عندما نتعمق في التاريخ الاجتماعي سنجد ان الانسان بطبيعته ذو طابع اجتماعي
فابن خلدون في مقدمته واساطير اليونانيين اجمعوا على ان الانسان بفطرته يميل الى الاندماج مع الاخرين
لكن تختلف اجتماعيته بحسب البيئة والمجتمع الحيط به
فالعامل اللغوي والعرقي لهما تأثير بالغ في عامل العزلة
وحتى العامل الفكري ولديني لهما تاثير ايضا
يرغب البعض عندما يجد تلك العوامل تتفرد به الى الاعتزال ليعيش مع النفس لحظات ربما تكون اجمل من لحظات الخُلطة
لكن يجب ان نفرق بين العزلة كمذهب والانطوائية كمرض نفسي يجتاح الانسان
والفرق بينهما شاسع
ارى يقينا ان العزلة ان لم تلتف بها مقوماتها الحقيقية فهي عزلة مذمومة لاتقوم على مبدا ولا على شرع
فالدين يحث على الاندماج والمخالطة في بيئة المجتمع الواحد لتتكون تشكيلة اجتماعية ذات فكر راقي منتجة وعاملة
ينزوي البعض باسم الزهد الى الانعزالية وتطويهم حالات من الرغبة في الابتعاد عن المباحات ولاتثريب عليهم ادام الامر في حويصلة المحمود
يبقى ان هناك علماء تنحوا عن مجتمعهم وانزووا الى كتبهم بالتأليف دون الوصول الى عمق من يتبون لهم وهذا مما يقلل قيمة العالم
فالعالم يجب ان يكون ذا تاثير اكثر ايجابية في مجتمعه
لاني ارى ان العالم بتاثيره اكثر من تأليفه
فموقف الامام احمد بن حنبل يوم الفتنة هو من جعل ذكره في العالمين ولم ينزوي بل واجه مجتمعه والسلطات فيه بصوت عالي ولم يمنعه ذلك من التأليف والمناصحة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر
اخيرا اختصر حديثي بقولي : انه يجب ان تقوم العزلة على مقومات ومبررات مقبولة والا فهي عزلة مذمومة
التحية موصولة من اخيك