هل أنا مسحور؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشكر القائمين على هذا الموقع وهذا القسم بالذات

وبعد .. مشكلتي متزوج حديثا وزوجتي تذهب مع والدتها لأحدى النساء اللاتي يعالجن بالطب الشعبي والقراءةباستمرار لعلاج والدتها
ومع الوقت حصلت معرفة بسيطة مع القارئة وفي أحدى المرات سالت القارئة زوجتي عن احوالها
وعن حياتها الجديدة فقالت زوجتي الحمد لله بأحسن حال , فقالت القارئة ولكن زوجك بالعكس فهو غير
مرتاح معك ويتضايق جدا عند الجماع وهو مسحور عنك بسبب زواجك منه..

تضايقت زوجتي عند سماعها هذا الكلام فلم تخبرني ولكن امها اخبرتني بذلك فلم اصدق هذا الكلام
وسالتني عن مدى راحتي فقلت لها بأني مرتاح ( وانا جدا مرتاح ولله الحمد ) .

وقالت انه من الضروري ان اقرا واستعمل العسل المقروء فيه القران الكريم..

صراحة لم اصدق ما سمعت وضحت كثيرا .. لأني اعلم في نفسي اني في سعادة وراحة بال

سؤالي : هل من الممكن ان تعرف القارئة مدى راحتي وتعاستي واني مسحور ؟؟ ولابد من العلاج ؟
وكيف اقنع زوجتي بأني مرتاح معها ؟


حفظكم الله ورعاكم وعلى طريق الخير سدد خطاكم ..
وجزاكم الله خير.
أرجو الرد بأسرع وقت

[د عبدالعزيز المقبل]

ولدي الكريم : للأسف الشديد أن كثيراً ، ممن يتصدون للرقية ، مستوياتهم العلمية متواضعة جداً ، بل بعضهم مستوياتهم الذهنية كذلك .. ولأنهم يدركون هذا فإن الواحد منهم ، يظهر براعته في ( الجزم ) بوجود ( عين أو جنٍّ أو سحر ) لدى مراجعه أو مراجعته ، بل يبدو بثوب البصير الحاذق ، فيبيّن ( نوع ) هذه العين ، وقد يجتهد في تحديد الجهة ، التي صدرت منها ! .. مع أنه قبل غيره ، يدرك أن كلامه ذاك لا يسنده أي دليل علمي أو عقلي !

وأنت – أخي الكريم – تدرك - قطعاً - أنه لا يوجد قسم في أي كلية يتخصص في تدريس الرقية ، وله خريجوه الذين يفتحون مراكز للرقية ، وليس ثمة دروس علمية ، مخصصة بالرقية ، يتوجه طلابها لممارسة الرقية على الناس .. كما أنه ليس ثمة تراخيص تمنح للمشتغلين بالرقية وممارسيها ، بناء على ضوابط وشروط .. ومن هنا أصبحت الرقية سوقاً مشاعاً ، مشرعة أبوابه لكل من حدثته نفسه.. ومن ثم دخل ميدان الرقية أخلاط من الناس ، وتناقل الناس عن بعضهم تصرفات ومواقف وملاحظات .. ولكن عامة الناس ، في تصورهم ، أن كل من تصدى للرقية ( شيخ ) !! .. ولهذه الكلمة إيحاءات بالتبجيل والاحترام ، وأخذ الكلام على محمل الجد .. ومن هنا فلا غرو أن يظل عامة الناس يسارعون إلى دكان كل قارئ ، مهما كانت أدواؤهم .. وهذا الراقي أو ذاك قد يدفعه هذا للشعور بقيمته ، والمحافظة على جمهوره ، فيظل يجزم بـ( تحديد ) مرض كل منهم ، والدواء ( المناسب ) له .. دون أن يسأل واحد منهم نفسه ، كيف عرف ، وما الأدوات التي يستدل بها على ذلك .. وليس لديه ( نسب ) في الطب ، ولا ( مختبر ) للتحليل !!

