضا= الشرود يتعثر والشجاع يعدي
وأتخيّر عشيرٍ بالمدايح حظى= لاجل يطلع مطاليع الرجل ولدي

[/poet]

ها هي الشاعرة عبرة سبيل تميل بوجهها عن الزمن الحالي الذي تعيشه وتلتفت إلى الوراء لتتمنى العيش في زمان مضى فهي لا تدعو للوقوف على الأطلال كعادة الشعراء القدامى ، بل هي تطلب العيش في كنف ذلك الزمن البعيد حيث تحقق فيه شيئاً من أحلامها !!! إذاً تبدأ البيت الأول بالتمني ( ليت ) على سبيل صعوبة ما تطلب لذلك عمدت للتمني لإظهار حاجتها الماسة لذلك الزمن الماضي . في ذلك الزمن وكما تقول أو وكما تراه كان الناس كلهم أجواد حيث يستطيعون التفريق بين الشهم والردي . هذا التصور الذي تعكسه لنا الشاعرة يبيّن لنا جانباً أو لنقل وسيلة من وسائل الهروب من زمن الواقع على سبيل الاحتجاج على العيش أو التواجد فيه !!! وفي ذلك الزمن كان صوت النساء الشابات يخيف الرجال بما فيهم الشجعان والخائفون فالكل يتعثر ويهرب وهنا نرى لمحة من لمحات إحساس التفكير فعابرة سبيل ترى أن النساء في ذلك الوقت أكبر مكانة !!! في ذلك الزمن الماضي ستجعل الشاعرة عملية الاختيار لها حيث ستختار زوج يستحق المدائح حيث إنه شجاع وقوي ولم تتخيّر ذلك الرجل بتلك الصفات لأنه في ذلك الزمن بل إنها اختارته لأنها ترى أن ابنها الذي سيأتي يتحقق فيه مواصفات أبيه الشجاع !!! وهي هنا تجعل العصر الذي تعيش فيه خالياً من جنس ذلك الرجل الشجاع الذي يمكن أن يجذب ابنه على طباعه !!!

من حق شاعرتنا أن تحلم ومن حقنا أن نشاركها الحلم ولكنها سرعان ما غيّرت نظرتها لذلك العصر الذي وصفت فيه المرأة بأنها قادرة على صنع قرارها بنفسها حيث نجدها في قصيدة ترد على نفسها في تلك القصيدة التي تتمنى فيها العيش في زمن مضى ، فتقول في قصيدة أخرى :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
باصنع قراري وكل شيءٍ بيدي= مليت من صبرٍ عطاني مضره
أعيش في عصر لجدّان جدّي= عاداتهم متمركزة .. مستقره
أسوار خلف أسوار ودي أعدّي= ودي أفسر ضجة الناس بره
قررت أوقف ثورة العرف ضدي= وأحررك يا نفس وأعيش حره

[/poet]

لاحظ كيف تراجعت عابرة سبيل عن حلمها السابق فيه عازمة على صنع قرارها بنفسها لا لأنها الأقدر بل لأنها ملت من كثر الصبر الذي يجازيها بالمضرة !!! حتى الصبر ل تريد البقاء فيه إنها بداية الثورة التي لا تفتأ تذكرها صراحة في بيت سيأتي وتعزو كل ما جعلها تقرر بنفسها لنفسها إلى عصر الأجداد الذي يتمسكون بعادات متجذرة مستقرة !!! فهي تكره الاستقرار وتحب الحياة التي تبث الحركة فيها الروح والهواء !!! تناقض غريب في قصيدتين يجعلنا في حيرة فأيهما نصدق وأيهما نرفض ومع من نكون ؟؟؟ عصر الأجداد في نظر شاعرتنا ما هو إلا أسوار كثيرة وهي قادرة على تجاوزها بعزم الفتاة الحالمة بحياة الحرية والهرب من تلك السجون . إن الشاعرة تتمنى المشاركة مع الناس في كل قرار وكأنها تعيش في عزلة عنهم خلف تلك الأسوار الكثيرة !!! في النهاية تقرر الشاعرة أنها ستوقف كل الثورات التي تتمسك بالأعراف والتقاليد والتي دائماً ما تكون ضد طموحاتها وآمالها . وتلتفت إلى نفسها محدثة فجوة وكأنها تريد من ذلك الابتعاد عن كل تلك الأسوار بهذا الشطر الأخير ، حيث تخاطب وتنادي نفسها بأنها عازمة على العيش بحرية مطلقة بعيدة كل البعد عن هموم التقاليد وكثرة الأسوار العالية .

