كشف الخلل في الإنكار والعلماء الـ 63 الذي صلى قائدهم على قتلى القاعدة وأنكر ستار أكاديمي
العبدالعزيز لـ "الوطن": لا يوجد غطاء ديني لقيادة المرأة للسيارة والمعارضون هدفهم تشويه الدعوة السلفية
موسى العبدالعزيز
الرياض: سمر المقرن
كشف رئيس تحرير مجلة السلفية الشيخ موسى العبد العزيز خلل البعض في مسألة الإنكار وعلى رأسهم من سماهم "التجمعات العشرية الورقية" والذي بلغ عددهم 63 ومنهم من صلى على بعض من قتلى القاعدة وواسى أهاليهم، وعلى حد قوله أنكر هؤلاء برنامج ستار أكاديمي ولم يقدموا شيئاً لتوضيح فساد عقيدة القاعدة، مشدداً في الوقت نفسه على أن تسمية الليبراليين بالعلمانيين خطأ كبير محذراً من الفخ الذي نصبه "الإخوان المسلمين" حينما علقوا الشباب بمصطلح "إسلامي" في ديار المسلمين واجتالوهم إلى الإرهاب باسم الجهاد، وأشار إلى "العلمانية الجديدة" مبيناً أنها "الدعوة القطبية".
كما أكد في حوار أجرته "الوطن" معه باعتباره شخصية أثارت مؤخراً جدلاً واسعاً في المحيط السعودي، حول عدم وجود غطاء ديني لموضوع قيادة المرأة للسيارة موضحاً أن هذه المسألة ذات وجه سياسي لتأليب الدول الخارجية على بلادنا من جهة وتشويهاً للدعوة السلفية واستعداء الناس عليها من جهة ثانية، موضحاً التناقض في تكفير الغلاة لمن يقتني الدش ومن ثم تحليلهم له لتصدير التكفير والعقيدة الدموية.
كما حذر العبد العزيز من بعض الدعاة ممن تضمن تاريخهم "التكفير" مؤكداً أنه يملك ما يشبه الجبل مما يدينهم من أشرطة ومقالات وتحريضات أنبتت الأعمال الإرهابية، وتسببت في سفك الدماء وانتهاك الأعراض كما هو شأن فتوى الـ 26، لافتاً إلى قرب وصولهم إلى المساءلة والمحاسبة التي إن لم تكن محلية فستكون عربية ودولية، وفيما يلي نص الحوار.
* طرحتم في إحدى القنوات الفضائية مسألة الخلل عند البعض في الإنكار، نريد من فضيلتكم توضيح هذه المسألة؟.
- نعم ما طرحته في لقاء أخير عن موضوع ستار أكاديمي، سؤال فهمه أكثر المشاهدين وهو: هل المنكرون عليه - وهو حق لمن اعتدل في الإنكار - قد أنكروا على بن لادن وسموه باسمه المعين وحذروا منه؟ وأمثال هؤلاء "التجمعات العشرية الورقية"، فتوى الـ 63 الذين تجمعوا من أجل الإنكار على ستار أكاديمي وهشام، فمن منهم أنكر على بن لادن؟ وبعضهم صلى على بعض من قتلى القاعدة وواسى أهل بيت آخر يزوره أول مرة. والنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصلِ على من قتل نفسه (بمشقص) وأخذ العلماء الـ 63 من ذلك تعنيفاً وزجراً للمحدثين، ففعله لا يقره العلم وأهله، فمن هم الذين على المكفرة؟: الذين وضعوا السيف في المسلمين، أم سكان وولاة أمر هذا البلد الأمين؟ ومن هو الأولى بالإنكار عليه؟: ستار أكاديمي أم ابن لادن؟.
* ماذا عن قيادة المرأة للسيارة ورأيك في هذا الموضوع؟
- ليس لي رأي ولكن استقراء لإسناد النص والفقه.. فالفقه السلفي لم يذم ولم يمنع وإنما بعض العلماء علق العلة على المفاسد، حيث لا يوجد نص للتحريم، ففي نتائج حادثة الإفك التي كان سببها دعاة الفتنة لم يحرم النبي - صلى الله عليه وسلم - ركوب المرأة على الإبل وحدها أو بقائد، ولم يمنع النساء من ذلك، كذلك يجب أن نعلم من هذه الحادثة أن السائق قد يغلط سهواً ويسبب فتنة للمرأة أشد وأعتى من قيادتها وحدها!، وأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ركبت الدابة رديفة إلى جعرانة كما هو في الصحيح.. والنساء في مجتمعنا إلى عهد قريب يركبن الإبل والحمير.. لحوائجهن المدنية.. فما الأفضل والأسلم؟: ركوب السيارة التي تستر المرأة أم الدابة؟، غير أن الذين لهم مآرب في قيادة المرأة لدفعها إلى ما يشتهون من إشاعة الفاحشة يمكن ردعهم بأنظمة وضوابط في السير والحشمة، أما ذرائع مفاسد الوسيلة فقد شهد مجتمعنا فتناً مع كل وسيلة حديثة بدءاً بالبرقية والسيارة والدباب والتلفاز وتعليم البنات وجامعة البنات عند تأسيس جامعة الرياض، والشريط الذي تحول إلى وسيلة خمينية جديدة، والدش الذي كفر الغلاة من يقتنيه، ثم أحلوه إلى تصدير التكفير والعقيدة الدموية، والممانعون في هذا الأمر يقال لهم كما يقال للمعترضين على تعليم المرأة حينذاك، وإلا لا يمنع أمر ملتزم بالشرع فهو استحقاق، ولو قيس بقدر الضرورة، فهناك أرامل ومطلقات يعشن في بيوتهن وحدهن مع أولادهن.
فهذا عائد للطباع في الأقاليم، وللنظر إلى المرأة في البادية لم يخدشها أمر في الحشمة ولم يمنعها الحياء من قضاء الضروريات في حياتها اليومية، والمرأة في المدينة تئن تحت ظروف ووطأة الطباع والعادات والتقاليد المخالفة للإسلام!، فتظنه من الدين وهو خلطٌ بين الجمود المذهبي والعادات والتقاليد المخالفة تحت عباءة الدين. فأيهما أشد ضراوة في الخطر على المرأة: مفاسد القيادة في البادية أم في المدن؟، فجاؤوا بآراء وظنون لو حملوها على "السكين" لما دخلت البيوت، فهذا خطأ وشك في المسلمات مطروح شرعاً (لولا إذ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ) الآية 12]النور[، لقد قال بعض الصحابة بمنع النساء من الصلاة في المساجد بذريعة أنهن يتخذونه دغلاً - أي يخدعون به الناس -، فغلظ عليه بأن الله ورسوله شرعا لهن ذلك "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" فالوسائل للإنسان ذكراً كان أم أنثى، فهناك من فرح بمنع أهل العلم من قيادة المرأة للسيارة أو التوقف في الجواز تشويهاً خارجياً للدعوة السلفية واستعداء للناس عليها وعلى أهلها، لغاية سياسية هي تكثير المثالب على الدولة، وهم يعلمون جيداً أن كبراءهم الذين علموهم التكفير نساؤهم وأبناؤهم يقودون السيارة في لباس الموضة "كرفتة وجينز!".
* أخيراً حذرت بعض الدعاة من المسألة العربية والدولية ممن يتضمن تاريخهم التكفير؟.
- نعم أملك ما يشبه جبلاً مما يدينهم في التكفير العام من أشرطة ومقالات وتحريض الدهماء، وهي متوفرة لدى الكثيرين من طلبة العلم داخل وخارج المملكة من مجلدات وأشرطة ظهرت من القوم، فقمت بتحذيرهم بكشف الأمور مني أو من غيري وإظهارها للعلن لفضح المقالات التكفيرية، ورجوت أن يراجعوا فكرهم القديم إن لم يجددوه، وهو الذي أنبت هذا التفجير، فالمعلوم لدى أهل العلم أن العلاقة بين التكفير والتفجير مسترسلة النتائج الحتمية ولو بالإيحاء - حكماً - فالذي يقول لا يوجد دولة إسلامية من الماء إلى الماء، أو يقول من استطاع الخروج فليخرج، فإن هؤلاء سيصلون إلى المساءلة والمحاسبة إذا لم تتم المراجعة شئنا أم أبينا - كما لاح ذلك في الأفق - إن لم تكن محلية ستكون عربية لأنهم تضرروا من مقالات دعاة التكفير في العالم العربي التي ضللت شبابهم وتسببت مقالاتهم في سفك الدماء وانتهاك الأعراض وخسارة في الأموال، كما حصل لأحدهم في الكويت، وآخر منع من الدخول إلى الجزائر، فالمطالبة إن لم تكن محلية فإنها ستكون عربية ودولية حتماً، حيث إن الفكر التكفيري يهدد السلم الأهلي العربي بل العالمي، كما هو شأن فتوى الـ 26، فكيف لعقلاء يحاسبون النتائج والضحايا ولا يحاسبون الذين يغذون الفكر ويحرضون على الفعل، هذه ليست دعوة إلى جوانتانامو (2)، بل نصيحة لهم إلى المسارعة والمراجعة عن هذا الفكر بالتوبة والبيان والإصلاح قبل فوات الأوان، ويكفيك بأن القوم ظهروا في برنامج في (قناة المجد) عن التكفير يتحدثون عن الظروف النفسية عند الآخرين تلبيساً فما قولهم في بضاعتهم؟.
