عاشت النمسا الاثنين 28-4-2008 صدمة مأساة اليزابيث الفتاة التي احتجزها والدها يوزف فريتزل (73 عاما) لمدة 24 عاماً في قبو منزله، حيث كان يعتدي عليها جنسياً، وانجب منها 7 أبناء، دون أن يثير ريبة جيرانه أو الشرطة، وحتى دون معرفة زوجته.
اليزابيت فريتزل كانت طوال الاسبوع الفائت حديث العالم كله. إنها ابنة «الوحش» الذي يسمي نفسه أباً, والذي مارس الجنس مع ابنته طوال 24 عاما في سرداب مساحته ستون مترا, وأنجب منها ستة أولاد. اليوم تضيء البلدة النمسوية التي اسمها امشتيتن الشموع وتصلي وترفض ان تصدق, والنمسا كلها مذهولة والعالم كله مصدوم. ما قصة ايزابيل الابنة * الزوجة, وما قصة العائلة بدءا بالأم, وهل يجيب التحقيق عن آلاف الاسئلة التي تطرحها القضية؟
اعترف أنه هو الوالد مرتين, مرة والد ابنائه, ومرة والد احفاده, وأنه يعيش حياة مزدوجة مملوءة بالاسرار منذ اربع وعشرين سنة.
لكن الاسئلة لا تزال تتكثف. انها ألف سؤال وسؤال حول تفاصيل الجريمة, ودور الزوجة وتواطؤها المحتمل في العملية كلها, على مدى ربع قرن تقريبا. الشرطة مهتمة ايضا بمعرفة ماذا يجري في آلاف وعشرات آلاف الملاجئ النووية في النمسا وماذا يحدث وراء ابوابها المصفحة التي لا تفتح إلا بشيفرة رقمية وأحيانا بشيفرة الكترونية. هي مهتمة ايضا بالكشف عن حقيقة حالات التبني الغامضة احيانا, التي يكون فيها الاطفال المرميون في الشارع او امام المنازل, اطفالا ولدوا سفاحا من علاقات سرية.
اما جوزف فريتزل الذي اغتصب ابنته واحتجزها طوال 24 عاما فسوف يدخل التاريخ كواحد من وحوش القرن الحادي والعشرين الذين يلبسون ياقة بيضاء ويعقدون ربطة عنق ويذهبون في الصباح الى مكاتبهم, كي يعودوا في المساء الى الاجمة!
وماذا يعرف العالم عن القصة حتى الآن؟
على بعد 80 ميلاً غرب فيينا تقع بلدة «أمشتيتن» التي لا يزيد عدد سكانها على 22 ألفا في عدادهم مهندس الكهرباء جوزف فريتزل €73 عاما€ وزوجته روز ماري €69عاما€ وأسرتهما. الجيران يقولون انهما محترمان, وإحدى الجارات تذهب الى حد القول إنهما يشكلان عائلة سعيدة بلا مشاكل, وأن فريتزل يبدو شخصا غير مؤذ. ويقول جار آخر ان جوزف يحييه دائما بصورة ودية, وجارة ثالثة تقول «ان روز ماري وزوجها شخصان رائعان».
لكن منزل فريتزل بكل تأكيد هو منزل الاهوال الحافل بالاسرار السوداء, ففي قبوه الذي لا نوافذ له احتجز جوزف ابنته اليزابيت €42 عاما€, واغتصبها, وكان يمارس الجنس السفاح معها, وأنجب منها 7 أولاد, وقد بدأت مأساتها وهي لا تزال في الحادية عشرة من عمرها, فيما اعتبرتها السلطات الحكومية مفقودة. وقد ظل ثلاثة اولاد يعيشون مع امهم من دون اي رعاية طبية او دواء, وتوفي احدهم لدى ولادته, فيما عاش البقية في الطابق الاول بعدما جرى تبنيهم رسميا. وحاليا تعاني ابنة منهم سكرات الموت في المستشفى. أما زوجة جوزف فقد كانت تقطن في الطابق الاول وهي تقول انها تجهل كليا ما يحصل تحت اقدامها.
