لو انتهجنا سبيل المصطفى صلى الله عليه وسلم في وعظِه وإرشاده وجميع خصاله لصلح المجتمع بأسرة.
في قصة الرعبوبة تذكرت ذاك الأعرابي الذي بال في المسجد ونص الحديث هو :
عن أنس بن مالك قال :بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي . فقام يبول في المسجد . فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مه مه . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تزرموه . دعوه " فتركوه حتى بال . ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له " إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر . إنما هي لذكر الله عز وجل ، والصلاة ، وقراءة القرآن " ، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال فأمر رجلا من القوم ، فجاء بدلو من ماء ، فشنه عليه .
الراوي:أنس بن مالك المحدث:
مسلم - المصدر:صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 285
هذا هو الحديث، وإليك بعض الفوائد المستقاة من هذا الحديث، والتي تفيد المسلم وتهمه في كل عصر:
أولاً: فيه حسن خلقه صلى الله عليه وسلم، ورأفته بالمتعلم ولطفه به، وهكذا ينبغي أن يكون المعلم والمربي والعالِم والمسئول في كل عصر ومصر،
ينبغي أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة، وبالآداب الكريمة مع الناس، حتى ولو وقع منهم سلوك مشين، كما وقع من هذا الأعرابي.
وثانياً: فيه وجوب الرفق بالجاهل، وعدم التعنيف عليه، وأنه يجب التفريق في المعاملة بين من يقع في المنكر وهو عالم به مصر عليه،
وبين من يقع فيه وهو جاهل به، وأن الداعية والعالم ينبغي أن يكون ميسراً لا معسراً، في حدود الشرع.
وكان نتاج ذلك أن قال الأعرابي تلك المقولة المشهورة :" اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحد ". وذلك لما راءه من حسن تعامل منه صلى الله عليه وسلم.
وأيضاً في تعامله مع تلك المرأة التي أتت إليه صلى الله عليه وسلم تريد أن يقيم عليها حد الزنا وهي حامل فأرجعها مرتين ( للوضع ثم للرضاعة )،
وكان لإصرارها على إقامة الحد أن قال صلى الله عليه وسلم : لو أن مغفرة الله لهذه المرأة وزعت على أهل الأرض لشملتهم جميعاً.
فلو كانت هذه المرأة في وقتنا هذا لا أقاموا الدنيا وأقعدوها خصوصاً عندما نرى بأن الشخص منا يقترف خطيئةً صغيرة فيجرمها المجتمع ويجعلونه في أسفل سافلين.
أما على مستوى المنتديات
فقد تذكرت ذلك العضو الذي قال :لا أتشرف بأن أكون جارٌ لك وكنت حينها قد تحدثت عن قيادة المرأة وأبديت رأيي في ذلك.
وعندما قالها فهمت بأنه ملتزم وأنني علماني أو لبرالي أو أن الدين حكر عليه ونحن بعيدين عنه أو أن من يقترف ذنباً يكون فاسقاً، مع أننا نناقش قضية والأمر عادي جداً!
فلا أعلم لتلك التساؤلات جواباً.
ولكن إن كان يقصد أنه هو المتمسك بالدين ونحن فرطنا فيه فإن الدين في قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.وليس الدين بالظواهر كما نراه اليوم في خداعهم لأنفسهم وأهلهم ومجتمعهم.
والدين بإتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان جاره يهودي وهم أشد أعداء الإسلام وكان يؤذيه بأبي هو وأمي بوضع الأذى في طريقه، وعندما فقد هذا الأذى صلى الله عليه وسلم سأل عنه فإذا هو مريضٌ فعاده صلوات الله وسلامه عليه فكان لتلك المعاملة الحسنة نتاجها بأن أسلم هذا اليهودي.
هذا هديه مع أعداء الدين فكيف بأبناء الإسلام.!
مشكلتنا أننا صرنا ننتقد الناس على كل صغيرةٍ وكبيرة وكأننا ملائكة،
نسينا بأن ننشغل في عيوبنا عن عيوب الناس،ولو فعلنا ذلك لأصبحنا من أفضل المجتمعات، ولكن رؤيتنا لأنفسنا
بأننا نحن الكاملين المكملين هو ما جعلنا نرى الناس بهذه النظرة القاصرة.
رسالتي لكِ أيتها الأخت الفاضلة بأن لا يكون المنتدى مكان استشارة لأن هناك الصغير والكبير والجاهل والعالم والمستهتر والمُجـدّ.يُصدقُ ذلك ما رأيتهِ من ردود.
هناك أهل العلم والخبرة من علماء ودكاترة ومختصين في كل مدينة مكاتب استشارية إن كنتِ جادةً في أمرك.
وأنا مع الأخ بندرفي رده الثاني والأخت محبة الجنان فقد أصابت الحقيقةُ برأيها .
وآسـفي على الإطـالة
وفقـكِ الإلـه،،،