السفير النيجيري: 16 مليون دولار كفيلة بالقضاء على المجاعة
الفقر والمرض والمجاعة والموت تجتاح النيجر ثاني أفقر دولة في العالم وبلد الأربعين ألف قبيلة الذي ينحدر معظمهم من عرب بني سليم الذين هاجروا من نجد إلى بلاد المغرب ثم هاجرت مجموعة كبيرة منهم إلى بلاد النيجر، ومازالت بعض قبائل النيجر تعتز بأصولها وعاداتها العربية.
وها هي النيجر ترزح الآن تحت خط الفقر، والموت يخيم على أطفالها والجوع يحصد الملايين من البشر هناك، حتى أن الحيوانات لم تجد ما تأكله فماتت جوعاً، ولم يجد الإنسان إلا أوراق الشجر التي لا تطالها الحيوانات ليقطفها ويسد بها رمقه، وهذه المجاعة ناتجة عن قلة الأمطار وأسراب الجراد التي أكلت الأخضر واليابس وقضت على ما تبقى من الزرع الذي يعتمد عليه الإنسان في النيجر؛ الأمر الذي أدى إلى أزمة غذائية حادة، وهذا بالإضافة إلى الكارثة التي تلحق بالبشر حيث تشير الإحصائيات إلى أن 800000 طفل يعانون المجاعة و510000 في حالة خطيرة، إضافة إلى انتشار مرض الكوليرا والسل والإسهال والحصبة مما زاد من عدد الوفيات...
والمطلوب لإنقاذ هؤلاء الأطفال وإنقاذ شعب بأكمله هو مبلغ 16 مليون دولار أي ما يعادل 5 ملايين دينار تستطيع أي دولة عربية التبرع به بكل سهولة ويسر. وقد التقينا بسفير النيجر لدى دولة الكويت أسومان جياوري وسألناه :
حاوره/ علاء الدين مصطفى
- ما حجم المجاعة والكارثة التي اجتاحت النيجر وما آخر التطورات؟
- إن المجاعة التي تلتهم جمهورية النيجر هذه السنة ناجمة عن النقص في المحاصيل الزراعية خلال العام 2004 . وقد قدر هذا النقص بحوالي 223448 طناً من الزروع و4642219 طناً من طعام الحيوانات. وتعود الأسباب الرئيسة للأزمة إلى قلة الأمطار وأسراب الجراد التي اجتاحت المنطقة، وقضت على ما تبقى من الزروع.
هذا النقص أدى إلى أزمة غذائية حادة لاسيما في المنطقة الزراعية والرعوية حيث بلغت نسبة النقص 100% في بعض الأماكن.
لقد بلغ إجمالي القرى المتضررة 2988 قرية من عدد 10000 قرية تحتويها الدولة ويقطنها حوالي 3293648 نسمة تم تسجيلهم ضمن المعرضين لأزمة غذائية حادة، ولا تزال الأزمة قائمة ولكن مساعدات الأمم المتحدة بدأت بالوصول.
ونظراً لخطورة الأزمة الغذائية وجه رئيس الوزراء في 28 مايو 2005 نداء الاستغاثة إلى المجتمع الدولي للحصول على عون غذائي عاجل. كما وجهت منظمات الأمم المتحدة تحذيرا للمجتمع الدولي من احتمال وقوع -كارثة صامتة في النيجر- مشيراً إلى 800000 طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات يعانون المجاعة، 150000 منهم في حالة خطيرة. بناء على ذلك وجهت المنظمة دعوة للعون بحوالي 16 مليون دولار لصالح النيجر.
وبقي أيضاً أن تبذل جهود أخرى من أجل هؤلاء الأطفال الذين يموتون جوعاً.
ولا ننكر الاستجابة من الدول العربية ولكنها لا تقضي على الأزمة المزمنة.
- كيف تقيّمون تفاعل الإعلام مع المجاعة في النيجر؟
- أعتقد بأنك تقصد إعلام الدول العربية ولاسيما دول الخليج، ويجب الإشارة إلى قناة -الجزيرة- فهي أول من نقلت المسألة إلى الخليج.
وبغض النظر عن التعليقات والنقاشات فإن الصور المثيرة هي التي عبرت عن خطورة الحالة. كما أن الإعلام الكويتي ولاسيما الجرائد اليومية أعطت اهتماماً وشاركت في إيصال القضية للمجتمع الكويتي والإحساس بها، وتجدر الإشارة إلى جريدة -القبس- التي قامت بمقابلتين للتعرف على حقيقة الأوضاع في النيجر، وبعدها مجلتكم التي أجرت معي هذا الحوار وبصرف النظر عن كونكم تقومون بواجبكم اسمحوا لي بأن أشكر اهتمامكم البالغ وجهودكم الرامية إلى توعية الناس عن حالة المجاعة التي تمر بها جمهورية النيجر في هذه السنة 2005.
- ما أبرز المؤسسات والجمعيات الخيرية القائمة على الإغاثة حالياً؟
- بعد أن وجهت سلطات النيجر الدعوة إلىّ قمت بمخاطبة السلطات الكويتية المختصة وبعض المؤسسات الخيرية المحلية، وهي:
- جمعية إحياء التراث الإسلامي.
- لجنة مسلمي أفريقيا.
- الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
- جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية.
- بيت الزكاة.
حيث تقوم جميع هذه المؤسسات بعمل مشترك من أجل تقديم العون إلى النيجر، وهي في اتصال مع الجهات التي تمثلها في النيجر، وهي معروفة لدى سكان النيجر، نظراً للإنجازات التي قامت بها في مجال التربية والثقافة والمجالات الإنسانية والاجتماعية هناك.
- هل من كلمة أخيرة تودون توجيهها عبر الفرقان؟
- في النهاية أود أن أبلغ الرأي العام الكويتي خصوصاً والرأي العام لدول الخليج عموماً بأن الأزمة الغذائية ظاهرة طارئة يمكن أن تتجدد كل سنتين على أسوأ حال. ويكفي أن تكون هناك قلة في الأمطار حتى تتجدد. ولذلك ترتكز كل جهود الدولة في الاكتفاء الذاتي بالغذاء على حصر كمية كبيرة من المياه حتى لا تعتمد الزراعة والرعي على الأمطار.
لذا فقد وضع رئيس الجمهورية برنامجاً خاصاً يمكن من حل مثل هذه المسائل من ناحية وحل مشكلات التربية والصحة من ناحية أخرى. هذا يعني أن إنجاز هذا البرنامج الخاص متى ما توفرت الإمكانيات سيكون حلاً للمشكلة الحالية بالنيجر لاسيما مشكلة المياه.
والحل الآخر هو إنجاز سد كانداجي الذي من ضمن ميزاته إنه يقدم حلولاً لمشكلة الأمطار.
ولتنفيذ هذا البرنامج وإقامة هذا السد، ندعو كبار المساهمين وفاعلي الخير إلى دعم هذا المشروع المهم للغاية بالنسبة للنيجر؛ وهذا سيساعد على إنجاز إطار هيكلي للوقاية وتحمل حالات طارئة.
المصدر
http://www.al-forqan.net/linkdesc.as...&ino=355&pg=10