الخلل يكمن بعدم قدرة وزارة الشؤون الإجتماعية على ادراك أهمية مثل تلك المحاضن التي تحتاج لكادر لديه العلم والمعرفة الشرعية والإجتماعية والنفسية وفهم للخصائص التي يمر بها الشاب الذي انحرف لأسباب تحتاج لبحث وتقصي ومعرفة الظروف التي عاشها منذ صغره .. فالمعروف أن الأخوة في دار الملاحظة يتعاملون مع الحدث الصغير كحالة منعزلة وينصب عملهم على مراقبته كي لا يرتكب سلوكيات باعتباره شخص سيء لا يحمل داخله إلاّ الشر والانتقام من كل أحد !! فيكون تصرفهم معه قائماً على الغلظة والشدة وممارسة الضغط البدني والنفسي لترويضه !!! دون التقرب إليه وبناء علاقة جيدة لفهم مشاكله وبحثها مع أقربائه ووضع الحلول المناسبة !!
فلو سألت أحد الأخصائيين عن أحد النزلاء لأجابك بأنه يعرف اسمه وسلوكه الذي أدخله الدار والحكم الذي صدر عليه !!!
الوضع يحتاج لتصحيح كامل با ختيار كوادر مؤهله لديه القدرة على كسب هؤلاء الفتية ..
وأحب أن أشيد بدور المدرسة التربوي مع الشباب فلديهم جهود طيبة هادفين اصلاحهم رغم أن الدار تقف حاجباً أمامهم في التغلغل لأعماق الشباب وبحث مشاكلهم والتواصل معه في الفترة المسائية وقد قابلت عدد من الطلاب الذين مروا على الدار يحملون انطباعاً حسناً عن بعض أعضاء المدرسة ومن أهمهم المرشد على الريشان فقد أشادوا به كثيرا وبنصائحه وتوجيهاته في المدرسة وزياراته القليلة والتي تصطدم كثيرا بإدارة الدار وعدم تعاون الأخصائيين معه ..
والدار لاشك أنها في المقام الأول دار اصلاح وإعادة تأهيل ومن يحتاج لذلك يتطلب الوضع للتدخل السريع واشراك بعض الجهات الأخرى للمساعدة في اصلاح الشاب الذي مهما أخطأ إلاّ أنه لا زال فيه الخير ويحتاج للتغذية كي يعود كما كان عضوا صالحاً .
والكلام ينطبق تماماً على دار التوجيه والتي تعنى بمن خرج عن سيطرة والده ويحتاج لحماية من أصدقاء السوء فيلجأ والده لإدخاله فيها !