[align=center]
لا يبدوا لي ماضي بعيدا
يوم أن كانت أمي تسيّل النوم من حكاياتها
وتترك مردة وشياطين وملائكة وأناس طيبين
يتركون حنجرتها ليسكنوا أحلامنا
ويعبثون في يقظتنا
بأسمائنا وأبطالنا وما نخاف منه
لا زلت أشم رائحة عطر الليمون الدافئ
تفوّحُه أجسادنا المستحمة للتو
في حين تهيأ
شهرزاد لشياطينها الصغار
قصة ما قبل الرقاد
وهنالك تضمن أن لا نقتل أمسيات
تختلسها من ركام اليوم الثقيل
بأعباء البيت ومسئولياته
شهرزاد
علمتنا كيف ننقش في صخور حكاياتها بطولاتنا
وكيف نجلس كعبّاد يتحلقون حول ركبتيها
لتصنع لنا من صوتها العميق
أخيلة تلفح أحلامنا
علمتنا معنى الفضيلة والصبر على الأقدار
وقسوة الفقر وظلم الناس
علمتنا كيف أن البطر يقود للكفر
وكيف العشق يطير العشاق لسواحل ترابها من عاج
وبحرها ملون وسمائها تدنوا حال تطلبها
علمتنا كيف ننام وتحت الوسائد
عاشقة وعاشق
لم يخشوا شيء
أحبوا بشرف طغى على سمع الناس
هدهدت بكفيها هامات أحلام ستتحقق
وفي قلوبنا وفي أعيننا
عهدها إذا ما كبرنا
أمي_شهرزاد _ الآن سيدة ممتلئة الجسد
تمضي النهار تجامل الكثيرين
ممن لا تحب أكثرهم
ونهارات أخرى مع طبيب مفاصلها الذي يقدم لها الحنو
أكثر من الأدوية
وباقي الأيلم في أحاديث هاتفية
أغلبها الشكوى من مشاكل الخدم
لم يعد يحتل الحلم شيء من مخيلتها
فقد تركت لنا الحكايات
وبخور الأساطير
كل ما نظرت في قاع عينيها
طفت كل الشخوص
وخرجت امرأة ناحلة معطرة بالليمون
ملتفة بالروب المبخر
تقص حكاية الآلآم التي تعاني
وقصص لمن قيدتهم بفضلها فجحدوه
لكن أحلامنا التي أطلقت سربها في أقبية الكلمات
لا زلت تطيش في ثنايا الروح جائلة
ولازلت احلم بأن اقفز جدران الجيرة
في هزيع الليل الأخير
لأتسامر مع نصفي الذي لم أجد
ذاك الذي أحببته خفية
من أجبرني على منازلة عتمة صدر المدينة وأهلها
ولم أزل قبل أن أنام
أخبأ تحت وسادتي قصص العشق المباح
وحكاياته المتسربلة بالجنون
في مجتمع كان أقصى حدود أمنيات النساء
نظرة....حب خلسة
وكلمة ...عاشق موشحة بالصمت أو المواربة
[/align]