لنجاح مشروعك الخاص : "النيتش"

[خالد العامر]

الاهتمام الآن بتشجيع الشباب لخوض المشاريع الخاصة أثار حماسي لكتابة هذا المقال وسلسلة أخرى من المقالات تتحدث عن مقومات نجاح المشاريع الخاصة، لعلها تساعد ولو بجزء يسير في تنوير وزيادة وعي رجال أعمال المستقبل. والمطلوب من الشباب هو حب المغامرة (المدروسة) وكسر حاجز الخوف والتوكل على الله.

كلنا نخاف من المنافسين بمجرد التفكير في مشروعنا الصغير. وهذا خوف مبرر نظرا لقوة المنافسين وسيطرتهم على السوق بشكل كبير. وحتى نخفف من وطأة هذا الخوف أو حتى لكي نزيله تماما علينا أن نعمل ونمارس أشياء كثيرة، من أهمها هو أن نطور حاسة النظر والتمعن في الأشياء وهو ما سأركز عليه في هذا المقال.

نحن عندما نخاف مثلا من إنشاء معهد للتدريب على الحاسب الآلي بسبب وجود منافسين شرسين وكبار في هذا المجال، فإننا يمكن أن نزيل هذا الخوف بالنظر والتمعن في "الفراغ" الذي أهمله هؤلاء المنافسين!. هذا الفراغ أو الفجوة التي تم إهمالها أو التي لم يتم التنبه لها هي الركيزة الأساسية التي ستدخل بها وبقوة في عالم الأعمال وجني الأرباح. إذن فبعد تمعنك لمعاهد الحاسب الآلي وجدت مثلا أن هذه المعاهد لا توفر ولا تقدم خدمة التدريس والتدريب في لغات البرمجة!. هنا ستصبح لغة البرمجة هي الفراغ التي يجب أن تملأه أنت وبذلك سيصبح هو أساس مشروعك القادم.

بعد أن عرفت ماذا أقصد بالفراغ والفجوة، فلنتعرف عليها أكثر. بلغة رجال الأعمال تعرف الفجوة بالنتش ماركت (niche market) وهي باختصار تخصص دقيق جدا. فبمثالنا السابق معاهد تدريب الحاسب تعتبر تخصص متفرع من مشاريع الحواسيب، كما أن لغة البرمجة متفرعة من معاهد الحاسب الآلي، كما يمكنك أيضا أن تختار مثلا لغة الفيجوال بيسيك كتخصص متفرع من لغة البرمجة، أيضا يمكنك أن تتخصص في تدريس الرجال أم النساء؟. إذن هي كالشجرة التي ستبحث فيها عن غصن تتعلق به وتبدأ مشروعك من خلاله.

يتميز النيتش ماركت بأنك ستصبح مميز في منتجك الذي ستقدمه عن غيرك، والأهم من ذلك أن المنافسين الكبار لن يملكوا وقتا للاستثمار بهذا النيتش بسبب عدم كفاية الوقت أو أنهم لا يعلمون بأمر هذا النيتش أو أن المردود المادي لا يتناسب وكبر حجم الشركة، بينما معك سيكون مردوده ممتازا وذلك لصغر حجم شركتك بالمقارنة معهم. لذا فمواجهة المنافسين وجها لوجه تعتبر مجازفة غير محمودة العواقب ولا تدل على ذكاء استثماري. يمكن القول أن الاستثمار هو البحر، وهذا البحر يعج بالسفن والبوارج والقوارب، للوهلة الأولى ستصاب بالصدمة إذ كيف لك أن تخوض هذا البحر وأنت لا تملك شيئا، ولكن وبالفهم المركز والتمعن في نقاط الضعف ستجد أنك تستطيع أن تعبر البحر بقطعة خشبة!. كذلك يمكن أن تتميز أنت بهذا النيتش الذي اخترته، فبه ستكون علاقتك بالعميل أقرب من الشركات الكبيرة، وبالتالي سيكون رضي العميل أكبر، كما أنك ستلعب بطريقتك الخاصة بعيدا عن احتكار وسطوة الكبار.

نأتي للسؤال المهم، كيف ستختار قطعة الخشب هذه، أو هذا النيتش؟ تتلخص الطرق بكلمة واحدة "التمعن" وحتى تساعد نفسك على ذلك إليك بعض النصائح.

تمعن جيدا بالسوق الحالي وحاول أن تعرف أين تلك الحاجة وهل تم توفيرها أم لا؟. بعدها تأكد من وجود طلب على هذه الحاجة. فمن غير وجود طلب عليها لن تجني الأموال. بعدها عليك أن تتعلم الكثير عن هذا النيتش أو هذه الخشبة فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه، وأول خطوات الإتقان هو في التعلم.

الخشبة التي ستصمد أمام تيار البحر، أو النيتش الناجحة تكون نتيجة التنبه وأن تكون يقظا بتطورات السوق، كما أنه يجب عليك أن تفكر كزبون وكعميل، لذا عليك أن تتعلم وتقرأ كيف تفكر كزبون.

حاول أن تكون متخصص في مجالك. ليس شرطا بالشهادة العلمية، بل أن تتشرب وتعرف الكثير عن مجالك التجاري والاستثماري الذي اخترته.

