مقالي في صحيفة الخليج الألكترونية
حقيقة لا بد أن تقال ، وهي الآن تاريخ ماضي ... أن من أقوى وأعتى وأظلم الأنظمة التي حكمت البلاد العربية هو نظام الراحل / حسني مبارك ،، فقد جيش الجيوش ، وزرع الفتن ، لقمع شعبه ( الغلبان ) و ( جوّعه ) و ( أهدر كرامته ) و ( أسرف بثروات الوطن ) حتى تأذى منه المسلمون جميعاً . وفي حين غفلة منه عن رب البشر أرسل الله جنديا من جنوده ( الفيس بوك ) ودمّر ملكه ووضعه في القيود بعد أن كان في القصور . عن أبي موسى الأشعرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) قال : ثم قرأ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) متفق عليه
وصدق الله ( فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ )
وكم من إنسان يرقب الحياة والأحداث وهو يضع يده على قلبه ، يخاف من المآسي والحروب والأنتهاكات ،، وهو قد غفل عن أن مقدر الأقدار هو الله ... والله عنده جنود ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ).
وكما ظهر شباب مصري يفهم كيف يتعامل مع ( الفيس بوك ) في حين جهله ( حسني مبارك ) وزبانيته ،، فقد ظهر ما هو أشد وأنكى من ( الفيس بوك ) وأخطر ، وأقرب للإنفجار منه ... ألا وهو ( التويتر ) ..
وأردت أن أسلط على التويتر من ناحية الكم الهائل من المتعاملين به ، فقد أظهرت إحصائية حديثة أن السعوديين هم الأكثر استخداماً لشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث بلغت نسبة المشاركة 38 % من إجمالي المغردين في العالم العربي. فهم كالجيوش التي يجب أن نفهم تحركها ولذا قسمتها إلى :-
1-جيوش تدخل التويتر لنفع الناس والتغريد ، والتواصل المباشر ، ورؤية أحوال الناس ، وشكواهم ، وغيرها ،وهي متابعة بشكل مستمر وحيوي ، وتستميت من أجل التمسك به لأنه أقرب للتواصل دون عناء .. وهذه الجيوش لم تجتمع بالأجساد ,, بل تفرقت في قلب هذا ( التويتر ) ...
2-جيوش تبحث عن الفساد أيا كان نوعه ولونه ، سواء كان شهوات أو شبهات .. وهؤلاء كالقطيع الذي لا يعرف أين هو ذاهب ،، فالمهم هو أن يشبع شهوته ويسكر بها وفقط .
3- جيوش تدخل التويتر من أجل أن تفرغ شحنة ( قهر ) و ( ظلم ) و ( عسف ) مما تراه في المجتمع ، إما من عادات أو تقاليد أو جهات عليا أو مؤسسات حكومية أو أنظمة وزارية مضحكة مبكية ، أو محاربة علنية لمعاشها أو دينها أو مقدرات وطنها .. فتجد هذه الجيوش تتجول وتذهب وتجيء دون عقل أحيانا ، ودون هدف أحيانا أخرى ...
وهذه الجيوش خطيرة جدا ... لعدة أسباب :-
- أن أغلب هذه الفئة من جيل الشباب والفتيات ، وهؤلاء قد يغفلون ساعة برياضة أو فنّ أو لهو ،، ولكن شرارة الغضب تقدح في عيونهم كل صبح ومساء ، وخاصة مع التناقض بين الثراء والفقر ..
-أن استثارة هذه الجيوش سيجعل الأمر مربكا للحاكم والمحكوم ، فهي إذا انفجرت ستسير بلا قائد ، وتهلك الحرث والنسل ،، والسبب هو نزول قرارات من الحكومة ( ظاهرها الرحمة ، وباطنها العذاب ) فيكون الشاب مهموما ومحاربا ومختارا للبطالة لما يرى من محاربة الأنظمة له من قبل ( أجانب ) مع أنهم يسمونه ( ابن الوطن ) ...!!!
-أن تسييس هذه الجيوش واستثارتها ، واستدراجها ، وكسبها قد يكون من ( عدو ) للدين والوطن ،، فحينئذ ، يشبعون رغباتهم ، ويستغلون حماسهم ، ويوجهون طاقاتهم ضد الوطن – مع أنهم أبناؤه –
- أن الذي نراه الآن محاربة لقيم الدين وبشكل علني ، ومحاربة للمعاش والسكن بشكل مضحك ... وهذه الجيوش ستطبق قاعدة (الضغط يولد الإنفجار ) والسبب هو من يقرر هذه القرارات ويفسد العلاقة بين الحاكم والمحكوم ...
فأسأل الله أن يجعل ( الحاكم ) و ( المحكوم ) متنبهاً، ومعيناً ، ومشبعاً لأساسيات من ولاه الله عليهم ، ومفرغا لطاقات هذه الجيوش المجيشة ، والطاقات المهدرة ، أخاف أن تكون شوكة في جسد الدين الوطن في المستقبل .. بعد أن تستغل من ( عدو ) قريب ...
خالد بن محمد العواجي
http://www.al-khaleeg.com/article-auid-168.html