تـُحـب عيناك الجـمال ؟! ( صور رحـــلاتي ) !
[align=right]
ذاك الجمال هو التضاد الآسر بين ثلوج ( بريطانيا ) و دفء وحرارة ( ماليزيا ) ..
عشت في تلك الدولتين فترة من عمري ..
كنت وقتئذ سأخبر مجرات الكون عن فرحتي الجنونية بتحقق أمنية العمر !
عاشقة أنا حد الثمالة لطبيعة حياة الإنجليز التي تنطق بحرية الاختيار في كل شيء !
الصالح و الطالح !
وبعدم التدخل في شؤون الآخرين .. !
عاشقة لأجواء الانتعاش بعيدًا عن شمسنا الجافة الحارقة .. !
لحياة المشي واستنشاق إكسير الحياة مع أول خيوط الفجر ..
بل حتى بيوتهم كانت حلمًا عذبًا .. فقد كنت أبغض البيوت النجدية التي يذهب نصفها
مساحة فارغة أو مجالس للضيوف .. !
أما الطبيعة الآسرة واللون الأخضر الطاغي فقد كان فوق مستوى تطلعاتي وقد تحقق .. !
ماليزيا وبالأخص لمن يقدر على سبر أغوارها ومعرفة أماكنها الخلابة .. جنة تجعله ينطق من قلبه
بـ / سبحان الله .. !
ومطرها المنهمر بلا توقف ؛ يعطي النفس راحة سرمدية .. !
ومع كل ذلك الجمال عشت أسوأ وأوجع سني عمري .. !
لدرجة أن لهيب نجد الحارق بات أحب إلي آلاف المرات .. !
،
في الجامعة .. كانت في دفعتي حورية من أعالي جنان الدنيا ..
جمال ساحر لا يبدأ من عينيها العسل المصفى ، ولا ينتهي بقوامها الممشوق ..
وازدان تألقها بذائقتها المتوازنة الجميلة في أزيائها وشكلها العام .. !
كانت تلفت انتباهي جدًا .. !
إلى أن جمعتني معها ورشة عمل داخل وخارج الجامعة .. لتتغير نظرتي جذريًا ..
لم استلطفها أبدًا من أول جلسة .. غباء على برود على سوالف عقيمة
على صوت ثقيل أشبه بالرجال ..
كانت الجلسة معها مملة وقاتلة إلى حد لا يوصف ..
وبعد أن كنت كلما رأيتها أتخيل الحور الحسان
أصبحت أتعوذ من زبانية جهنم ... !
،
خالي يسكن قصرًا فسيحًا تلذ العين من رؤيته فكيف بالعيش فيه ..
وكل شهر أو شهر ونصف -على الأكثر- يطير بعائلته إلى أحضان أوربا ..
ومع كل تلك المعيشة الجميلة المخملية تشتكي لي ابنتهم
من المشادات الكلامية والصراخ والسب والشتم الداائم بين والديها
و أمامهم !
،
حقيقة أقولها لكم .. لا تثقوا في أي جمال ترونه !
أي جمال !
سواء في البشر أو المادة أو الطبيعة أو حتى عيون الظبي !
واحذروا القبح مرة والجمال ألف مرة .. !
فعلى الأقل .. القبح صريح وواضح ..
أما الجمال ؛ فخلفه حقيقة غاية في المرارة .... !
[/align]
آخر تعديل سَـاكنة القـلب يوم 14-05-10 في 04:57 am.
|