منها أن البعض اعتادوا منذ صغرهم على النوم على سماع صوت التلفزيون، فيما تهرب بعض الزوجات من هذه الغرفة بسبب نغمات الشخير التي يطلقها الزوج وقت النوم، وأخريات تشغلهن تربية الأطفال وسعادتهم عن الاهتمام بالنوم مع زوجها في مملكتهما الخاصة،
وبحسب رأي الاختصاصيين فإن نوم الزوجين على سرير واحد يقرب المشاعر والأحاسيس ويزيد الحميمية بين الطرفين
.
يقول أحمد "عندما أخلد للنوم انتظر وأتوقع من زوجتي أن تسمعني كلمة "تصبح على خير" غير أنني أسمع بعض الطلبات الهامشية كقولها "بعدما توصل الأولاد أحضر معك بعض الإغراض" وتكررها زوجتي هذه العبارة ليلياً طيلة عشر سنوات مضت"، ويشير أحمد إلى أنه حذر زوجته من تلك الطلبات وقت النوم. غير أنها تبقى أسبوعا، ثم تعود لطلباتها، ولم يكن أمامه حل سوى النوم في المجلس.
ويقول عمر (متزوج من 15 سنة ولديه ستة الأبناء) إن طلبات زوجته وقت النوم أصبحت سيمفونية خاصة لديه، فأصبح لا ينام إلا على تلك الطلبات، وقال إنه يهرب منها بعض الأحيان لينام بأحد أركان المنزل.
ويشير عمر إلى أن النوم بمملكتهم الخاصة أصبح يصيبه بالقلق النفسي بسبب تلك الطلبات التي لا تنتهي. كقول زوجته "دعوت آخر الأسبوع صديقاتي، وهناك بعض الأغراض ناقصة في البيت".
أما فيصل فيقول إن النوم بجوار زوجته وعلى سرير واحد انتهى منذ أن رزقا بمولودهما الثاني، حيث طلبت منه زوجته أن ينام على الأرض، أو يبحث عن مكان آخر في المنزل، فالسرير بحسب قوله لا يسع غيرها مع الأطفال. إضافة إلى طلباتها المتكررة عند دخوله غرفة النوم.
ويضيف "ذهلت من طلبها، فالأطفال يمكن حل مشكلتهم بشراء سرير خاص بهم. غير أنها رفضت ذلك الحل خوفا عليهم".
ويقول سعد إنه منذ عامين وهو ينام في المجلس، وبعد ذلك أوصل رسالة لزوجته عن طريق أخيها أنه سوف يبحث عن زوجة تنام بجواره على السرير، وبعد ذلك جن جنونها، فأصبحت تنام بجواره حتى اليوم".
أما سالم فاكتفى بقوله إنه منذ سنة ونصف ينام بالمجلس تقديراً لزوجته، ونظراً لكثرة حركته أثناء نومه، ومعاناته من الشخير الذي يزعج زوجته التي تحملت تلك المعاناة، وحرمت من النوم بجواره.
ويقول عادل إنه يعرف أخوين متزوجين منذ سنوات طويلة، ولا ينامان بمملكتهما الخاصة لتعودهما على صوت التلفزيون المرتفع، وكذلك تعودهما على قسوة الأرض منذ صغرهما، فشلت زوجتاهما بتغير تلك العادة، فجلبتا تلفزيونات بغرف النوم، ولم تنجح محاولتهما لكونهما ينامان دقائق ويستيقظان عندما يغلق صوت التلفزيون.
وذكر طارق أن زوجته منذ عام بدأت تهرب من النوم بجانبه، حيث كانت تجامله أحيانا بالنوم معه، وقال إنها كانت تنام بجواره حتى ينام ثم تذهب للنوم بجوار أطفالها بالغرفة المجاورة، ويستغرب طارق من الطلبات التي تطلبها زوجته منه وقت النوم رغم عدم أهميتها لكونها كماليات.
فيما تقول هند إنها لا تستطيع النوم إذا لم تكن برودة الغرفة عالية جدا بعكس زوجها، مشيرة إلى أن زوجها يدعها حتى تنام، ومن ثم يخفض في برودة التكييف حتى إنهما أصبحا في دوامة من الخلاف لم يجد الزوج أمامها حلاً سوى النوم في أحد أركان المنزل، وتركها تنام لوحدها على السرير.
وتقول أم إبراهيم (متزوجة من ستة أعوام) إنه بعد السنة الأولى من زواجهما لم ينم زوجها معها، ولا تعرف أسباب ذلك رغم محاولتها أكثر من مرة معرفة ذلك دون جدوى، حيث ظل زوجها عازفا عن النوم معها رغم أنها هيأت له جميع سبل الراحة .
إلى ذلك قالت اختصاصية الطب النفسي الدكتورة أمل محمد الكفراوي أن نوم الزوجين على سرير واحد يقرب المشاعر والأحاسيس، ويزود الحميمية بين الطرفين، ويخلق نوعا من الحوار الهادئ بينهما وقت راحتهما. كما أن الزوجة تبحث عن العلاقة الحميمية والحنان والعطف دون النظر إلى العلاقة الزوجية الخاصة. وقالت الكفراوي إن "الرجل أيضاً يبحث عن الحنان الذي ربما يكون افتقده من والدته عند زوجته"، وحذرت الزوجة من الطلبات التي ليس لها داعٍ أثناء اجتماعهما بمملكتهما الخاصة.
وقالت الكفراوي إن عيادتها سجلت حالات شكاوى من الزوجات ضد أزواجهن بهذا الخصوص بحثاً عن علاج يريحهن من ذلك العناء
العرض العادي