[c]ماذا عن موقف أهل عابرة سبيل من كونها شاعرة ؟؟؟ [/c]

تقول في إحدى قصائدها :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أهلي يدرون إني شاعره= بس ما يدرون في جرح الليال
يمنعوني من كتابة خاطره= ما دروا إني من زمان بهالمجال
آه لو يدرون إني شاعره= عندهم بتصير موتتنا حلال

[/poet]

في هذه الأبيات تخبرنا الشاعرة عمّا يدور في ذهنها وما ترسب في أهان الأهل من كون ابنتهم شاعرة وهل غير الموت حل لإبعاد ابنتهم عن مجال الشعر !!! تحاول عابرة التوفيق بين الأبيات حيث تذكر أن أهلها يعلمون أنها شاعرة وتستدرك على ذلك بأنه علم أهلها يقتصر على كونهم يعلمون بأنها تكتب الشعر بينما تؤكد عبارة أن الشعر يأتي من معاناة في آخر الليالي وهذا الأمر لا يعلمونه عنها . وفي البيت الثاني تأتي بالفعل المضارع ( يمنعوني ) لتؤكد أن أمر منعها مستمر معها فهو ليس منعاً ماضياً بل في كل يوم يتجدد هذا المنع ولاحظ دقة استخدام هذا الفعل ، وتقول عابرة : إنها قديمة في مجال الكتابات النثرية سواءً الشعر منها أو الخواطر . ونلحظ من هذه الحقيقة غياب معرفة أهلها بأنها تكتب من زمن ماضي وعندما علموا بها قاموا بمنعها وهي هنا تثبت حقيقة عند الأهل فهم عندما يعلمون يقيمون القضية على رجليها وفي حالة عدم معرفتهم يتعاملون مع أي قضية مشابهة لقضية ابنتهم بكل برود !!! في البيت الثالث تبدأ عابرة البيت بكلمة تأوه ( آه ) وهذا دليل على هم داخلي ملازم للنفس وهي بهذا التأوه تجعل لنفسها عمقاً حيث تريد أن ترفض ذلك المنع بلك الوسائل المتاحة حتى لو بكلمة ( آه ) وفي الشطر الثاني تزيدنا عابرة غرابة فهي تذكر بأن أهلها لو علموا من أنها شاعرة سيكون الموت حلال في حقها ، وهنا نقف عند هذا الشطر فلماذا تقول هذا الكلام ؟ الأهل عندما يعلمون بحال ابنتهم يقومون بكل ما من شأنه إصلاح حالها والشاعرة عبارة سبيل عندما ذكرت بأن أهلها علموا بكونها شاعرة في أول الأبيات كانت تثبت حقيقة قدرتها على كتابة الشعر وهذا ما جعل أهلها يتعاملون مع أمرها بكل برود ولكن عندما علموا وتأكدوا أن شعرها أصبح همها الأول وأنها ستتعرض لمنزلقات سارعوا إلى نفي هذه الصفة عنها كي يستقر في نفسها العجز عن كتابة الشعر ويكونوا بذلك قد اقتلعوا جذور حب الشعر عن ابنتهم ولكن أنى لهم ذلك لأن ابنتهم كانت شاعرة حقيقية !!!

وتقول في بيت آخر :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
بين رجوى الغريب وبين ضغط الأهل= لا حصل لي صعود ولا حصل لي نزول
[/poet]

ففي هذا البيت تثبت ما توصلنا إليه من الأبيات السابقة حيث تؤكد وجود ضغوط من أهلها لترك مجال الشعر وكذلك تثبت أن انتظارها ذلك الغريب أثقل من همها وزادها هماً بهم فهي متأرجحة لا هي بالتي واصلت صعود قمم الشعر ولا هي بالتي تركت مجال الشعر لغيرها !!!

وتقول في قصيدة أخرى :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يمه افهميني تراك إن ما فهمتيني = ما فيه شخصٍ بها الدنيا بيسعمني
ما عدت أنا طفلتك كبرت شوفيني= خليك يمي ترى الأطماع تتبعني

[/poet]

هنا تنادي عابرة أمها بنداء لا يمكن جعله حزيناً فهي لم ترتكب على حد زعمها حماقة تجعلها تحزن وتعتزل الناس بل هي تريد إثبات أحقيتها وكغيرها من النساء بالشعر وكل مجالات الكتابة !!! وهي بهذا البيت تنادي أمها وتطلب منها فهمها لأن الدنيا لا يوجد بها من يستطيع فهمها كأمها ، والشاعرة هنا أعلت من قدر أمها وجعلتها الوحيدة القادرة على معرفة نفسية ابنتها من كل من حولها من النساء وفي هذا إشعار لأمها بقربها من ابنتها التي تقاتل من أجل متابعة طريقها الذي رسمته لنفسها في خارطة الشعر !!! وفي البيت الثاني تحتج على أمها بأسلوب مهذّب حيث تذكر أنها لم تعد تلك الطفلة التي تخطئ أو التي لا تعرف دورها وتطلب من أمها إعادة النظر ويتضح هذا الشيء في قولها ( شوفيني ) فليس المقصود به الرؤية الحسية بل الرؤية المعنوية لأنها تعرف حجمها جيداً وتعرف أنها قادرة على مواصلة طريقها بنفسها ولكنها تستأنس برأي أمها ولا تريد أن توجد فجوة بينها وبين أمها !!! وفي خضم كل ذلك تتلطف البنت لأمها لتعلن خوفها من كل مجهول ولتؤكد على دور أمها في كل حياتها فهي تطلب من أمها البقاء بجانبها في كل مسيرة حياتها لأنها ترى الأطماع من حولها بازدياد تتبعها !!!



