بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة جمعة
وانكشف الغطاء
14/9/1430هـ د.صالح التويجري
الحمدلله
( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم )
"أريد حياته ويريد قتلي .. شتان بين مشرق ومغرب"
وما يحيق المكر السيئ الاباهله
كم هي المسافة بين محمد ابن نايف رجل الأمن و بين الغادر نموذج الخوف
إنها ليست مسافة مدارس ولا مناهج ولا كليات علمية ولا شرعية,
بل كان الرجل كما في مقابلة الوطن مع أخواته كان مسرفاً على نفسه وصاحب أغاني, ولكنها لحظة صدمة وحادث وفاة مفاجئ لأخيه على ضوئها تغيرت حياة هذا الشاب.. ثم بدأ حياته على غير رصيد من علم أو هدى فكان فيروس الإرهاب أسرع لملء ذلك الفراغ.
أرأيتم خطورة الجهل والفراغ الروحي .إنه ميدان فسيح لاستيعاب كل صور الإغراق ذات اليمين أو ذات الشمال..
ماذا لو كان هذا الفتى يفقه قول الرسول صلى الله عليه وسلم " الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن"
رواه أبو هريرة وصححه الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2769
ماذا لوكان يفقه قول النبي صل الله عليه وسلم فعن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم ، و حامل القرآن ؛ غير الغالي فيه و الجافي عنه ، و إكرام ذي السلطان المقسط"
حسنه الألباني في صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2199
ماذا لو كان ذلك الشاب يفقه قوله صلى الله عليه وسلم "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.."
ماذا لو كان ذلك الشاب يفقه قوله صلى الله عليه وسلم في"صفات المنافق..... وإذا عاهد غدر.."
وأنت تقرأ لغة المهاتفه بين القمة والقاع.. تدرك السمو الصريح في عبارات الأمير.. والدنو والغموض الذي أشارت إليه أشلاء التدمير..
*يا لوعة الآباء والأمهات, كم سهروا الليالي والأيام وبذلوا النفس والنفيس يالوعتهم حين تكون النهايات ومخرجات الأرحام قنابل ووقوداً لتدمير وتخريب لبيت من الداخل.
وهنا يجب أن نعيد قراءة المقابلة ونقارن بين القلب الكبير الذي لم يكن على باله ان تذاع هذه المهاتفة ومافيها من رحمة وعطف وحنان وابوية وبر وشفقة وفرح بالعودة والتوبة وبين القلب الذي يتميز غيظا ليمزق هاذ الوطن ويقول كلمات ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه الانقلاب اراد هذا الخارجي ان يغير مجرى التاريخ والله غالب على امره ولكن أكثر الناس لايعلمون ..اقروا وارقبو سير الأولاد. واقتربو منهم كثيراً لأن الفراغ والغياب والانطواء والاختفاء أحراش تنمو فيها الخفاش.
وكم في هذا الحدث من الدروس والعبر حفلت بها الصحف والمقابلات والتحليلات فللهم لك الحمد لله على سلامة الأمير , وكم هي الخسارة علينا وعلى بلادنا لو بلغ ذاك مناه ولكن صنائع المعروف تقي مصارع السوء.. واوراد الصباح والمساء دروع لا تساويها دروع... ولأن "الله يدافع عن الذين آمنوا.."
ولئن كان الحدث فاجعة فقد تناولته افواه وافلام واقلام ولكل اناس مشربهم ومنذا لا يدين ويستنكر ويؤثم ويجرم فعلة شنعاء في ليلة فاضلة وفي قصر مشيد و ضد رجل رشيد .حدث لا تجوزفيه الغمغمة ولاالمعاذير الملفقة ولا لاكنات مبررة. قرأنا تاصيلات شرعية وتحليلات فكرية ورؤى ناضجة سطرها علماء وادباء ومفكرون وتربوين وهم نماذج لكل مواطن وفي لدينه وولاته ووطنه وان لم يعبر في صحيفة او اذاعة وقرأنا وسمعنا اصواتا نشازا تشكك بأهلية رجال الامن وتفقدهم ثقة المواطن وتطعن بامانه اعمال البر ووطنية التعليم وكفاءة القضاة وتسعى لفصل المجتمع عن سياسة الدولة ونظامها الأساسي للحكم عبر مسلسلات الطرائف على حساب كيان الوطن واستقراره ولئن كان كل فرد وصوت يهم الدولة فلديها مصادرها ومعايير النقد و التقويم وليست مهاترات طائشة يتندر بها المفلسون من أهل الفن, ولئلا تستوحشوا من الطرح الاستفزازي , وليطمئن الخائفون على العمل الخيري والدعوي , وليشرق في الوقت ذاته دهاقنة التحريش , والاصطياد في المياه العكرة والأوحال .