وقد حاولت اليزابيت الفرار من المنزل مرتين, وكانت المرة الثانية في آب €اغسطس€ 1984, وعندئذ قام والدها بتخديرها وانزالها الى القبو وأبلغ امها والشرطة انها تمكنت من الفرار. وواصل اغتصابها يوميا وهي في القبو. وقد فسر وجود الاولاد الثلاثة من ابنته معه في المنزل انه كان يعثر عليهم امام باب منزله, وقد عاش هؤلاء بخلاف اخوتهم في القبو حياة طبيعية, وعرفوا بأنهم ودودون ومحبوبون في الحي, وكانوا يحرزون علامات جيدة في المدرسة.
أخيرا خرجت اليزابيت الى النور بعدما أصيبت ابنتها كريستين التي تقيم معها وتبلغ من العمر 19 عاما بمرض شديد استدعى نقلها الى المستشفى. في المستشفى فشل الاطباء في معرفة المرض الذي تعانيه, فطلبوا ان تأتي امها الطبيعية, وعمموا طلبهم في وسائل الاعلام. وجاءت فرصة اليزابيت للخروج من الظلمة, وسمح لها والدها بالذهاب الى المستشفى. ويقول الذين شاهدوها انها تبدو اكبر من سنها الحقيقي البالغ 44عاما, وأن سحنتها كانت شاحبة وقد وخط الشيب شعرها. واعترف الاب بكل هذه الوقائع. اعترف ايضا بأنه تخلص من الابن الذي توفي اثناء ولادته بحرق جثته في الفرن. وتنوي الشرطة التحقيق مع زوجته, فيما أخضع الاولاد حاليا لفحص الحمض النووي وتم التأكد من ان جوزف هو والدهم الحقيقي.
وقامت الشرطة بمعاينة القبو, ووجدت انه يضم غرفا متلاحقة لا يزيد ارتفاع الواحدة منها عن 6 اقدام, يستخدم بعضها للمنامة, وبعضها للطبخ والغسيل. وفيها عاشت كريستين مع شقيقها اسطفان €18 عاما€ وشقيقها الاصغر فيليكس €5 اعوام€, وهم لم يشاهدوا النور منذ ولادتهم, وقد علمتهم اليزابيت القراءة والكتابة, وكان جوزف يزودهم بالطعام عبر فتحة صغيرة. وفي بلاغاته الكاذبة السابقة للشرطة زعم جوزف ان ابنته المفقودة كانت تأتي متخفية وترمي اولادها امام باب المنزل مع رسالة تقول فيها انها غير قادرة على اعالتهم, وهكذا تم على التوالي تبني الكسندر €12 عاما€ ومونيكا €14 عاما€ وليزا €16 عاما€.
اما اليزابيت فقد وافقت على التحدث الى الشرطة شرط ان لا يسمح لوالدها برؤيتها, وتأمين الحماية لأولادها منه, وهي تتلقى حاليا علاجا طبيا ونفسيا ويبدو انها مصابة بنقص في التغذية. وقد رفض جوزف في البداية التحدث الى الشرطة, إلا انه اذعن في نهاية الامر وأعطى المحققين رمز قفل باب القبو الذي سمح لهم بفتحه ودخول القبو.
وفي الوقائع التي نشرت حتى الآن أن اليزابيت كانت في الثالثة عشرة من عمرها عندما خدرها والدها وكبل يديها ثم قام باحتجازها في القبو, وفي اليوم التالي ابلغ الشرطة عن اختفائها وقد عممت المعلومات على الانتربول. وبعد شهر واصل جوزف تضليل الشرطة فأبلغهم أنه تلقى رسالة منها تطلب فيها ان يتوقف البحث عنها لأنها فرت بصورة طوعية, وساد اعتقاد قوي بأنها انضمت الى فرقة دينية وتوقف البحث عنها.
وقد ابلغ جوزف وزوجته الشرطة في الاعوام 1993 و1994 و1997 على التوالي أنهم وجدوا الاطفال خارج المنزل. وتبين ان جوزف اجبر ابنته على كتابة الرسائل التي تقول فيها انها غير قادرة على اعالة اولادها. وقد التحق الاولاد بالمدرسة المحلية من دون ان يخطر في بال اي من المعلمين ان اشياء غريبة تحصل في منزلهم, وقال ناطق باسم المدرسة: «كان الاولاد حسني السلوك, وعلاماتهم جيدة».
