 |
اقتباس: |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصمنجيه
|
 |
|
|
|
|
|
|
|
|
المجال متاح يا لمبة ..فبارك الله بالبليهي الذي منّ علينا بهذه الأسهاب من الأخوة .
لكن بالنسبة للحديث عن العرب و ما أدراك ما العرب ..تاريخ رائد , و حاضر كاسد ... اؤمن بما قلتم بخصوص استبدادية العربي و غشامته و و. و هو مصداق لقول الفاروق ( لا عزّة لنا بالأسلام ....) فهذه الحكمة الفاروقية ضللنا نرددها و نكررها .. حتى أصبحت استكرات يعلقها بعض السائقين على زجاجاتهم الخلفية ليطربك بتلاوتها .. و لكن دائمـًا أقول أخشى أننا لم ندخل بأغوار هذه الحكمة.. أو هذه الحقيقة ...
فــ لهذه الحقيقة .. حقيقة فضل الأسلام على العرب .. و أختيار العرب هم من تنزل عليهم الرسالة الخالدة و الخاتمة ....؟؟؟ هناك شيء أود أن أفهمه.. ماهي الخصائص الذي حملوها العرب ليحملون
هذا الفضل العظيم ..؟؟؟ و هي الرسالة بلغتهم .. و على لسان عربي ..و إلخ
.
|
|
 |
|
 |
|
السلام عليكم ...
بصراحة قصمنجية انا اؤمن باستنتاج ابن خلدون حول ان العرب كجنس امة رئاسة وحرب وهما مجالا الابداع الوحيدان عبر تاريخنا ...لذلك لن انتظر يوما تحفل فيه الامة بامتهان الصنائع فتدفع عجلة الحضارة الانسانية الى الامام....
لا استطيع استحظار خصائص العربي التي جعلته يحمل الرسالة السماوية الخاتمة لان الحديث في هذا المجال يطول ويميل الى الانشاء..بإمكاننا ان نستحظر العديد جدا من الخصائص العربية المتفردة التي تميزه عن الامم المجاورة على الاقل ....لكن تعالوا نمعن النظر في طبيعة العربي الجذرية في استدعاء الدين ودعم الاتجاه العاطفي الذي يعتنقه ....
سأذكر لك امثلة تدعوا الى تأمل العربي وهو يستدعي الدين كمرجعية نائية ومتنحية عن ان تكون اصل التكوين الثقافي لديه...
انظري مثلا الفرقاء في قضية قبيلي وخضيري وكيف يتجاذبون الدين لدعم الاتجاه العاطفي الانزوائي المنقبض الطرفي...
انظري مثلا تعليقات الجميع هنا عندما اعدم صدام حسين رحمه الله ....
متصفحات رفضت حتى ان تترحم !!! وجاءتنا عناوين مثل (القول الحسام في مقتل صدام) (لايجوز الترحم على البعثيين وهذه هي الفتوى احضرتها لكم)....لقد حاكم العرب هنا صدام حسين بعد موته بشكل ينسجم مع تحليل البليهي..لقد رفضوا حتى التسليم بأمر الله فيه !!لقد اصدروا الاحكام بشكل قاطع فمنا من قال شهيد ..ومنا من قال كافر لايجوز الترحم عليه (حتى وإن مات على التلفظ بشهادة التوحيد)
وكل فريق يستدعي الدين ليبرهن على صحة اتجاهه العاطفي...ثم يأتي من يحتج بأقوال العلماء ليصادر حق الانتداء ويحسم القضية ويقول هذا قول كبراءكم فقفوا هنا
انظري مثلا قضية النقد والتفنيد الموضوعي وكيف تنحى اتجاه عاطفي جذري يتجاوز حدها العملي ليتسلل الى مخاطبة العواطف بطريقة (كل واحد يصلح سيارته)....لقد صارت مرجعية الاسلام كقانون أداة سلب لنفس الحقوق والافاق التي جاء بها ذات القانون ....انها طبيعة العربي ...
تذكرين مثلا في متصفح الطابور وكيف لاحظنا هناك كيف يستدعى الدين لدغدغة العواطف وتهييجها وتذويب الموضوعية وردها....انها عقدة الخوف من المرجعية الكاملة والتوظيف النفعي البراقماتي الصارخ الذي ينزع هذه المرة الى الرهان على العواطف ...
ولذلك قصمنجية فإن بداوة الطبع تصنع التطرف والانحياز المطلق..وتعمى عن الافكار...ولا ترى غير تكريس الصنمية..وتحل العواطف محل العقل..وتلغي النسبية..وتميل الى الحدية...وترتاب من الغرباء..وتفجر في الخصومة..وتعادي الحيادوتمعن في العناد..وتحب البكاء والانكفاء..وتعتمد المعية والضديةسبيلا سهلا وحيدا الى تصنيف الناس..وتقيس بالهزيمة والنصر كمعيار للمنفعة..وتتشنج حيث اماكن الاسترخاء..وتميل الى التخلص من العقل عبر تأجيره..وتأجيج العاطفة وتنصهر في القطيع..وتستدعي الدين كشعار آني يكرس الاتجاه العاطفي..وتنفي السنن الكونية وتفسرها كمؤامرة...وتستنكف من التنوع وتهيم بالتناسخ ..معاقة عن فهم الجمال والفنون وتذوقها..فتختزل الجمال في منطقة الجنس..ووتختزل الفنون في منطقة الفسق...محتشدة الشعور حادته...تكره النقد وتحب الخضوع والاخضاع..فإما مستبــِدٌ أو مستبــَد..
تخاف من الاختلاف المفضي الى تحسين النوع وتراه صراع مفضي الى انقراض النوع...تتسلح بالشعارات وتعجز عن ممارستها ناهيك عن نقدها او صقلها...عصبية المزاج..أمية القراءة...تميل الى الحد وتكره الوسط تذبح عشرة جمال من اجل اطعام رجل ..وتذبح عشرة رجال من اجل ان تغنم بعير...لحظية القرار..جاهزة الإجراء....تأنف من النظر والاستماع..
فكيف لهذه الامة أن تحمل الاسلام كوعاء حضاري...!؟