يجب أن تختار خشبة أو نيتش تحبه، فأنت ستقضي وقتا وجهدا كبيرين فيها، وبالتأكيد قضاء الوقت مع من تحب ستكون نتائجه فتاكة وإبداعية. مع الحب يجب أن تملك المعرفة، والمعرفة تنقسم إلى ثلاث أقسام .. الأول : ربما كنت مبرمج كمبيوتر إذن فأنت تملك مهارة وشهادة علمية به، الثاني : ربما تكون هاويا للكمبيوتر بمعنى أنك لا تملك شهادة علمية به، الثالث : أو ربما يكون الاستثمار في الحواسيب يعجبك إذن عليك قضاء وقت وجهد في تحصيل المعرفة عنه.

هل وضحت الصورة لديك؟ النيتش هو منتج خاص لتلبية حاجة خاصة في السوق، بمعنى انه لن يرضي كل حاجات السوق. وتأكد من شيء واحد أنك إن حاولت أن توهم نفسك بأنك سترضي جميع الناس، فستنتهي بعدم إرضاء أحدا أبدا. ويمكن وضع معادلة بسيطة توضح هذا النيتش كما يلي :
( ماذا + من + طلب عالي / عرض فقير أو جودة رديئة).

(ماذا) : تعني بماذا ستدخل السوق؟ ما هو منتجك؟ بمعنى ما هو النيتش ؟

(من): تعني من هم عملاؤك وزبائنك؟ يجب تحديدهم هل هم الأطفال أم النساء؟ وإذا كانو أطفال هل هم الذكور أم الإناث؟ وإذا كانو ذكورا هل هم الأصحاء أم المعاقين؟ وهكذا.

(طلب عالي) : تعني هل منتجك عليه طلب؟ بحيث أنك ستجني الأموال من وراءه؟

(عرض ضعيف): أحيانا يكون النيتش متوفر بالسوق ولكن تلبية الحاجة إليه ضعيفة هنا سيكون دورك أن تعزز هذا الحاجة بتحسين وتطوير الخدمة.

(جودة رديئة): يعني أن النيتش موجود في السوق وبكميات كبيرة ولكن الجودة رديئة جدا، ودورك هنا أن تحسن من الجودة وتدخل به السوق.

ختاما احد الناجحين قال (كنت أقول أنني سأخسر!، الآخرين أفضل مني بمراحل!، أنا دائما أنظر إلى النصف الفارغ من الكأس!، من أنا حتى أتغلب على الآخرين؟.. ولكن كان هناك شيء واحد يحفزني ويدفعني لخوض التجربة وهو أني كنت مؤمن أني سأكون مختلف وسأعمل شيء مختلف).


لنجاح مشروعك الخاص : "النيتش"

[To Be]

الاخ خالد
موضوع ثري جدا بالفائدة

يستحق التثبيت والتمييز


ذكرتني في احد الطلبه

تعرفت عليه في كندا

كان التخصص العلمي الذي اختاره في الجامعة

اجهزة طبية

وكانت دراسته تهتم في جزئية دقيقة جدا في اجهزة الاشعة

عندما سالته لماذا هذا التخصص ؟ قال : ندرة المتخصصين في هذه التقنية على مستوى المملكة رغم الحاجة الكبيره له
الف شكرًا لك خالد

[عزف الحقيقة]

موضوع ثري ومفيد

00

للرفع لتعم الفائدة


لك ودي

[خالد العامر]

أشكر لكما مروركما،
ونتمنى أن نرى شبابنا من رجالات الأعمال الناجحين ، فأرضنا فيها خير كثير.

[خالد العامر]

لكل من ارسل لي ع الخاص

اولا
انا لا استطيع الرد لان مشاركاتي لم تصل ١٠٠ مشاركة

ثانيا
سلسلة المقالات حول المشاريع الصغيرة ستنزل تباعا ان شالله

ثالثا
هدفي من هذه المقالات زيادة توعية الشباب المقبل ع الاستقلال والانطلاق فتسع اعشار الرزق من التجارة ونجاح اي شاب سعودي هو نجاح لنا جميعا

رابعا
هذه المقالات هي خلاصة كتب ومقالات أجنبية متخصصة بالاعمال الصغيرة فبعد ان رايت ندرة الكتابات العربية السهلة اليسيرة قررت بالمشاركة المتواضعة في نشر الوعي

والله من وراء القصد

[طموحة بلا حدود]

جزيت خير الجزاء أخوي خالد

[Netizen]

قبل كم شهر كنت أقرأ كتاب التنين الصيني وسباق التكنولوجيا
هو يتحدث عن الشركات الناشئة Start ups في الصين (وهي الشركات الصغيرة والتي تركز على قطاعات سوقية صغيرة) .. الأمر الذي توصلت له:
-أنه ليس من الضروري أن يكون الشخص ضليعا في المجال الذي ينوي دخوله .. وليس من الضروري أن يكون محب له .. يكفي ألا تكرهه!
الأهم .. هو أن تكون هناك فرصة لم تستغل.. فبادر باستغلالها بذكاء... ومع الزمن ستكتسب الخبرة.

