بسم الله الرحمن الرحيم
عندما هممت بالذهاب للدراسة في بريطانيا واتجهت للمطار وانا جالسُ في صالة المغادرة بإنتظار إعلان الصعود أخذت أتأمل من حولي من المنتظرين!!
فكلنا في حالةِ واحدة لا نستطيع شيئاً للإنتظار الذي أمامنا !! سوى الصبر!!
.............
رأيتُ الناسَ من حولي(بحُكم انني لم أكتسب ثقافةً جديدة بعد!!!)
ورأيتٌ أحدهم يقول لصاحبة!!
(الله يستر إذا ماتأخرت الرحلة ماني رايق أبد!!!)
والآخر يقول(الخطوط السعودية من أفشل الخطوط وشوفوا كيف الرحلة بتلغى أو بيصير أي شي!!!)
أنا بعد سماعهم أخذتُ أفكر وأقول أولئك حرقوا أعصابهم وشغلوا تفكيرهم بأمور لاتستحق بما أنها تستبق الحدث!!!
وعند الموعد المحدد أُعلنت الرحلة وصعدنا !!!!
فلم نخرج بشيء من تلك الجلسة الطويلة سوى التذمر الذي ذهب سدى!!!
......................
وصلتُ هناك وركبت القطار مباشرة متجهاً لمدينتي فكنتُ أريد أن يكون هناك أحداٌ بجانبي لأتكلم معه ( كالعاده!!) ولكن كان الركاب مُبعثرين في القطار والقطار لم يكن ممتلئاً..
فرأيت الناس 80% يقرأون الكتب!!
والآخرين يستمعون للموسيقى وماشابه!!
.................
توقف القطار في إحدى المدن وقال سوف نتأخر لمدة 20 دقيقة هنا لإن هناك قطاراً متعطلاً أمامنا!!!
البعضُ نزل في المحطة ليأخذ قهوة تريح أعصابة وتزيد من تركيزة للقراءة والبعض لم يُحرك ساكناً لتركيزة الشديد فيما يقرأ!!
قُلت في نفسي ماذا أفعل فأخرجت كتاباً لأقرأه ولأول مره فاحسست بشيء غريب.... وأحسست أنني أفعل شيء صائباً تماماً!!!
فلو غضبت وذهبت لإحتج فسيقولون (سوف نعمل على الإسراع!!!! وأنا أعصابي سوف تكون مشدودة إلى نهاية الرحلة!!!
فعندما نصل لهدفنا... أكون أنا قد أضفت لرصيدي العقلي صفراً وهم إرتفعوا!!!
وكلنا كنا في مكان واحد وفي حالة واحدة!!!!
...................
وصلت للمدينة وجدت الناس عندما يذهبون لغسل ملابسهم في المغاسل الأوتوماتيكية وينتظرونها قرابة ال 45 دقيقة !!! ففي وقت الإنتظار الطويل يكون الكتاب رفيقاً لهم !! كما إكتسبت منهم هذه الميزة!! وكان رفيقاً لي!!
رغم أنني كُنت أفور من الغضب عند الإنتظار 5 دقائق فقط!!! في بريدة!!!
ففي النهاية يكونوا قد أضافوا شيء لرصيدهم المعرفي و خرجوا بالهدف الأساسي وهو ملابسهم قد تنظفت!!
وتخيلت لو أن أحدنا كان هناك فبالتأكيد لن يقرأ كتاباً!! ولن ينتظر الآلة طويلاً!!!!
فلربما غضب وضرب الآلة وتعطلت !!!!
فلا هو الذي غسل ملابسه ولاهو الذي خرج بفائدة أُخرى!!!!
..............................
رأيتهم ينتظرون في برحابة صدر في محطات الباصات والقطارات وفي المطاعم عند الطلبات وفي كل مكان يتوقعون فيه دقائق إنتظار يكون الكتاب رفيقاً!!!
.....................
عندما هممت بالعودة لدياري وركبت طارة العودة جلست في المقعد وعلى الفور بدأت عادة الشهور الماضية تعمل وأخرجت كتاباً وأخذت بقراءتة!!!
فجلس بجانبي شخصُ لطيف....
فسلم علي ورردت السلام فقط!!!
فجلس صامتاً وأخذت بالقراءة قرابة الساعتين !! وهو ينظر لي بعين المستغرب فقال....(لو سمحت)
قلت : تفضل...
قال: انت تدرس هنا..
قلت: نعم..
قال: (بعذرك)!!!
.................
وضعت الكتاب وجلست أتكلم معه وعلمت منه أنه سائح...
وبعد محادثةِ جميلة قال لي: (عاد تقدر تكمل كتابك أبنام أنا!!!)
أخذت كتابي لأقرأ إلى أن غلبني النعاس!!!!
..................
بعد أن إكتسبت برودة الأعصاب من شعبِ عُرف ببرودة أعصابة ...
وبعد جلوسي مع أهلي وأصدقائي وجدت هذه الكلمات....
(بارد أنت)!!!!
(رحت وتعلمت البرود وجيت)!!
قلت لهم وماذا إستفدنا من حرارتكم وقلة صبركم!!!!!؟؟؟؟
....................
(فكل تأخيرة وفيها خيرة)!!!
أرى أنني أطلت كثيراً...... آسف على ذلك ولكن هي التجربة!!
ولي وقائع أريد ان أسردها لا حقاً!!
دمتم بخير وعافية,,,,,,,,
العرض الشجري