التوكل على الله: الاعتماد عليه، والثقة فيما عنده فيما يبتغيه العبد من أمور الدنيا والآخرة. ولا يتحقق التوكل على الله إلا بأربعة شروط:
الشرط الأول:
تقييد التوكل وحصره في الله تعالى، وفي هذا قال عز وجل: ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه(1). وقال تعالى: رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا(2). وهذا الحصر ينفي أي توكل على غير الله؛ فمن توكل على غيره في أي أمر من أمور الدنيا والآخرة فليس هذا بمتوكل على الله بل قد يقع في الشرك الأكبر، أو الأصغر حسب طبيعة فعله .
الشرط الثاني:
الاعتقاد بأن الله هو القادر على تحقيق مطالب العبد وحاجاته، وأن كل ما يحصل له إنما هو بتدبير الله وإرادته. وفي هذا قال عز وجل: وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على" ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون(3). وقال تعالى على لسان نبيه شعيب: وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب(4).
الشرط الثالث:
اليقين بأن الله سيحقق للعبد ما يتوكل عليه فيه إذا أخلص نيته، واتجه إلى الله بقلبه. وفي هذا قال الله عزوجل: ومن يتوكل على الله فهو حسبه (1). وقال: أليس الله بكاف عبده(2).
الشرط الرابع:
عدم اليأس والقنوط فيما يتوجه به العبد إلى ربه من التوكل عليه في قضاء حاجاته، وفي هذا قال الله عز وجل: فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم(3).
فاقتضى هذا أن التوكل على الله شرط من شروط الإيمان، وقد وصف الله المؤمنين بأنهم يتوكلون عليه، وأثنى عليهم في محكم كتابه، وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم . أما كتابه فقوله جل ثناؤه: وعلى الله فليتوكل المؤمنون (4). وقوله عز من قائل: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى" ربهم يتوكلون(5). إلى قوله: أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم (6). وقوله تقدست أسماؤه: الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل(1). فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم(2).
وأما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم وثناؤه على المتوكلين، فما رواه عبدالله ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أُرِيتُ الأمم بالموسم فرأيت أمتي قد ملؤوا السهل والجبل فأعجبتني كثرتهم وهيئتهم فقيل لي أرضيت ؟ قلت: نعم قيل إن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب)، قيل من هم يا رسول الله ؟ قال: (الذين لا يكتوون ولا يتطيرون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون) الحديث (3). وما رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً) (4). وما رواه أيضاً عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت..) (5).
قلت: والتوكل على الله يعد بلا ريب قوة دفع للمؤمن في حياته؛ فهو حين يؤمن أن توكله على الله يحقق له مطلبه ومبتغاه فإنه لن يتردد في العمل من أجل هذا المطلب؛ ذلك أن النفس عند إرادتها عملاً مّا تحتاج إلى قوة دفع من داخلها ؛ ألم تر أن المرء عندما يواجه ظرفاً أو موقفاً غير عادي تبدأ أحاسيسه ومشاعره ومختلف قواه تتحفز لمواجهة هذا الموقف؛ فيكون جهده فيه أكبر من جهده في الأحوال العادية، فإذا توكل العبد على الله مخلصاً من قلبه في هذا التوكل مستشعراً في نفسه عظمة المتوكل عليه، قويت أحاسيسه ومشاعره بل وسائر قواه للقيام بأي عمل مهما كانت مخاطره؛ فمثلاً المجاهد ومن في حكمه حين يضع نصب عينيه قول الله عز وجل: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون(1). يتحفز للقتال دون أن يستشعر في نفسه احتمالات الخطر . حين يتوكل على الله يمنحه هذا التوكل قوة العمل مهما كانت احتمالات المخاطر التي قد يتعرض لها. وهكذا يكون التوكل على الله قوة دفع يتميز بها المسلم على غيره إذا أخلص فيه. ولا ريب في أن الله يحقق للمتوكل عليه ما يبتغيه من التوكل عليه ؛ لأن ذلك عهد منه في قوله عزوجل: ومن يتوكل على الله فهو حسبه(2).
وعهد الله لا مخلف له ، ولا مرد له
لكن أرفض التداوي قبل المرض. فبهذا أشراك مع الله بالتوكل
اختي نورة ,, أسعد الله صباحك ,,
أخذ المصل هو من بذل الأسباب لتجنب الإصابة بالمرض بعد مشيئة الله ,,
وبذل الأسباب مطلوب بعد التوكل على الله ,,
فلا يمكن للإنسان ان يجلس مكتوف الأيدي عن العمل بالأسباب ويكتفي بالتوكل ,,
والمصل هذا مثله مثل التطعيمات التي تعطى المواليد ,, فتناولها لايعني الإشراك بالله ,,
"إذا نزل الطاعون بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها فرارا منه ، وإذا نزل وأنتم لستم فيها فلا تدخلوها...).
المميزة نورة
قالوا لك لاتذهبي مع هذا الطريق فيه منعطف خطير . ادى الى اروح ناس كثيرة
سؤالى هنا
تذهبين متوكله او تغيرين مسارك الى طرق اخر ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً يا سيدتي الفاضلة بحر العطاء
لكن هُناك فرق بين خطر مراء وملموس.
وبين خطر بعلم الغيب أي يعني بعلم الله .
فقط هُناك تكهنات باحتمالية الخطر. وهيا بعلم الخالق سبحانه .
ونحن هُنا نتكلم بفضل التوكل على الله ألذي كثيراً من الناس قد تجنبه . أو قد جعله بالمرتبة الثانية بعد التحرز
والله سبحانه وتعالى ورسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم
بين لنا فضل وشروط التوكل عليه حتى نكن على بينه
ولا أجد أكثر الناس غفل عن هذه العظمة الكبيرة ولو أن أحداً أستشعرها وعمل عليها
بأيمان صادق
لا عاش سعيداً طالما حيي .
والله ولي التوفيق
تحياتي لقدومك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يعافيك أختي الكريمة قطرة ندى
وكفانا الله وإياكِ وجميع المسلمين
جميع الأمراض والأسقام
تحياتي
تقبل الله الصيام والقيام وأعاد علينا هذا الشهر الفضيل أزمنة عديدة