- ثقافة "العمل الحر" ثقافة "المجازفة" مهمة جدا .. وللأسف أنها غير موجودة في مجتمعاتنا.. وأعتقد أنها أيضا غير موجودة لدى الأسيوين بشكل عام .. بدليل أن أغلب القصص الواردة في الكتاب جاء فيها أن الشخص بدأ بعد أن سافر إلى الدول الغربية أو عاش في كاليفورنيا و وجد في ال "سيلكون فالي" مالم يجده في بلاده.
وهناك كلام جميل ل "جاك ما" مؤسس امبرطورية على بابا في الصين "كنت قد تربيت على أن الصين هي أغنى بلدان العالم وأسعدها. غير أنني أدركت أن كل شيء يختلف عما تربيت عليه. ومنذ ذلك الحين،اختلف تفكيري. إذ لم أعد أسير خلف الركب، بل أصبح لي أسلوب خاص في التفكير". (صفحة 61)
بالمناسبة جاك ما .. شخص بسيط جدا .. كان ضعيف دراسيا، ودرس في أسوأ كليات الصين وبعد عودته من أمريكا أسس امبرطورية على بابا.. قصته من هنا
http://en.wikipedia.org/wiki/Jack_Ma

خلاص هذه النقطة أننا نحتاج إلى خلق ثقافة تشجع على العمل الحر .. وبيئة مساعدة بعيدة كل البعد عن البيروقراطية .. ونحتاج إلى تشجيع مستمر سواء كان مادي أو حتى معنوى.

وشكرا جزيلا على مقالكم المفيد جدا.. بالتوفيق،،،

[خالد العامر]

اقتباس:  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة netizen     قبل كم شهر كنت أقرأ كتاب التنين الصيني وسباق التكنولوجيا هو يتحدث عن الشركات الناشئة start ups في الصين (وهي الشركات الصغيرة والتي تركز على قطاعات سوقية صغيرة) .. الأمر الذي توصلت له: -أنه ليس من الضروري أن يكون الشخص ضليعا في المجال الذي ينوي دخوله .. وليس من الضروري أن يكون محب له .. يكفي ألا تكرهه! الأهم .. هو أن تكون هناك فرصة لم تستغل.. فبادر باستغلالها بذكاء... ومع الزمن ستكتسب الخبرة. - ثقافة "العمل الحر" ثقافة "المجازفة" مهمة جدا .. وللأسف أنها غير موجودة في مجتمعاتنا.. وأعتقد أنها أيضا غير موجودة لدى الأسيوين بشكل عام .. بدليل أن أغلب القصص الواردة في الكتاب جاء فيها أن الشخص بدأ بعد أن سافر إلى الدول الغربية أو عاش في كاليفورنيا و وجد في ال "سيلكون فالي" مالم يجده في بلاده. وهناك كلام جميل ل "جاك ما" مؤسس امبرطورية على بابا في الصين "كنت قد تربيت على أن الصين هي أغنى بلدان العالم وأسعدها. غير أنني أدركت أن كل شيء يختلف عما تربيت عليه. ومنذ ذلك الحين،اختلف تفكيري. إذ لم أعد أسير خلف الركب، بل أصبح لي أسلوب خاص في التفكير". (صفحة 61) بالمناسبة جاك ما .. شخص بسيط جدا .. كان ضعيف دراسيا، ودرس في أسوأ كليات الصين وبعد عودته من أمريكا أسس امبرطورية على بابا.. قصته من هنا http://en.wikipedia.org/wiki/jack_ma خلاص هذه النقطة أننا نحتاج إلى خلق ثقافة تشجع على العمل الحر .. وبيئة مساعدة بعيدة كل البعد عن البيروقراطية .. ونحتاج إلى تشجيع مستمر سواء كان مادي أو حتى معنوى. وشكرا جزيلا على مقالكم المفيد جدا.. بالتوفيق،،،

اضافة رائعة، وهذا يتماشى مع ما جاء في المقال حول:
والمعرفة تنقسم إلى ثلاث أقسام .. الأول : ربما كنت مبرمج كمبيوتر إذن فأنت تملك مهارة وشهادة علمية به، الثاني : ربما تكون هاويا للكمبيوتر بمعنى أنك لا تملك شهادة علمية به، الثالث : أو ربما يكون الاستثمار في الحواسيب يعجبك إذن عليك قضاء وقت وجهد في تحصيل المعرفة عنه.


كما أني أتفق معك تماما في مسالة غياب المجازفة.

معلومة:
هل تعلم أن الربح لا يحتسب في المشاريع الصغيرة إلا بعد 3 سنوات؟
وأن المشاريع الكبيرة 7 سنوات؟.

ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أن الميزانية يجب أن تغطي المشروع وتجعله واقفا على رجليه لمدة 3 سنوات .

ففتح مشروع والبداية فيه سهله جدا، ولكن مع عدم وجود ارباح في السنة الاولى نجد انفسنا محاصرين برواتب العمال والايجار والمؤونة والفواتير وهذا ما يسبب اقفال اغلب المشاريع وتوقفها.