من خلال نظرة شخصية للإبتعاث الخارجي بأن الكثير من الشباب عندما يُقدِّم أوراقة فإنها تتعثر ويوضع في طريقة الشوك حتى يصل إلى مراده، أو لا يصل.
وعلى النقيض من ذلك فعندما تتقدم الأنثى فإن الورود تُزرع في طريقها، بل ويُرحبون فيها..
حينما أتكلم بهذا فأنا أحمل تجارب من حولي من أخٍ وأخت وابن أخت وزملاء كُثر..
آخرهم زميلٌ قبل فترة لم يدع شاردةً ولا واردة إلا وعملها لأجل إكمال دراسته، وفي النهاية همس له أحد الموظفين في الخارجية بأن يتقدم باسم زوجته ولن تتعثر أموره طالما أن المُبعثُ ( فتاة ).
وبعد التقديم لم تستغرق الموافقة سوى خروج نتائج الدفعة الثانية..
( 70 مليار تقريباً ) هي تكلفة تلك البعثات ولو أُقيمت جامعتان أو ثلاث في مناطق المملكة لما تغرّب أبنائنا وبناتنا في تلك الدول والتي لابد أن يعودوا منها بسلبيات كثيرة..
كما أنها ستتيح المجال لتوظيف الكثير من أبناء هذا الوطن وبذلك يكون كما قال المثل الشعبي: ( سمننا في دقيقنا ) وأضعف الإيمان أن يضل أبنائنا متمسكين بدينهم ومبادئهم.
( 50 ألف مُبعث ) سوف يحلون علينا في نهاية عام 2020م، وسوف يظهر التغير الاجتماعي ( البحت ) في المجتمع السعودي، وإن أعطانا الله وأعطاكم عُمراً فسوف تشاهدون ذلك.
أينما توجهت فلن تجد مجتمعاً مختلطاً أو شبه مختلط إلا والانحلال الأخلاقي والسلوكي هي سمته الأولى، وعندما يذهب الحياء يذهب معه كل شيء.
إنما الأُمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
الكل منا يعلم بأن صلاح المجتمع بصلاح المرأة، وفساده بفسادها وهذا أمر مفروغ منه فالشاعر يقول:
الأم مدرسةٌ إذا أعددتها ... أعددت شعباً طيب الأعراقِ..
لم أقصد بأن المرأة تكون فاسدةً بالأصل في أخلاقها وسلوكها، وإنما القصد بأن كثرة المخالطة أو العمل تحت سقفٍ واحد هي التي ( غـالبــاً )ما تولد التحلل من القيم والآداب ، وهي ما يجعلها شريكةً مع الرجل في فساد المجتمع شيئاً فشيئاً.
فالمرأة عورة كما أخبر بذلك رسولنا صلوات الله وسلامه عليه حيث يقول :
" المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها ) رواه ابن مسعود.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : (بلغني أن نساءكم ليزاحمن العلوج في الأسواق، أما تغارون، إنه لا خير فيمن لا يغار؟! )
وقال سعيد بن المسيب: (ما يئس الشيطان من شيء إلا أتاه من قِـبل النساء).
وما الدول المجاورة لنا إلا خير شاهد على ذلك ناهيكم عن دول بلاد الشام وغيرها من بلاد المغرب الأقصى والبلاد العربية.
في دول الخليج مثلاً يكفي حُرقةً أن الناس تبيع وتشتري والصلاة قائمةٌ فأي مجتمعٍ هذا الذي لا يُعير لشعائر الله أي اهتمام..!
ويكفي ما تراه من اختلاطٍ فاضحٍ في الشوارع والأسواق يُدمي قلب كل غيور على دينه ونساء المؤمنين..
هذا في الدول الإسلامية بل والعربية، وعندما تذهب لدول الكفر لا تكاد تجد هذا إلا في أماكن محدودة ومعروفة من يبحث عنها يجدها.
ودولنا للأسف الفساد في كل مكان..!
آسف فقد جرى قلمي ولكن كان المراد من ذكر ذلك هو مدى حرص أولئك على فساد المجتمع بأي طريقة، فهم لا يستطيعون أن يُفسدون المجتمع إلا من ناحية أخلاقه ( المرأة والمخدرات )، فمتى ما أردت هدم مجتمع ما فئت به من هذان البابان.
لن تجد مجتمعاً لزمت فيه المرأة بيتها أو أصبحت مستقلةً في وظيفتها ولم تزاحم الرجال إلا وتجده مجتمعاً صالحاً متمسكاً بدينه وقيمه وأخلاقه، والعكس صحيح.
وهذا واضحٌ في مجتمعنا ولله الحمد إذا ما نظرنا إلى المجتمعات التي حولنا.
إذاً.. ما بالُ أقوامٍ من بني جلدتنا يُحاولون إفساد بناتنا وإبعادهن عن جلابيبهن ويريدون منهن أن يُزاحمن الرجال في جميع شؤون الحياة..!
أليس السواد الأعظم منهن تعيش في كنف والدها وأخيها وزوجها معززةً مكرمة.!
ما بالكم تسعون جاهدين لإغراق هذا المجتمع ومسخ مبادئه..!
لا نقول إلا حسبنا الله على كل علماني ولبرالي وفاسد..
" بقي أن يعلم الجميع بأنني لست ضد عمل المرأة بل معه ومؤيدٌ له، ولكن لا يكون هذا العمل فيه اختلاط بالرجال..! "
سوف تذكرون هذا الكلام في نهاية عام 2020م إن كنا من الحيين..
أضعت شــاةً جعلت الذئب حارسها ... أما علِمت بأن الذئب حرّاسُ.!
وراعــي الشــاة يحمي الـذئب عنـها ... فكيف إذا الرعـاةُ لها الذئاب .!
العرض العادي
