لا إله إلا الله ..
مشاركة هذه تأتي في ذكرى وفاة والدتي للسنة الثانية .. فاللهم ارزقني برّها .. اللهم ارزقني برّها .. اللهم أرزقني برّها
أهلا إنسانية جدا .. وأحيي فيك هذه الإلتفاتة الدقيقة منك بأوجز عبارة .. فبورك فيك وفيما خطت يمينك .. أما قبل:
فـأبدا بـ : ((كيف بإحداكنّ تنبحها كلاب الحوأب .. يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة وتنجو من بعدما كادت*)) ؟!!
وأما بعد : فلعليّ أبدأ مشاركتي هذه (وارجو ألا يستطيلها ملول) بهذا الباب من صحيح البخاري .. صاحب الفقه الدقيق والذيّ حيّر شرّاح صحيحه بدقيق تبويبه :
باب الفتنة التي تموج كموج البحر
أقول: قد ألّفت المصنفات المفردة في الكلام ـ فقط ـ على تبويباته ومناسباتها وما فيها من دقيق الفقة والذكاء الخارق .. ومن أشهر الكتب في هذا . كتاب : (المتواري على أبواب البخاري) لابن المنيّر ..
ولعلّك تسمحي لي بالاستطرد لأقول : ومن عجائب فقهه إنه استدلّ بجوز إمساك القرآن بعلاقته (غلافه) لغير المتوضيء بقراءة النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ في حجر زوجه عائشة ـ رضي الله عنها ـ وهي حائض..!!
عود: بالنسبة للباب المذكور أعلاه في الفتنة ذكر البخاري فيه أحاديثَ كثيرة .. ومنها الحديث الذي ذكره الأخوة .. والذي قاله النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ بمناسبة تولي بوران بنت كسرى ملك فارس .. : ((لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة)) بالتنكير .. ولا يخفى ما في النكرة من العموم .. ولا سيّما إذا كانت في سياق النفي كما هنا
^ بهذا الحديث استدلّ أبو بكرة ـ رضي الله عنه ـ أنّ عائشة في وقعة الجمل هي التي على خطأ .. وإن كان كان يرى ما تراه عائشة وطلحة ـ رضي الله عن صحابة نبيه أجمعين ـ من وجوب الاقتصاص من قتلة عثمان ..
فقال: لقد نفعني الله تعالى بكلمة أيام الجمل .. وذكر الحديث ..
ومما لا يخفى على الجميع أنّ المراد بهذا الولايات العامة .. لا الخاصة .. ولا اجتهاد أمام نصّ صريح في أصحّ الكتب بعد كتاب الله تعالى .. وهو صحيح البخاري ..
ثم يأتي من يأتي ممن ينتسب للعلم الشرعي .. لفرط جهله فيرد هذا الحديث .. ويقول في حال لا يفرّق فيه بين الؤلؤة والخنفساء البيضاء : إن الواقع يخالفه .. وربما قال هذا .. وهو يجيب النداء : حي على الفلاح .. حي على الفلاح !!
***
ثمّ تريديني أختي الكريمة أنّ أتكلم عن مصنع الرجال (المرأة ) .. فعن أي شيء تريديني أتكلّم ؟!!
أعن مريم البتول أمّ عيسى بن مريم ؟ .. أم ميمونة بنت صبيح والدة ابي هريرة الحافظ الجهبذ ؟.. أم عن هاجر أم إسماعيل ؟
حسنا سأتكلّم موجزا بنقاط وإثراءات صوتية عن الأقرب لهذا السطر : هاجر .. من هناك من رحم الضعف والوَحدة تولد القوّة والوِحدة..!
الأساسات التي قام عليها المصنع : إذن لن يضيعنا >> قالتها لما سألت إبراهيم : آلله أمرك بهذا ؟
ما فوق الأساسات : تجوع ويجوع وليدها فتنفجر أعصابها إن الجبال من الحصى .. ذهابا إلى المروة ثم عود إلى الصفا كأوّل مرّة .. !
الحرس :
[rams]http://www.success-w.com/m-burydah/rdood/haj_01.mp3[/rams]
المنتج الأول اليقين :
[rams]http://www.success-w.com/m-burydah/rdood/haj_03.mp3[/rams]
المنتج الثاني الوحدة الإيمانية
[rams]http://www.success-w.com/m-burydah/rdood/haj_02.mp3[/rams]
^ وسيظل هذا المنتج الإيماني ـ بإذن الله ـ باقيا ما بقيا الدنيا ؛؛ لأنّ أساسه الإيمان والإخلاص والطاعة والدعاء الصادق : ((وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ))
التساؤل الآن : كلّ ذلك بتقدير عزيز حكيم عليم بصير .. ماذا لو رفضت هاجر أن تمكث في ذلك المكان مخالفة زوجها بما أمره الله تعالى به ؟!!