وعندما نقل جوزف كريستين الى المستشفى زعم انه عثر عليها فاقدة الوعي خارج المنزل, وعندما قال له الاطباء انهم في حاجة الى مقابلة الام لتزويدهم بمعلومات عن اوضاعها الصحية السابقة اخرجها من القبو مع ولديها الآخرين, وأبلغ زوجته ان ابنتهما المفقودة قد قررت العودة الى المنزل. وتقول الشرطة ان اليزابيت كانت مضطربة جدا اثناء التحقيق معها, لكن روايتها للأحداث كانت ذات صدقية واضحة. وتم نقل اطفالها الى مكان آمن حيث يخضعون لعلاج نفسي في عيادة خاصة.
وفي وقت لاحق تبين ان اليزابيت قد دست في جيب ابنتها كريستين ورقة مكتوبة بخط اليد تلتمس من الاطباء انقاذ حياتها, مما حمل الاطباء على التحرك والاصرار على لقاء الام. وقالت الاذاعة النمسوية الرسمية «او آر اف» ان الرسالة ورد فيها: «لا تبحثوا عني. لا فائدة من ذلك. الامر يزيد من عذابي وعذاب اولادي». كما ذكرت مصادر اخرى ان الرسالة كانت تتضمن ملاحظات غير مفهومة مثل: هناك اطفال كثيرون. والتعليم غير مرغوب فيه هناك... واللافت ان جوزف قد أجر بعض الغرف في منزله ولم يتنبه المستأجرون الى شيء مما يحدث في المبنى. الشرطة بدورها كشفت انها لا تملك اي سجلات عن اليزابيت منذ اختفائها, اذ لا صور وملفات لها. واللافت ايضا ان جوزف وزوجته قد ظهرا مرات عديدة في الاعلام النمسوي كأبوين يبثان لوعتهما جراء فقدان ابنتهما.
ولم يشك احد في البلدة التي شهدت هذه المأساة، للحظة بالحياة المزدوجة التي يعيشها هذا الرجل، المولع بالصيد والمحدث اللبق الذي وصفه الجيران لوسائل الاعلام بانه رجل ودود مهذب مستعد دائما لمساعدة الآخرين. وقد رزق الرجل من زوجته روزماري سبعة ابناء يتذكر الجيران كيف كان يهتم بهم جيدا.
وتساءلت صحيفة دي برس "كيف أمكن حدوث ذلك؟" في إشارة الى الجحيم الذي عاشته الابنة في "منزل الرعب"
داخل القبو
واستنادا إلى الصور التي قدمها المحققون، فإن مساحة الستين مترا مربعا التي بناها يوزف كانت مغلقة ببوابة من الاسمنت المسلح، تفتح بقفل الكتروني كان الوحيد الذي يعرف شيفرته. وهذه المساحة عبارة عن 3 غرف صغيرة مع حمام ومطبخ صغير وجهاز تلفزيون.
وقد وضعت الأم وابناؤها الستة تحت المراقبة الطبية في وحدة نفسية بمستشفى المنطقة حيث يبدو مع ذلك ان حالتهم مرضية. إلا أن الجدة روزماري (69 سنة) زوجة يوزف، هي الوحيدة التي تثير حالتها النفسية القلق، وفقا لمسؤول الجهاز الاجتماعي للمدينة هاينز لينزي.
وقال مسؤولون ان فريتسل كان قد أخفى مدخل القبو خلف ارفف. ولا يزيد ارتفاع بعض اجزاء في القبو عن 70ر1 مترا وقال مسؤولون في امشتيتين ان القبو المكون من شبكة من الممرات والدهاليز يحتوي على زنزانة بها أسرة.
واظهرت الصور ممرا ضيقا يؤدي الى حجرات آخرى تضم مطبخا وغرفة نوم وحماما صغيرا، به دش وأنبوبا للتهوية.
صورة للأب الوحش
صورة لمدخل قبو الرعب وتظهر فيه نجمة اليهود السداسيةممايدل على ديانة هذا الوحش
صورة لإلزابيث قبل الحادثة المرعبة
العرض العادي
