الرسالة الثانية ..
قصمنجية 3/12/2005
تقيأت الحزن على صفحة هذه الرسالة ,,
وابتهلت إلى الله أن تنقشع غمة الخيبة عن سماء عزيزتي نوف ,,
لعل الله قد أذن لها بخيرٍ.. كانت تظن... بأنه شرٍ لها
حبيبتي نوف ..
لم أقل إلى نوف , أتعلمين لِما ؟؟...
لأني على ثقة أن رسائلي
التي لا تتعدى حديثي لنفسي , بأنها كانت تعبر همومي
تحملها الخطوب على ذراعيها إليك ,,
أنني على يقين يا نوف ... أنكِ تسمعين همهمتي إليك... وتتحسسين
بطبطة يدي , على ظهر آلامك,
تماماً كما أنا أصغي لشكواكِ إلي... رغم بعدك عني.. وقطعك و انقطاعك
عن ما يوصل بيننا , ولكن رغم هذا كله , فأني على اتصال روحي بكِ ....
أسمع ما تأنين منه , وأهدي من روعك , وأطمأن نفسي , قبل ما أطمأنكـ أنتي ,
ن و ف ...
لا زالت , أسمع نحيبكـ تنثرينه , يأتين من بين أسلاك الهاتف فيمزق قلبي
قبل أذني , كنتي تنتحبين , وتطلبين من الله أمر.. خشيت أن يفضي بكِ
إلى الكفر , فكنت أستغفر لكِ , وأبكي من أجلك,,
و كنتي تكثرين من اللعن على حالك , و تسبين مولدك ومعاشك ,,
هل تذكرين ماذا تقولين لي ؟؟..
لا أظنكِ ناسيه ولكن يطيب لي أن أذكره لك ,,
كنتي تقولين , لن تأتي حسنة لهم تستر سَــؤة فعلتهم بي ..
ماذا عساي فاعلة مع كهلٍ أرادو أن يبدوه لي شابٍ
فطمأنوني كاذبين........ أن عمره ستون عاماً !!!!!
واااحسرتي عليك التي جعلت الستين طمأنة....
وهم كاذبون و والله أنه لأكبر من ذالك عمراً , و أصغر مقاماً ,وأقبح نية..
أنهم يريدون تكفينك إليه .. وقبرك مع نتن عقوده القذرة
وتتمادين بتعذيبي , رغم يقينك أن ليس لي با لأمر حيلة..
وتذكرين ...أن ليالي سوداء تلوح لكِ با الأفق ..
وأن شبابك اغتالوه بحفنة وساخة لطخوا ذممهم بها , وقبضوها منه..
وأذكر بعد تكفينك إليه بثلاثة أيام , وأعلم أنكِ ترينهن دهراً عليك
سمحوا لي من حولي بذهاب إليك شفقةٍ منهم عليك ,
كل ما أذكر أنه هالني حجم الأسى الذي يجثم على وجهك ,
وبادت كل معالمك الغضة منه ,
فتجاهلت ذالك كله , ورحت أجوب المكان.... أعلق, وأضحك , وأمازحك,
وألمز لك بأمور تافهة ,لكي أرفه عنك .. وأكتم أنيني بين جنبات قلبي...
لا أضنك تنسين ضحكي , لأني لا زلت أذكر لومك, المبطن لي ..عليه,
ولكن كنت أدفن حزني عليك , وأبدي لكِ الأمر من زاوية الواقع
الذي يجب أن تتعايشيه, وتؤقلمي نفسك معه ,
ولكن ذُهلت حينما أنبريتي تهددينهم بالعار, وأنكِ سترينهم ليالٍ أحلك
من لياليك , حينها لا أخفيك هلعي , وانقلبت من مشفقةٍ عليك
إلى مرعوبة منكِ, ولكن لم تلتفتين إلى نصائحي , وتماديتي بالوعيد وتهديد ,
وأذكركـ بعدها......
إنك خطوتي , خطوة للشيطان عندها خشيت العار عليك , وأخبرت من يعنيهم " أن كان
يعنيهم أمرك " بعزمك
كان هذا آخر الحلول لدي....
أذكر أن هذا آخر ما كان بيننا........
لأنكِ , بعدها ظننتِ خيانتي لكِ , وربما هي كذالك, ولكن كل ما كنت أحاوله
هو إنقاذك , من براثين الضياع ,
فذهبتي لا أعلم أين يممت بكِ الدنيا ,
ولكن لا زلتي نوف حبيبتي وبضعة من روحي ,
فليحميك الإله أين ما طرقتي , وحيثما حللتِ
1/11
بألم قصمنجية