فأين نساء اليوم من هاجر .. وأين رجال اليوم من إبراهيم .. وأين شبان اليوم من إسماعيل (الذبيح) .. عليهم وعلى نبيّنا سيّد البشر أفضل الصلاة وأزكى سلام..
ثمّ لتسمحي لي إنسانية .. بوقفات مع بعض الردود أبدأها بـ
الصمت الخجول
ممم
تفكّرت في (أل) التعريف .. وقلت : جميل أنّ من معانيها العهد الذهني .. مع كونها تأتي للاستغراق . وإلا لقلت : أنك ظلمت الـ رجل بها .. (:
أنا معك في بعض ما ذكرت .. وإلا فالتاريخ يأبى الباقي ..
هنا أوافقك الغرابة .. أعرف رجلا ماتت زوجته بعد ولادة ابنته بدقائق معدودة .. سلّمت الأمانة ثم فاضت روحها إلأى بارئها
ولم أجد لغرابتي متكأ أتكيء عليها عندما سمعت أنّ الرجل يبحث عن زوج في اقل من ثلاثة أشهر من أجل تربية بناته .. وبنته في المهد ..
هنا مارأيك في مثل هذا الزواج .. هل يعذر في هذا ؟
من السطر الأول من هذا الاقتباس كان ماكتبته حول هاجر .. وأما بقيّة الاقتباس فأدع الأديب الأريب الرافعي ؛؛ كي يوافقك :
نعم التقديس لا يأته من قبل الذكورة .. ولم يقل بهذا أحد ..
لكن أختي الفاضلة .. ما تفسيرك لبقيّة الآية التي استدللت بها : (( وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم )) مع ما ختمت به من وصفي العزّة والحكمة؟ ...
لا بأس لعلي أجلب لك ماقاله الطاهر بن عاشور في المناسبة هنا:
والكلام تذييل وإقناع للمخاطبين .. وذلك أن الله تعالى لما شرع حقوق النساء كان هذا التشريع مظنة المتلقى بفرط التحرج من الرجال .. الذين ما اعتادوا أن يسمعوا أن للنساء معهم حظوظا .. غير حظوظ الرضا والفضل والسخاء .. فأصبحت لهن حقوق يأخذنها من الرجال كرها .. إن أبوا .. فكان الرجال بحيث يرون في هذا ثلما لعزتهم .. كما أنبأ عنه حديث عمر بن الخطاب المتقدم .. فبين الله تعالى أن الله عزيز أي قوي لا يعجزه أحد .. ولا يتقي أحدا .. وأنه حكيم يعلم صلاح الناس.. وأن عزته تؤيد حكمته فينفذ ما اقتضته الحكمة بالتشريع .. والأمر الواجب امتثاله .. ويحمل الناس على ذلك وإن كرهوا . انتهى
[rams]http://www.success-w.com/m-burydah/rdood/zryaab.mp3[/rams]
أحسنت .. أختي الصمت .. ولتسمحي لي بالتعليق هنا أيضا كآخر اقتباس لأقول:
أليس معنى الإحسان العدل .. أو هو أعلى مراتبه ؟
أوليس الاعتراف للمحسن من آثار العدل ؟ ليكون في مصافّ قوله تعالى : (( وإنّك لعلى خلق عظيم))
إذا عرف هذا فتأملي معي قول الله تعالى : (( مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة))
فلا يخفى عليك هنا أنّ الجواز معلّق بشرط انتفاء ضدّ العدل . وهو الظلم ..
مارأيك برجل أحسنت له زوجته بما تستطيعه .. ثم أبت طبيعته البشرية كـ (ذكر) إلا أن يتزّوج غيرها وليكن السبب كما هم أغلب رجال هذا الوقت ـ مجّرد تجربة ـ هل فعله هذا ينافي ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)) وقد قدمنا أنّ الإحسان ما هو إلا ثمرة للعدل .. وراعينا أنّ الله إنما أباحه له لأنه عازم على العدل عارف نفسه فيه .. هل زواجه بغيرها بما ذكر يخالف العدل .. أو هو مرتبة زائدة عن العدل لا يتّصف بها إلا الخاصّة كالنبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ مع زوج لن يوجد مثله كخديجة ؟
لست هنا في مقام الدفاع عن التعدد ؛؛ لأني أعرف من أخاطب مسلمة مؤمنة .. ولست في مقام الدفاع عن الرجل .. وإنما من باب تحريك الأذهان بالحوار وتنشيطها ..
وشكرا لك ..
***
العليل
أهلا أخي العليل .. >> اسم مدونتي الصيفي .. !!!
يبدو لي أنك هدمت كلّ المعاني في ردك هذا بآخر كلمة مستنسخة فيه ..
فذكرت أنّ هذه النظرة مترهلة بالمُثل (جية) الواضحة فطرة..
ثم لم تزل هذه النظرة كذلك (رزحاء) ما بين وهم اجتماعي وعشا (تضبب) ديني ..(فهدمت كلامك بنفسك)!!
لن أتكلم على تصريفاتك المعسلجة النطاء(!!!) عن صواب اللغة وسلاسة اللغة وروح اللغة التي أتيت بها (إن سلمنا أنّ أكثرها من اللغة) .. وإنما أتكلّم على تصريفك الأخير لـلأصل العربي : ضبب.!!
وقبله أنصح كلّ مهتم باللغة وصواب اللغة .. أن يقتنى أفضل كتب اللغة (مقاييس اللغة) للغوي الكيبير لابن فارس >> ومن الخطأ تسميته (معجم مقاييس اللغة) كما في بعض طبعات الكتاب التجارية .. وهذا ما حققه محقق الكتاب عبدالسلام هارون ..
ومنه أجلب قوله في هذه المادة :
الضاد والباء أصلٌ واحد يدلّ عُظْمُه على الاجتماع .. ثم يحمل هذا الأصل على أكثر من باب ... وذكر هذه الأبواب :
ومن الباب التضبب .. وهو السمن .. >> ليكون المعنى إذن : وسمن في الرؤية الدينية !.. وما أجمل السمن في النظر ..
وعليه برأيي كان الأسلم لمعنى كلامك ـ حسب فهمي ـ أن تقول: والرؤية الإسلامية الضباء .. أو رؤية إسلامية مضبّة ....
أخي العليل : كن ذا بزم وسطا بين الضبّ(ثني الإبهام) والفطْر ..!
ولعلي هنا أحيل إلى كتاب نافع بما لن تجد مثله في بابه [له استنباطات قراءانية لا توجد عند غيره] للمهتم بالكتابة في هذا المنتدى .. باسم (المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر) لابن الأثير..
ومنه أحيل أخي العليل ومن رام الاستفادة .. إلى الفصل العاشر تحديدا وفيه يقول: المقالة الأولى : في الصناعة اللفظية... فلينظر
وما قاله في ذلك الفصل تلك المقالة ـ بعد إيراده لشواهد شعرية لابي العتاهية ـ : ...وهذا هو الكلام الذي يسمى السهل الممتنع فتراه يطعمك ثم إذا حاولت مماثلته راغ عنك كما يروغ الثعلب ، وهكذا ينبغي أن يكون من خاض في كتابة أو شعر ؛ فإن خير الكلام ما دخل الأذن بغير إذن
وأما البداوة والعنجهية في الألفاظ فتلك أمة قد خلت .. ومع أنها قد خلت وكانت في زمن العرب العاربة فإنها قد عيبت على مستعملها في ذلك الوقت ..فكيف الآن وقد غلب على الناس رقة الحضر . انتهى !!!
انقر على الصورة لتصفح الكتاب:
وبعد أختي الكريمة إنسانية جدا ..
ذلك هو مصنع الرجل الأول بقدر الله تعالى .. واصل هذا المصنع وبناؤه وإحكامه وإيجاده هو الرجل (آدم) .. حيث خلقت من شيء رقيق فيه مع بعض صلابة (الضلع)
غير أنّ المصنعين يجتمعان عند عموم قوله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) [متفق عليه .. زاد بعضهم: (( حتى يعرب عن نفسه)) ..
فذاك هو المصنع الثاني .. !!
^ أخيرا أما أنا فأفخر وأجاهر أني تربيت في ظلّ امرأة .. كلّ نساء الدنيا (الآن) بما فيها من كبرياء طاغي لا تزن حبة شعير في قلبي عند عظمتها في قلبي ..فاللهم اجعل صباحها إلى الجنّة ..
ولا تنسوها من صالح دعائكم
هكذا أنا في ردودي منذ عرفت المنتدى .. والذي تغيّر هنا ما قدمته في أول المشاركة .. فمن لا يعرف سيقول : قد أجلب بخيله ورجله من أجل توقيع .. وقد قيل .^_^
وأخطأت عندها بالدفاع عن نفسي .. قبل أن أطالب بحذف الردود .. فأبى المشرفون إلا البقاء .. ^_*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-----------> حاشية<--------------
* ثم تحقق الوحي .. فكانت هي عائشة من زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ افضل نساء العالمين بعد خديجة
|