مالضير من ذكر الله في السراء والضراء في السر والعلن؟
منتدى بريدة اليوم صار يدخله كل طبقات المجتمع الصغير والكبير الانثى والذكر العالم والجاهل
العاصي والمطيع
وتواجد الكثير هنا صار اكثر من تواجدهم في مدارسهم وحلق الذكر
واكثر حتى من جلوسهم بين اهاليهم
وجدنا الكثير من الهزل هنا واردنا ان نذكر بالله
لتكون حجة لنا لا علينا يوم نلقى الله
مشروعية الذكر
لا إله إلا اللـه محمد رسول الله
(( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ ))
الحمد لله رب العالمين لك الحمد ربي حتى ترضى ، ولك الحمد إذا رضيت ، سبحانك لا نحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، القائل في كتابه العزيز :
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) البقرة 152 )
ونشهد أن سيدنا ومولانا محمدًا رسولُ الله سيد الذاكرين وإمام العابدين ، وقدوة المخلصين ، القائل في حديثه الشريف : (إن لكل شيء صقالة وإن صقالة القلوب ذكر الله وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله رواه ابن أبي الدنيا
صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيراً
وبعـــــــد …
لو أننا راجعنا نصوص الإسلام وتصفحنا آيات القرآن لعرفنا أن لذكر الله تعالى منزلة عظيمة ومكانة كريمة وشأنا كبيراً ومقاماً رفيعاً مرموقا يكاد يربو فضله على كل طاعة ويزيد أجره على كل عباده ويفوق ثوابه أي عمل مهما كان شأنه ، فهو مفتاح الدخول في الإسلام وآخر كلمة يجب على المسلم أن يقولها عند فراق هذه الدار لتكون دليلاً له على حسن الختام .
تآنس بذكر الله في القلب والحشا
عســاك بــذكر الله تبــلغ مــا تشا
أيــا ذاكر الــرحمن نــلت أمــــانــه
وياغافلا والقـلب في ظلم الغشا
تـذكر جميـلي مـذ خلقتك مضغة
ولا تنسَ تصويرى ولطفي في الحشا
قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًاكَثِيرًا*وَسَبِّحُوهُ وَأَصِيلاً الأحزاب 41
وقال تعالى
وقال تعلى )وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكم تُفْلِحُونَ( الجمعة 10
)الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(
آل عمران 191
وقال تعالى
)الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ (الرعد 28
قيل لبعض العلماء : متى تقرب القلوب من الله ؟
فقال : إذا كانت قائمة بذكره غير لاهية عنه فلا يصل أحد إلى الله تعالى إلاَّ بدوام ذكره ، وفي المداومة على الذكر كسب أي كسب، وتلاف للندم والحسرة
، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها) رواه الطبرانى والبيهقى
فالزم أخى باب الذكر تفتح لك الأبواب ، واخضع لله تخضع لك الرقاب ، ومن كانت بالله بدايته كانت إليه نهايته والسعيد حقا من شغله ذكر ربه عن البحث فى عيوب الخلق
وآثار الذكر فى نفس الذاكر تجل عن الوصف ، والذاكرون أعلى الناس مقاما عند الله تعالى
فعن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
يقول الله عز وجل يوم القيامة : سيعلم أهل الجمع من أهل الكرم ، فقيل : ومن أهل الكرم يا رسول الله ؟ قال : أهل مجالس الذكر) رواه أحمد وابن حبان
وفى رواية أنه صلى الله عليه وسلم سئل : أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة ؟ قال :الذاكرون
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت : أي الأعمال أحب إلى الله ؟
قال صلى الله عليه وسلم : (أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله)
رواه الطبرانى وابن حبان والبزار
وقال عليه الصلاة والسلام :
(إن الله عز وجل يقول : أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه ) رواه ابن ماجه وابن حبان
وقال صلى الله عليه وسلم:
(مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت) رواه البخارى
قال تعالى

وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ونَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى(
طه 124
واعلم أن الذكر يدل على المحبة ، فمن
أحب شيئا أكثر من ذكره ، فالذكر يستلزم المحبة ، والمحبة تستلزم الشوق ، والشوق يستلزم الذكر ، وهلم جرا ، حتى تنكشف للذاكر الأسرار التى فى نفسه ، وتظهر له الآيات التى هى دلائل اليقين الحق ، فتحصل له البهجة والأنس والسكون بعد لواعج الشوق وهيجان الوله ، ولديها يحسن للسالك الأنس فيكون ذاكرا فاكرا ، كما قال سيد الذاكرين صلى اله عليه وسلم فى دعائه :
(اللهم اجعل صمتى فكرا ونطقي ذكرا ونظري عبرا)
ولذلك كان الذكر من ألزم أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأحب الأشياء إليه ورحيقه الذي كان يشتهيه ويتلذذ به ، كان لا يدعه فى شدة ولا رخاء ، ولا يتركه في صحة ولا مرض ، ولا يتخلى عنه فى سفر ولا حضر ، ولا ينساه فى حرب ولا سلم , كان شغله الشاغل ليل نهار ، وورده المصاحب لكل عمل يقوم به , فلا يوجد فى حياته صلى الله عليه وسلم عمل واحد ليس فيه ذكر الله تعالى ، ومن أولى بذلك منه صلى الله عليه وسلم وقد أنزل الله عليه: )
الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ( الرعد 28
ومن العجب العجاب أننا نسمع اليوم أناسا ومن المؤسف أنهم ممن يدعون العلم والتصدر للفتوى في الفضائيات ينكرون على حلق الذكر والجهر به ، أما سمع هؤلاء قول
البارئ عز وجل فى الحديث القدسي الجليل :
من ذكرني فى نفسه ذكرته فى نفسي ومن ذكرني فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منه) رواه الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه
وقوله صلى الله عليه وسلم : (لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتـــــهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده)
رواه مسلم
وهناك كثير من الآيات الكريمة التي تحث على الذكر وقد أتت بلفظ الجمع منها قوله تعالى

وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا( الأحزاب 35 وقوله تعالى

يَـأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(
الأحزاب 41 وقوله تعالى

وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكم تُفْلِحُونَ(
فقد روى أبو طالب المكي فى كتابه {قوت القلوب}

أن سيدنا عبد الله بن عمر رضى الله عنهما بعد أن صلى العيد فى مصلاه جلس يذكر الله هو ومن معه من الصحابة فجاء مصعب بن الزبير فقال : يا عبد الله خالفت كلام الله يقول الله تعالى
فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ( النساء 103
وأنت تذكر قاعدا ، فقام عبد الله بن عمر هو ومن معه فذكروا قياما بعد أن ذكروا قعودا ) .
تفسير روح المعاني للعلامة محمود الألوسى ج 4\ ص 140
وقد صح أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجلسون في المسجد حلقا ، حلقة يذكرون الله تعالى ، وحلقة يتدارسون القرآن ، وحلقة يتعلمون ، وكان يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فيراهم ويجلس معهم ويقرهم .
قال صلى الله عليه وسلم (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ، قالوا : وما رياض الجنة ؟ قال صلى الله عليه وسلم : حلق الذكر) رواه الترمذي وقال حديث حسن
وعن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما قال : قلت : يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر؟ قال صلى الله عليه وسلم :
(
غنيمة مجالس الذكر الجنة) رواه الإمام أحمد
وعن معاوية رضي الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: (ما أجلسكم) ؟ قالوا : جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا ، قال

آلله ما أجلسكم إلا ذلك) قالوا : الله ما أجلسنا إلا ذلك ، قال (أما إنى لم أستحلفكم تهمة لكم لكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عزوجل يباهى بكم الملائكة) رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم :
(ليبعثن الله أقواما يوم القيامة فى وجوههم النور على منابر من اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوابأنبياء ولا شهداء
قال : فجثا أعرابي على ركبتيه فقال : يا رسول الله صفهم لنا نعرفهم قال : (هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه) رواه الطبراني
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله عز وجل فيه فيقومون حتى يقال لهم : قوموا قد غفر لكم وبدلت سيئاتكم حسنات) أخرجه الطبراني
واستمع إلى الإمام على رضي الله عنه كيف يصف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبوأراكة :
صليت مع علي صلاة الفجر فلما انفتل عن يمينه مكث كأن عليه كآبة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح صلى ركعتين ثم قلب يداه فقال :
والله لقد رأيت أصحاب ـ سيدنا ـ محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى اليوم شيئًا يشبههم لقد كانوا يصبحون صفرًا شعثًا غبرًا ، بين أيديهم كأمثال ركب المعزى قد باتوا لله سجدًا وقيامًا يتلون كتاب الله يتراوحون بين جباههم وأقدامهم ، فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما يميد الشجر فى يوم الريح ، وهملت أعينهم حتى تَبْتَلَّ واللهِ ثيابُهُمْ .
البداية والنهاية للإمام الحافظ إسماعيل بن كثير
( ج 8 / ص 6 ) ، وأخرجه أبونعيم فى الحلية ( ج 1 / ص76 )
إذا اهتزت الأرواح شوقــا إلى اللــقا
نعم ترقص الأشباح يا جاهل المعنى
فقل للذي ينهــى عن الوجــد أهلـــه
إذا لم تـذق معنا شراب الهـوى دعنا
فمن أراد يقينا لا يخالطه شك ، وإيمانا لا يداخله كفر وعبادة لا يعتريها تعب ولا عناء فليكثر من ذكر الله ، ومن أراد عزا لا يخالطه ذل ، وقوة لا يمازجها ضعف
وسعادة لا يشوبها بؤس ولا شقاء فليكثر من ذكرالله ، ومن أراد غنى لا يعقبه فقر ، وسلطانا لا يهدده عزل ، وهيبة تعنو لها الوجوه والجباه فليكثر من ذكر الله ، ومن أراد نورا لا يعقبه ظلام ، وقدرة لا يداخلها عجز ، ومددا لا يتخلف عنه ساعة ولا يحيد فليكثر من ذكر الله ، ومن أراد كمالا لا يعقبه نقص ، وجمالا لا يعقبه قبح ،وتقدما وإقبالا لا يعتريهما إدبار ولا تأخير فليكثر من ذكر الله ، ومن أراد حبًا لا يعقبه بغض ، ووصالا لا يعتريه هجر ، وعطاء لا يليه حرمان فليكثر من ذكر الله ، ومن أراد فوزا لا تخالطه خيبة ، ونصرا لا تعقبه هزيمة ، ونجاحا وفلاحا ليس بعدهما فشل ولا خذلان فليكثر من ذكر الله ، ومن أصابه هم أو غم أو إقتار في الرزق أو مرض في قلبه فليكثر من ذكر الله )ألا بذكر الله تطمئن القلوب( .
ولا عيش إلا مع رجال قلوبهم تحن إلى التقوى وترتاح للذكر
ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من الذاكرين الله كثيرا
تحيتي وتقدير لك ورد