أستغرب وأتعجب ممن يشكك بمصداقية القصة , ولو أفترضنا أنها متخيلة , أليست تلك الأحداث تحصل يوميا في الاسواق والمتنزهات وعلى مرأى من الجميع , لكنه الصمت المطبق من أغلب الناس على هؤلاء الشرذمة طوال تلك السنين هو ماأعطى تلك العادات السيئة لأن تسود وتنتشر , فقد كانت مغلفة بالدين , فكيف نعارض أوامر الدين بل أننا كنا نساعدهم على ذلك بصمتنا , أليس الصمت دليل رضا وأجابة , ولأن الوقت تغير وعقول الناس بدأت تفكر فقد اكتشفنا حقيقة ضلالنا وقتذاك , لدرجة أن الغيورين بدأوا بأخذ حقوقهم بأيديهم وتلقين المتجاوز منهم دروسا لن ينساها في فنون القتال , ووالله أن غيرتي مؤخرا تكاد تقتلني في المتنزهات عندما أنظر عن بعد أحد هؤلاء الشرذمة وهو يمشي لاهثا خلف قريباتي مدعيا أنه ينصحهن , تبا له , ثم تبا له , حتى أنه يخيل لي أنني أقفز قفزا من مجلس الرجال راكضا نحوهن حاميا ومدافعا , ثم يفاجأك هذا المعتوه بقوانينه المضيقة والمنفرة والمضللة في آن , فهو يقول أن التنزه وراءه ماوراءه من أمور قبيحة قد تخيلها عقله المريض ونيته السوداء , وكل يناظر الناس بعين طبعه , لكنها البيئة التي عاشها هذا المسكين من أمور مباحة حرمت منه في صباه أو شبابه نتيجة التنطع الزائد فهلك ويريد أن يهلك , سواءا علم أو لم يعلم ,,