طرح لا يخرج إلا من أفواه المجانين .. فهنيئا لك الحياة
لا تقلق أخي الكريم .. ولا تغضب .. فأنت من هنأهم قبلي بالجنون .. فإن كان حرفي حرّك فيك ساكنا فلمّ حصل؟ لتهدم ما بنيته هنا
ألا تعتقد معي أنّ غضبك وغضبي ممن ينعتنا بالجنون ـ بلا برهان ـ دلالة أكيدة على اعتزازنا بعقولنا .. ؟!
- لي لو لم يكن في العقل إلا أن أذكر الله تعالى في كلّ حين لكفى به شرفا ..
أعود لحرفك الرائع :
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
لمجنون: طلق الدنيا بالثلاثه دون رجعه، فلا يحزنه فراقها، ولا يسعده عناقها ،ولا يتوسل لمالها، يمشي واثق الخطوه ،وملِكاً في فلك، مرفوع عنهُ غضب الإله، دون رقيب او حسيب، لا يعـبأ لما يحدث حوله، ولا يشعر بذنبٍ ولا تقصير، يغني، يرقص، يضحك، يبكي، ويملك حرية نفسه في مملكةٍ لا يسكنها غيره، ولا يعرف طعم الدموع ، ولا مذاق الألم، ولا ينتظـر جميلاً ، ولا صنيعاً ولا معروفا ، ولا يعرف الخوف ولا النفاق ولا القلق ولا المجامله ، ولا يخيفه كبيرٌ و لا صغير ، ولا بياضٌ ولا سواد، ولا يعرف الكذب ولا الخداع، ولا قرع طبول الغزل على أجساد من يسمون بالعاقلات ، ولا يبكي بلحظات الوداع ، ولا تثيره تلك النساء الفاتنات ،ولا تخونه أفكاره مجرد خيانه بالخيال مع المومسات ، ينام قرير العين ومرتاح الضمير لكون الله حباه بنعمة الجنون التي لا يملكها المدعون بالعقل ، وهم منها براء ، يعطي ظهره للموضه ، ويريح فكره من نشرات الأخبار التي لم تتغير منذ الولاده ، قتل دمار سجن إغتصاب حروب تشريد تدنيس تدليس وضحكٌ على الذقون، |
|
|
|
|
|
أخي الكريم كان بإمكانك أن تمدح : ميّت القلب .. لا ميّت العقل ؛؛ فما قرأته هنا غالبه أن لم يكن كلّه أمراض قلوب .. لا أمراض عقول ..
فالفرق عزيزي في القلب لا العقل ؛؛ إذ مسمى العقل إذا لم يختلط بجنون أو عتَه أطلق على الجميع(عقلاء) .. والمفاضلة في درجة حياة القلب ومرضه .. بل وموته ..
قال الله تعالى : ((
أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ))
وهذه الآية هي ملخص كلامك هنا ..
وفي هذا المعنى يقول الأول:
ليس من مات فاستراح بميّت ... إنما الميّت ميّت الأحياء
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
مرفوع عنه غضب الإله |
|
|
|
|
|
أعتقد ليس هذا على إطلاقه .. فالسكيّر حال سكره مجنون .. والكافر الذي طرأ عليه الجنون أيضا مجنون .. ولم يرفع عنهم غضب الله تعالى وعقوبته إلا أنّ يشاء الله تعالى بالنسبة للسكّير .
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
وفي الجانب الآخر ماذا أستفاد العقلاء بعقولهم : وهم إن فعلوا كانوا خدماً لشهواتهم ، وإن تكلموا كانوا عبيداً لألسنتهم وتنحي أفكارهم، فيضحكون في غير مكان الضحك ، ويستهترون في غير مكان السخريه، يقتلون بعضهم بعضاً بأفواههم ، ويسلخون جلود أشباههم ، لا تأخذهم رأفه في أقرب المقربين ، ولا يستكينون بدين ولا مبدأ ولا ضمير ولا ملّه ، مذبذبين ما بين العقل والجنون ، لاراحه ولا سعاده ولا دنيا ولا دين،
إلا من كان ذو حظٍ عظيم،، |
|
|
|
|
|
كذلك أقول هنا ما قلته سابقا .. فلا تخرج تلك الصفات إلا ممن أصاب قلوبهم العطب فمرضت حتى ماتت
والسعادة إنما تكون في القلب .. لا العقل
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
هنيئاً لكم كؤوس الجنون أيها المجانين،، |
|
|
|
|
|
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
ولـيحفظ الله تلك النعمه من الزوال،، |
|
|
|
|
|
دعني أسألك : المجنون لا يستطيع الاستزادة من الخير .. بل يبقى على خيره قبل الجنون .. ولا يكسبه زوال عقله مزيدا من الخيرية والإيمان .. ولكنه لا يعاقب على الشرّ .. غاية ما فيه أنه رفع عنه القلم وليس في ذلك مدح ولا ذمّ كالنائم والميّت .. فهل نهنيء النوّام ؟
أما العاقل فيمكنه الاستزادة من الخير مادام عقله موجودا .. وإن كان يعاقب على الشرّ
فإيهما أفضل بنظرك من يمكنه الاستزادة من الخير .. أم من لا يعاقب على الشرّ ؟
وعليكم من الله سلامه ورحمته وبركاته،،
قال الله : ((
سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين )) .. فتأمل
وعليكم السلام ورحمة الله وربكاته
شكرا الله طرحك ومداده غيرتك .. وعلى فكرة إنما أقصد في الحياة في مقدم حديثي حياة قلبك ..أحسبك كذلك والله حسيبك
شكري وتقديري