بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............ وبعد
أشكرك أخي الماجستك في البداية على المقال وأعتذر عن تأخري في الرد وإدلاء رأيي
كما أعتذر أيضا عن خروج اخواني في المنتدى عن صلب الموضوع الذي طرحته .
أخي الحبيب .
انك لو لاحظت الشباب الملتزم الذي كانوا في السابق وعايشتهم ، لوجدت أن حياتهم وأفكارهم
أكثر جدية ، وهذا ملاحظ في الأنشطة الدعوية من المراكز الصيفية والمكتبات الخيرية .
كان الفرد منهم يقوم نشاطا كاملا ويحركه بل ويثير الحماس ، فتنتج الفوائد التي يرجوها المربيين
من العلماء والمشرفين التربويين ، وكان سبب ذلك يرجع لجدية المشرف على النشاط وقوة أهدافه
التي يرجو تحقيقها ، فكنا نلاحظ أن كثيرا من الأمور لا ينبغي التجرؤ لها أو عملها .
أما الآن فتجد الأمور قد تغيرت والبعض القليل من الموازين قد تكاد أن تنقلب والله المستعان ،
وهذا ملاحظ في الأنشطة هذه الأيام ، تجد أن طلاب النشاط لا يستطيعون عمل أي برنامج في غياب
مشرفهم ، بدأت أمور كنا نتنزه عن فعلها أو التهاون بها أصبحت الآن شيء طبيعيا جدا بل قد ربما
تكون ملازمة وضرورية ، ويرجع ذلك الى كفاءة المشرف التربوية وجديته في أهدافه التي يرجو
تحقيقها وكيفية تحقيقها .
لذلك تستطيع الحكم على الملتزمين وحالهم أنهم في السابق كانوا جادين بل ثابتين على كثير من المبادئ
والآن أصبح الكثير منهم ومع الأسف الشديد يتنازلون عن كثير من المبادئ والمسلمات التي انتهى منها
العقل بل الفطرة .
أما عن الشدة في تعاملاتهم للشباب العادي والغير الملتزم فهي موجودة منذ القديم حتى في عهد الرسول
عليه الصلاة والسلام وذلك يتضح في عدة مواقف معروفة ومنها :
موقف الأعرابي الذي بال في زاوية المسجد وهاجمه الصحابة فمنعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والآخر الأعرابي الذي مسك الرسول عليه الصلاة والسلام من بردته وقال أعطني من مال لا من مالك
ولا من مال أبيك فبدأ الصحابة في مهاجمته ومنعهم الرحمة المهداة المصطفى عليه الصلاة والسلام ،
بل وأعطاه من بيت مال المسلمين ما سر به ناظر ذلك الأعرابي .
وهذين الموقفين خير دليل على أن هذه الشدة المنفرة للغير الملتزم قديمة من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام .
لكني أعتقد أن الشباب الملتزم بدءوا تدارك هذه المشكلة الجسيمة وأصبح البعض منهم يحسنون التعامل
مع الغير ملتزمين وذلك لكسب قلوبهم وهذا هو الفعل السليم الذي أمرنا به عليه الصلاة والسلام .
هذا ما أردت توضيحه وليس الجميع ملزم باقتناعه ، وأطلب منكم اعذاري على تقصيري وافتقاري
الشديد الى فهم الواقع ، ومنكم نستفيد .
وجزاكم الله خيرا ...