[c]تحياتي لكم[/c]


[c]التاج[/c]







التوقيع

الناجح هو شخص يكسب أصدقاء مزيفين ، وأعداء حقيقيين

قديم 29-05-03, 06:10 pm   رقم المشاركة : 6
فهد الطويان
شاعــــــــر قدير
 
الصورة الرمزية فهد الطويان






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فهد الطويان غير متواجد حالياً

الاستاذ العزيز التاج...
إستكمالا لموضوعك قرأت بتأثر آخر أبيات قالتها الشاعره المرحومه بإذن الله عابرة سبيل قبل ساعات من وفاتها وقد كتبتها بموضوع مستقل لقوتها وليدعوا من قرأها للشاعره بالرحمه والمغفره وأرفقها بموضوعك..

ولك خالص الشكر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ


قرأت هذه القصيده المؤثره جدا وقال ناشر الأبيات في أحد المنتديات الشاعر سبعان أنها آخر ماقالته الشاعره الكبيره المرحومه بإذن الله ( عابرة سبيل ).قبل وفاتها بساعات ووجهتها لزوجها.. والأبيات توضح ثبات المؤمن وقبوله بقضاء الله وقدره ::
ـــــــــــــــــــــــ

[poet font="MS Sans Serif,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/22.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ترى الذبايح و أهلها ما تسليني
=أنا أدري إن المرض لا يمكن علاجه


أدري تبي راحتي لايا بعد عيني
=حرام ما قصرت يديك في حاجه


أخذ وصاتي وأمانه لا تبكيني
=لو كان لك خاطرٍ ما ودي إزعاجه


أبيك في يديك تشهدني وتسقيني
=أمانتك لا يجي جسمي بثلاجه


لف الكفن في يديك وضف رجليني
=ما غيرك أحدٍ كشف حسناه واحراجه


أبيك بالخير تذكرني وتطريني
=يجيرني خالقي من نار وهاجه


سامح على اللي جرى ما بينك iوبيني
=أيام نمشي عدل وأيام منعاجه


همي عيالي وأنا اللي فيْ كافيني
=علمهم الدين تفسيره ومنهاجه


[/poet]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
رحم الله الشاعره عابرة سبيل وغفرلها وأسكنها الجنه ...







التوقيع

[poem=font="MS Sans Serif,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="backgrounds/30.gif" border="double,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فهد عقيل الخالـدي ياهـلَ الطِّيـب = معكُـمْ ينادمْـكُـمْ عـلـى كِــلْ معْـنـا
نطيْب للطِّيبْ ونــتــرْكْ هل العيـب = وراع الـرّدا مانسْمــعِـه لـوْسـمِعْـنـا
والحمدللي يعلم السر والـغـيــب = اللي بلا مــوعد بفضلِــه جـمــعــنــا
[/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="double,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عن هبْس يللـِّـي تنشدَن ليْـه سمـَّـيْت = عِـزوة بنِي خالد على دوْر سِـعْـدُون[/poem]

قديم 30-05-03, 12:56 am   رقم المشاركة : 7
ابوتركي
مستشـــار المنتــدى ومشرفه الإداري السابق
 
الصورة الرمزية ابوتركي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ابوتركي غير متواجد حالياً

رحم الله الشاعرة عابرة سبيل واسكنها فسيح جناته!!

أسأل الله أن يتقبلها ويتجاوز عنها انه سميع مجيب

بادرة من أستاذنا التاج بارك الله فيه وبأمثالة

ولأستاذي ابو خالد الشكر

ابو تركي







التوقيع

!! الاختلاف وارد 000 والحق واحد !!

قديم 30-05-03, 01:47 am   رقم المشاركة : 8
قروي فاهم
عضو قدير
 
الصورة الرمزية قروي فاهم





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : قروي فاهم غير متواجد حالياً

رحمها الله رحمة واسعه واسكنها فسيح جناته







قديم 31-05-03, 02:37 am   رقم المشاركة : 9
التاج
(كاتب في شؤون مدينة بريدة)






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : التاج غير متواجد حالياً

كل الشكر لك أخي فهد




فعلاً قصيدة مؤثرة حزينة




(( حرام ما قصّرت يديك في حاجة ))




وشكراً لك أخي أبو تركي




رحم الله الشاعرة عابرة سبيل وأسكنها فسيح جناته




أخوكم


التاج







التوقيع

الناجح هو شخص يكسب أصدقاء مزيفين ، وأعداء حقيقيين

موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 09:53 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة