[align=center]
عُدت و العَود شاطئي ..
لو كانت مدينة بريدة واقعة في الأجواء المعتدلة حيث الهواء العليل , ترفل بالجو الشجي , وتتمخطر بالنسمات المذيبة , ولو ( أقول لو ) كانت فتياتها تخطر في الشوارع غاديات ورائحات ؛ لكنت ممن يهوى المداومة على أن يكون في البلكونة , إذ سأستنشق الهواء العليل ؛ وسأستمتع برؤية تلك المناظر الجميلة من اللاتي خلقن رياحين للشم والضم , سأسمع حديثهن وضحكاتهن , فأنظر إليهن وهن ينظرن إلى ( قرطبة ) , فإذا بهن يتمنين أن يكنَّ بجواري , حيث تجود بنيات الأفكار بمقالات محبوكة , فأسعد بهنَّ , وهنَّ سيفترن عن ثغر أغنٍّ فيه من الغنج ما فيه
دعُوه يتحدث بما يريد فما يتحدث عنه مرتبط بـ لو ..
_ هذه الأحلام يستحيل أن تكون في شارع الشانزلزية .. فهل تريدها هنا ؟ ....... إحلم !
كثيراً وقفت على كلمات غرطبة و أجد فيها الكثير الكثير من _ العكسيات _ لما يتحدث به .. فهاهو هنا قد أخطئ الجادّة كالعادة !! يقول
بلكونتي , تُطل على طريق عمر بن الخطاب , وتلك الأحياء التي عليه كأنها من خارج بريدة , ............... , وحداثة العمران تنثر بعضًا من السحر إن لم يكن كله ,
يوضح لنا ما ينعم فيه من حي راقي كونه في طريق الخليفة عمر بن الخطاب و اللذي لو يعلم به عمر بأنه يتحدث في هذا القول لكان أمر آخر !!
و هنا يعكس التيّار و يذم حاله فيقول ..
حتى بيوتنا توحي للرائين من الخارج من أنها سجون بمسمى فلل ومنازل , وما هي – لعمري – إلا مغارات وكهوف من داخلها , فقلما نُعنى بالأثاث الأثير , وقلما نُعنى بالأشجار التي تحفها من كل جانب , فلا ورد ولا أزهار , فترى الطير لا يأنس في أن يقف على حجر من أحجارها , وإنما يهرب سريعًا لا يلوي على شيء , إنها جُدر صماء يتخللها نوافذ , ولو كان الإنسان لا يقيم وزناً للهواء لجعلناها بلا نوافذ
أتشاهدون !! عجباً لك يا غرطبة !! كيف يحدث منك هذا و أنت مِن مَن يطالب بتعليم فنون التقنية الحديثة !!يصدر منك هذا التصادم
يقــــول : فلا أطال الله أعمارنا حين دفـنّا أنفسنا بأيدينا
و هنالك من دفن عقله بمبتغاه !!
غرطبة : راجع نفسك فمازال في الوقت بقيّة ..[/align]