قسوة + بلوت ..!!

[شـموخ انـسـآنـہ]

,










السلامُ عليكمْ وَ رحمةُ اللهِ وَ بركاتُه ..


كثير من القصص أحياناً لا نأخذ من سماعها سوى نماذج سيئة عن الأزواج وأنانيتهم وبحثهم عن راحتهم على
أي اعتبار حتى بات الزواج عند البعض كابوس يخاف سماعه ومشاهدتهُ على أيّ حال ..

بالأمس كنت في المستشفى بقسم الطوارئ ,كانت إلى جانبي امرأة تعاني من ضعف في التنفس وبين يديها طفلتها أظن أن
عمرها لم يتجاوز الشهر بعد , الدكتور قرر نقلها للعناية المركزة لإنعاش الرئة لديها لم يكمل الدكتور حديثه
حتى اعترض الزوج بحدّه وبصوت مرتفع جداً معترضاً على تنويمها قائلاً : [ مين يجلس مع العيال أنا مو فاضيلها وراي
بلوت ] حصلتْ مشكلة كبيرة وتم استدعاء إدارة المستشفى والدكتور يقول لن أُفرّط في حياة هذهِ المرأة التي لا تسمح
حالتها بالخروج , لم ينتهِ الأمر عند ذلك بل رفض أن تكشف زوجتهُ وجهها لوضع الأكسجين !!
كنت أتجهز للخروج ,وعند وصولنا للبوابة رأينا المرأة محمولة على السرير في طريقها إلى العناية المركزة والأمن معها
وزوجها يتمتم بصوت واضح [ حسبي الله عليك انتِ وأمراضك لا باركَ الله فيك ] ..

انتهتْ القصة أمامي بهذا المشهد وهي لم تنتهِ عند تلك المرأة المسكينة فأنا لا أعلم ماذا طالها بعد خروجها من العناية
أسأل الله أن يشفيها وينتقم من زوجها الذي لم يراعِ حتى صراخ الطفلة التي رفضت الإبتعاد عن صدر أمها وهي تكاد
تحتضر من أزمة الربو ..

هذا الرجل يُحاكي مواقف تتكرر بالمستشفيات لدينا , قبل خمسة أعوام وكنت مرافقة لأختي حين انجابها لأبنها حكت
لنا الدكتورة قصة زوج رفض تنويم زوجته بعد أن تم تنبيهه بأن حالة الأم والجنين لا تسمح بخروجها وقد تموت ,مع
ذلك أخرجها على مسؤوليته وفعلاً توفى الجنين !!

والقصص ان استمريت في كتابتها لن أنتهي ,لا أعلم أين قد تصل القسوة في بعض الناس !
لن أتحدث عن [ حقوق ] زوجه , أنا أتحدث عن مشاعر تتحرك حتى للحيوانات المُتعبة نجدنا نُشفق عليها
فكيف بأشخاص وكيف بهم إذا كانوا من أهلينا وأبناءنا ..؟

هل هذهِ حالات فردية في نظركم أم تسمعونها وترونها كثيراً كما أراها أنا ؟
لو واجهتكم تلك الحالة التي واجهتني هل ستفعلون شيء مع هذا الرجل أم ستلتزمون الصمت كما فعل أخي الذي
رافقني و اكتفى بقول [ ليته هو اللي بالعناية المركزه بدالها عشان يحس ] ..

هل فعلاً بعض الرجال يهتم بالبلوت والسهر مع أصحابه أكثر من زوجتهِ وأبناءه ؟
هل هؤلاء صالحين للزواج أصلاً ؟

كل ذلك وأكثر في متناول أيديكم ..




في رعاية الله وحفظه ..,