ولدي الكريم : إن السبب الرئيس وراء ( تزاحم ) الكثيرين على أبواب الرقاة ، هو أن هناك مشكلات يعيشها بعض الناس ، وتحاصره ، وتضغط عليه ؛ قد تكون بسبب ظروف حياة تعرض لها سابقاً ، أو أحداث مرت به ، أو لون تفكير يعيشه .. وهو قد يراجع المستشفى ، ولكن المستشفى ، من خلال الفحص الشامل ، والتحاليل المتكاملة ، يثبت له ألا خلل جسدي لديه .. وقد ينصح بمراجعة طبيب نفسي .. ولكن لأن ثقافة الكثيرين حول الطب النفسي مشوشة ، فإنهم قد يظلون يترددون على الرقاة ، حتى تحفى أرجلهم ، دون أن يراجعوا طبيباً نفسياً واحداً ! .. وهم يدركون أن الطبيب النفسي لا يمكن أن يجرأ على فتح عيادة إلا بعد أن يحصل على شهادة تخوله ممارسة المهنة ، ثم رخصة تخوله فتح العيادة ! .. بينما الراقي قد لا يعرف مراجعه مستواه الدراسي ، ولا تخصصه ، ويدرك أنه لم يحتج ربما ، ولا لاستشارة أحد – أي أحد – بممارسة المهنة !!

لكن الكثيرين ، بأنفسهم أو برغبة أهلهم ، يفرحون أن تحال أسباب مشكلاتهم على أمور غيبية ، من عين أو جن أو سحر ، من أن يواجهوا مشكلاتهم ..

ولقد وردتني مشكلات ، ظل أصحابها يترددون على الرقاة ، وما إن يتراءى لهم أن أعراضهم وأمراضهم خفت حتى تعود من جديد .. وحين سمعت المشكلة أدركت أنها مشكلة نفسية ، وشجعت صاحبها / صاحبتها على مراجعة طبيب نفسي مناسب ، وكان لذلك آثاره الإيجابية .

وخاصة أن هناك أمراض نفسية منتشرة كالوسواس القهري والرهاب والاكتئاب ..

وليس كلامي هنا تزكية للطب النفسي بإطلاق ، ولا وعود ( مفتوحة ) بحصول الشفاء ، بمجرد مراجعة الطب النفسي ، أو تعاطي أعلجته .

وليس كلامي بالمقابل ( تقليل ) من شأن الرقية ، ولا اتهاماً لكل راقٍ ، وليس هو ( إنكاراً ) لوجود الجن أو السحر أو العين .. ولكني أؤكد على ضرورة وجود الوعي ، الذي يجعلنا ( نواجه ) مشكلاتنا بشجاعة ، ونفرق بين من يكون صادقاً معنا ، ومن يستغفلنا ، ويستخف بعقولنا !

ولدي الكريم : إن مشكلتك ( نموذج ) حيّ ، لما أشرت إليه .. فلاحظ أن زوجتك لم تعرض على الراقية ( أي ) شكوى ! .. ولكنها – حين اقتربت منها – تبرعت لها بـ( مرض ) ، وكأنه ( عربون ) الصداقة الناشئة !!

وها أنت تضحك ملء فمك ، فالتشخيص ، الذي تبرعت به ، يخالف الواقع مخالفة ( تامة ) ، وكأنه تشخيص لشخص آخر .. ويفترض أن تدرك زوجتك أن هذا دليل واضح على ( تخبط ) تلك الراقية !

ولكني ، في الوقت نفسه ، أتمنى أن تتأكد من أن زوجتك تبادلك التفاعل ، أثناء المعاشرة ، أي أنها تصل معك لدرجة النشوة .. لأن زوجتك إذا لم تكن كذلك فقد يكون ذلك هو الذي ساعد في مسارعتها لتصديق تلك الطرفة !

وكذا الحال إذا كانت لغتك ، في التعبير عن حبها ، ضعيفة ، أو مساحتها ضيقة ، أو تكتفي بالتعبير عنها بالمعاشرة !

وإذا كنت متأكداً من عدم وجود مشكلة ، في ذلك ، لدى زوجتك ، فقد تكون زوجتك تعاني من ضعف ثقة بالنفس ، وهو سلوك شائع ، بين النساء بالذات !.. ما يجعلها ، وهي تعيش حياة سعيدة ، تصدق الراقية ، التي تحس أنها تتحدث معها بثقة وصدق !!

شرح الله صدرك ، ويسر أمرك ، وأسعدك وزوجتك .