السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذه قصيدة أكثر من رائعه للشاعر الغالي الدكتور عبدالرحمن العشماوي
بريدة
شعر: عبدالرحمن بن صالح العشماوي
بعنوان بريدة
سافر بي الخيال حتى وصل بي إلى تلك البئر التي حفرها الصحابي بُريدة بن الخصيب الأسلمي - رضي الله عنه - في ذلك المكان الذي تقوم فيه (مدينة بريدة) المعاصرة، كما تقول بعض الروايات، كنت في طريقي إلى بريدة لإلقاء أمسية شعرية وأنا ألتقطُ ذرَّات مطر القريحة.
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="silver" bkimage="" border="double,5,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="1,black"]
بُريدةُ، لم يضقْ عنكِ الخيالُ = ولم تملكْ مشاعرَها التِّلالُ
تحدَّثت القوافل والقوافي = بأجملِ ما يُصاغ وما يُقال
يظلُّ الشِّعرُ يحلف، وهو يدنو = إليك بأنه السحرُ الحلالُ
تبادله البساتين احتفاءً = تُنوِّلهُ الوفاءَ كما تنالُ
عليه عمامةٌ من نَسْجِ حب = يزيِّنها على الرأسِ العِقَالُ
بُريدةُ، أنتِ أَطْربتِ القوافي = وقد حطَّتْ بها فيكِ الرِّحالُ
ولم يكتمْ نخيلُك هَيْفَ شوقٍ = يغرِّد منه بالضيف احتفالُ
كأنَّ (السُّكَّريَّ) لسانُ جودٍ = حلاوتُه يطيب بها المقالُ
يرحِّب بالضيوف إذا رآهم = فكم ظفروا بلذَّته ونالوا
بُريدة، دوحةُ التاريخ مدَّتْ = غصوناً لاتفارقها الظِّلالُ
تزيد الشمسُ رونَقها نهاراً = وفي الظَّلْماء يُبْهِجُها الهلالُ
رأيت (ابنَ الخصيب) يلوح وجهاً = تألَّق في ملامحه الجمالُ
سرى نحوي وللقمراءِ نورٌ = بديعٌ وَصْفُ طَلْعتِه مُحَالُ
وودَّعني، ووجه الفجر طَلْقٌ = وماءُ البئِر دفَّاقٌ زُلالُ
صحابيٌّ تبرَّجت الفيافي = لمقدمِه، وحيَّتْه الرِّمالُ
كأن مسافة الأعوام صارتْ =دقائق، حينما سَبَحَ الخيالُ
وشائج حبِّنا اتَّصلتْ بدينٍ = يطيب لنا بمنهجه اتّصالُ
إذا التقت القلوبُ على وفاءٍ = فأبعدها يقرِّبه الوِصَالُ
تعيش على تآلفها وتُطْوَى = ليالٍ من صبابتها طِوَالُ
وفَرْقٌ بين مَنْ سلكوا طريقاً = من التقوى، ومَنْ شطحوا ومالوا
فقيرُ الناس أغناهم فؤاداً = وأسعدهم إذا زكتِ الخصالُ
إذا فقد الفتى إخلاص قلبٍ = فلن يرقى به جاهٌ ومالُ
بُريدةُ، ما تأثَّمت القوافي = إذا وصفَتْك، أو ضاق المَجَالُ
جوابي، إنْ سألتِ عن اشتياقي = سيفرح حين يسمعه السُّؤالُ [/poem]