* قلتم إنكم تكرهون تسمية الليبراليين بالعلمانيين، نريد توضيحاً لهذا؟.
- نعم، وأكرر: أنا أكره تسمية الليبراليين المقرين بالإسلام ويؤدون مبانيه الخمسة بالعلمانيين، لأن هذا تكفير لهم، وهم ليسوا على عقيدة الليبرالية الغربية، فالعلمانيون في الغرب "ملحدون"، أما هؤلاء وخصوصاً الشباب لهم مطالب مدنية، نقرّهم بما عليه الشرع الحنيف، علماً بأن الليبراليين الجدد في الغرب يؤمنون بوجود الرب ولكن لا يدعون إلى التعلق به في أصل التشريع، كأصل الإيمان، لسبب أن هذا المذهب نشأ في الغرب النصراني حيث الكنيسة عقيدة ولا تملك شريعة، إلا نتفاً من أحكام التوراة في الأحوال الشخصية، وتطورت الليبرالية بعدئذ إلى الإيمان بالرب بلا شريعة، وهذا أصل مقالات توما أكويني المبعوث من الكنيسة الإيطالية اللاهوتية لدار الفلاسفة الجدد (فرنسا) فاصطدم بأن الفلسفة نتيجتها الطبيعة وترفض العقيدة في الرب!، فكان يظن أن الفلسفة رياضة للعقل لاكتشاف الفضيلة لتنظيم المرئي المنظور للمجتمع الإنساني، لعدم وجود شريعة في الإنجيل، فاستغرب من دعوة الفلاسفة إلى رفض العقل للوحي ووجود الغيبيات عقيدة الكنيسة، وهذه عقيدة كثير من الرهبان المعاصرين الذين يقولون بالعلمانية مع وجود الرب، وأنظر إلى ما كتب على شعار الدولار الأمريكي!.
فالمدنيون ليسوا نسخة منهم إلا من ظلم وجهر بعقيدتهم فيلحق بهم "حكماً" بعد إقامة الحجة، فمما يشاهده الناس أن أكثر هؤلاء أصحاب صلاة وصيام ولا يقرون بتنحية الدين عن الدولة، ولكن الكثير منهم مستاء من الجمود المذهبي والعصبية المقيتة التي أطبقت على المطالب المدنية التي أقرها الشرع "أنتم أعلم بشؤون دنياكم" الحديث، وهو في الصحيح،، فهم دعاة للمدنية والتحضر فلا نقع في الخطأ الذي نصب فخه الإخوان المسلمون، حينما علقوا الشباب بمصطلح - إسلامي - في ديار المسلمين واجتالوهم إلى الإرهاب باسم الجهاد.
فمن هنا ينبغي الفصل بين المطالب المدنية في الإسلام وبين الليبرالية كمذهب من مذاهب العلمانية.
* ما وجه التقارب أو التشابه بين القطبية والعلمانية؟.
- العقل إذا رفض الإسناد إلى الوحي فإنه يعطل جزءاً من العقيدة إن لم يعطلها بأسرها، وقد يكون ذلك الجزء محسوباً أصلاً وشرطاً للإيمان، كما هو شأن غلاة الجهمية والنفاة وصلوا بالعقل إلى القول بالعدم (الطبيعة) فوافقوا الدهريين، فالإسناد في الشريعة (قال الله وقال الرسول وقال الصحابة) ولا تتم ولا تكتمل صور التفسير والاستقراء إلا بهم جميعاً.
فعندي أن دعاة الحاكمية عطلوا الإلهية - وهي إفراد التعلق بالله في العبادة - بالعقل وتغاظوا عن وسائل وعقائد الشرك، وجعلوا تفسير لا إله إلا الله هو الحاكمية كما هو مذهب سيد قطب حينما حكم على الأصنام عند قريش بالسذاجة، فهذه "علمانية" جديدة نقضت التوحيد يجعل الجزء هو النوع وشرط الإيمان، وهذا منطلقهم في تكفير المسلمين وتهميشهم لتوحيد الإلهية! وحتى نبين لكِ الخيط الأبيض من الأسود في العلاقة الحميمية بين العلمانية والقطبية.. فإن الأولى حاكمية الناس ولا إله والحياة مادة، والثانية حاكمية الله بلا إلهية في العبادة، وكلتا الدعوتين أتت أصولها بنفي التوحيد أو نوع منه.
ومن هنا نقول: إن هذه الدعوة القطبية دخيلة على الإسلام ومدسوسة باطنياً واستشراقياً لنقضها توحيد الألهية أس رسالة الإسلام والرسالات المنسوخة، فعندي أن القطبية "علمانية جديدة" فماذا نفعل بالحاكمية من إقامة حدود وإلغاء مواثيق دولية... إلخ، والأضرحة تنضح بها مساجد المسلمين يمنة ويسرة؟!.
العرض المتطور
