واشنطن تصعد لهجة الحرب ضد بغداد
فرق التفتيش نفذت المئات من عمليات التفتيش
أنذر مسؤول أمريكي بارز العراق بأنه إذا لم يتخل عن أسلحة الدمار الشامل التي لديه فعليه أن يواجه عملا عسكريا.
وقال ريتشارد بيرل مدير مجلس السياسات التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، إنه ليس أمام المفتشين أي فرصة بالعثور على أسلحة الدمار الشامل، التي يخفيها العراق.
في هذه الأثناء قالت مصادر عسكرية في فلوريدا إن الطائرات الأمريكية والبريطانية قصفت منصات انطلاق صواريخ مضادة للسفن بالقرب من مدينة البصرة في جنوب العراق.
وقال المصدر إن القصف يندرج في إطار عمليات الدفاع عن النفس في منطقة حظر الطيران لأن تلك الأهداف خطرا على القوات الغربية في الخليج.
وكان مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية، محمد البرادعي، قد قال إن المفتشين الدوليين قد يحتاجون لعدة أشهر للتأكد مما إذا كان العراق يمتلك أسلحة دمار شامل.
وكانت الوكالة قد أعلنت أمس أن رئيس فرق التفتيش هانز بلكس يعتقد أيضا أن إتمام عمليات التفتيش يمكن أن يستغرق نحو عام تقريبا.
وقال البرادعي للصحفيين في باريس إن الوقت الذي ستستغرقه عمليات التفتيش يعتمد على مدى تعاون العراق.
واشنطن تواصل استعداداتها العسكريةومن المقرر أن يقدم المفتشون تقريرا إلى مجلس الأمن في 27 يناير/ كانون الثاني الجاري حول ما أنجز في عمليات التفتيش الجارية في العراق.
وتقول الولايات المتحدة إنها مقتنعة بأن العراق لا يزال يمتلك أسلحة محظورة. وتكثف واشنطن من استعداداتها العسكرية في منطقة الخليج للحرب المحتملة ضد العراق.
عمليات تفقد
لكن بغداد تنفي أن تكون لديها أسلحة محظورة وتتهم فرق التفتيش بتجاوز التفويض الممنوح لها من قبل الأمم المتحدة في البحث عن أهداف غير التفتيش عن الأسلحة.
في هذه الأثناء بدأ ضباط أمريكيون بالوصول إلى تركيا لتفقد القواعد والمطارات التركية استعدادا للعمليات العسكرية المتوقعة ضد العراق.
وقد وافقت تركيا العضو في الحلف الأطلسي على إجراء عمليات التفقد هذه بالرغم من المعارضة الشعبية لشن حرب على العراق.
ويزور تركيا أيضا وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع، لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك بشأن الأزمة العراقية.
والتقى الشرع بنظيرة التركي، يشار ياكيش، ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس، أحمد نجدت سيزر، ورئيس الوزراء، عبدالله غول.
وقال الشرع إن لدى بلاده وتركيا وجهات نظر مشتركة لأن "الحرب على العراق حرب على المنطقة بكاملها".
وقت إضافي
وقد مارك جوزديكي المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه يجب منح الوكالة المزيد من الوقت.
وأضاف في حديث لـ بي بي سي: "نعتقد أننا بحاجة إلى نحو عام للقيام بعمليات تفتيش يوثق بها." مضيفا أن العراق "بلد شاسع المساحة وهناك الكثير من المناطق التي يتعين علينا تغطيتها والكثير من المنشآت التي يجب تفتيشها."
وقال جوزديكي إنه في بعض الحالات يقوم المفتشون بزيارة بعض المنشآت لأكثر من مرة.
يذكر أن خبراء الأسلحة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولجنة الأمم المتحدة للرصد والتحقق والتفتيش (أنموفيك) قد قاموا بالمئات من الزيارات منذ عودتهم إلى العراق في نوفمبر/ تشرين الثاني.
واشنطن تواصل استعداداتها العسكريةوقال جوزديكي إنه واثق من أن مفتشي الوكالة سيتمكنون من الكشف عن أي برامج محظورة إذا منحوا الوقت الكافي.
وأضاف: "يمكن أن نقوم بدور حقيقي لرصد أي برنامج محظور إذا طالت مدة إقامتنا في العراق أخذا في الاعتبار السهولة التي نجدها في الدخول إلى أي موقع حتى الآن."
وتساءل: "هل التوصل لحل سلمي دائم لهذه المشكلة لا يستحق منحنا عاما واحدا؟"
حشود عسكرية
لكن في الوقت الذي أدلى به المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذه التصريحات، واصلت الولايات المتحدة استعداداتها لشن حرب محتملة على العراق.
وقال مسؤول كبير في البنتاغون لـ بي بي سي إن دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي قد أمر بإرسال 27 ألف جندي أمريكي إلى منطقة الخليج.
يأتي هذا بعد صدور أوامر يوم الجمعة الماضي بنشر 35 ألف جندي آخرين في المنطقة.
وقال المسؤول إن التعزيزات الجديدة تعني أن عدد القوات الأمريكية المرابطة في الخليج سيصل إلى 150 ألف جندي في نهاية الشهر المقبل.
ويقول نك تشايلدز مراسل بي بي سي في وزارة الدفاع الأمريكية إن الولايات المتحدة تعتزم مواصلة الضغط على بغداد.
ويعتقد أن التعزيزات العسكرية الأمريكية الجديدة تتألف غالبيتها من وحدات للجيش والقوات الجوية.
مع تحيات
الرهيب2020
العرض العادي
