..
أمضي مع الناسِ والذكرى ترافقُني
وأنثني حاملاً ضِيقاً على ضِيقِ
تكادُ روحي بلا رِفْقٍ تفارِقُني
إذا تذكرتُ مَن خانوا مواثيقي
فواز اللعبون
..
عروس الدانة ج2
الجزء (13)
..
(أهلاً بك شيهانة ..
كما عاهدتك ، أنتِ في ضمان سحائب نجد ، ومايمسك يمسني ، لستِ فقط طالبة للأستشارة "مسترشدة" بل بمنزلة ابنتي "مجد" ، أخاف عليك كما أخاف عليها ، ابذل لك من التوجية و الدعم لتتميزي ، و تبدعي ..
مراحل عديدة قطفناها سويا ..
كنتِ في القمة دائما ، و تفوقت ِ و اجتزتِ المواقف بقوة و عزيمة و دون خسائر ..!
بل
زاردتك صلابة و عملقة ..
ابنتي :
أنا من اشرت لابني بخطبتكِ ..
ففيه من الصفات ، ما يناسبك كثيرا ، و أنت ِ كذلك ، لتكونا أروع ثنائي و أجمل زوجين ، بعد توفيق الله ..
الحياة تسير بسرعة ، و السنوات تمضي ،
و لا تقف على أحد .
لا تجعلي تجربتكِ الماضية عقبة أمام مستقبلك
الحياة مستمرة و حبكِ لتغيير عالي ،
أعطي نفسكِ فرصة ..!
ابنتي
فكري بهدوء و روية ..
بالمناسبة اسم ابني "محمد "
اخيرا
اوعيديني بالتفكير الجدي
بعيدا عن استحضار الأزمات السابقة
..وداعا ..)
..
مشاعر ضخمة .. اجتاحتها
لغة حديثة الحانية ، المتدفقة بالحب و الاهتمام ، و الرحمة ..
همست بداخلها:
" كأنه أبي ..
ذكرني بأبي .!"
مسحت على شعرها و ادخلت أصابعها بين خصلاته ..
كم تشتاق للمسات أب حنون ، و موجه مشفق ..!!
همست :
("محمد "
هل فعلا يكون لي مثل والدي و أتخلص من لقب مطلقة ..!!
يارب .. ساعدني)
..
..
يقبل رأسها و يدها ، و يقول وعينه بعينها راجيا :
" لا اوصيك يا جدة على الدواء ، لا تفكري بأحد ، عندك أم عبدالمجيد و بكر،
اركبي معه يمشيك على المواشي و الزرع ،
جهزت لك عبوات اللبن ، وزعي منها على جيرانك و أهلك ، و محصول الورقيات جاهز للحصاد فقط اطلبي ما تشائي.."
تراقبه و هو يحرك يديه مشيرا لحديثه و مقصده ، تراه وترى التوفيق من الله الذي انتشلها من الماضي القاسي بكل ذكرياته و آلامه ،
صقر في عينها أسكنها في عشه فوق الجبال
أعزها و احترم كبر سنها و برها أشد من أولادها ..وهل بعد هذا الفرحة و السعادة سعادة ..
تمتمت وهي تمسح دمعة خرجت بدون أذن كدموعها دائما :
" أبقاك الله لي سندا و عزا "
عرف مكمن حزنا فأراد كعادته ملاطفتها :
"أأنا جميل يا أمي ..؟)
فتدخلت عبلة و التي وقفت تستمع لحديثهما :
" قبيح و أسمر البشرة ، و قدمه .."
عصا الجدة الذي ارتفع جعله تقطع حديثها و تهرب ، و تكمل :
" الحب لصقر ، الله لنا .!"
فيرتفع صوت الجدة بحدة مبالغة :
" صقر زين الشباب ، و أجملهم ، و ارجلهم ،
وقدمه لا تعيبه .."
تتغير نبره صوتها متألمة و تتابع :
" حسبي الله على من تسبب له ."
وتكمل دموعها
فيقبل إليها و يضمها ..
و يقول:
" عبلة تمازحني ، و رضاك بالدنيا و ما فيها "
وناداها ضاحكا :
" جدة : وزنك ازداد عن السابق "
ليرتفع العصا هذه المرة ناحيته ، وهي تناديه نداء الماضي البعيد عندما تغضب منه :
" صقير ..!! "
ضحك و ضمها من جديد ..مودعا
و مغادرا للعاصمة لزيارة عمه و مراجعة طبية .
..
..
لنا لقاء باْذن الله
..