ارحلي .!
فلم يعد مكاناً في قلبي يتسعك او حتى جزءاً من مكان
...
من اين أبدأ ؟
حسنآ سأصف مشاعري عندما إرتديتها
طالما حلمت بإرتدائها طوال الـ ١٦ عام الماضية ها آنا اتوشحها واشعر بزهواً لم أشعر به من قبل
اقصد بها (عباءة التخرج)
أََخبرونا بإقامة حفل تخرج لدفعات طالبات القصيم في جامعة القصيم على شرف الاميرة ,
استبشرنا خيراً بهذا الخبر خصوصاً انه أول سنة يُقام ,
إلا أن فرحتنا لم تكتمل بعدما علمنا موعد الحفل (قبل الإمتحانات) وكيف يجدر بي أن أفرح والمذكّرات تنتظرني ؟
ولكن مع هذا كله إلا أني استطعت ان اتغلب على طبعي (الزمل) واستطعت أن أنسى هم الإختبارات وأعيش أجمل لحظات العمر ,
يوم الحفل استعديّت و اتجهنا انا وصديقاتي لمقر الحفل وقلوبنا ترقص طرباً لهذه اللحظة .. كانت مشاعري لحظتها لا توصف بحروف ولا كلمات ولا حتى عِبارات ..
هُناك بدأ الترتيب للمسيرة , لا أُخفيكم سراً برغم تعب الوقوف حيث وقفنا ٣ ساعات تقريباً استعداداً للمسيرة ..
وبالرغم من الإزدحام الطالباتي أضيفوا عليها الحر إلا انها لحظات مُمتعة حد الثماله , وما أجمل الإنتظار الذي يتبعهُ أمل مشرق بإذن الله ,
سارت مسيرات الكُلّيات حسب الترتيب وأتى دور مسيرة كُلّيتنا
فبدأ الفؤاد يَخفق بسرعات متتالية
وكأني ملكة تنتظر تتويجها << (شعور داخلي 
)
سارت المسيرة بخطى ثابتة وبجانبي صديقتي وخلفي صديقاتي ايضاً (كم انا محظوظة بتلك الصديقات)
بين خطوة وأُخرى أسمع اسمي فألتفت لـ أرى أيادي السلام والتصفيق تلوح من بعيد
وكانت مفاجأة رائعة عندما رأيت زميلتي (العبرى) من بينهم
وخنقتني العَبرات وكبّلتني عندما رأيت والدتي تبتسم وعيناها غارقة بالفرحة (كم تعبت معي وسهرت من اجل امتحاناتي)
فبتخرجي تشعر أنها تخرجت هي ايضاً ..
الحمدلله (عدّا الحفل على خير ) بالرغم انه لم يكن بمستوى عالي من الترتيب .. إلا انه كبداية ( رائع )
عدنا لـِ هَم الإختبارات وعذابات ليلة الإمتحان والقلق
بصراحة
لا أعلم ماسبب تعلقي بالدراسة لحد البكاء بليال الامتحان .!
ولا أعلم سبب بحثي عن الكمال دائماً ...!
على حساب صحّتي وحالتي النفسية
ربما لوالدتي العزيزة الأثر في زرع مفهوم (أن الشهادة سلاح و أهم شي بالحياة)
أَنهيت الإختبارات بسلام وبعد اسبوعين من الإنتظااااار والخوف
ها آنا أحتضن وثيقتي التي اتعبتني في الوصول إليها
لا أكاد أُصدق نفسي هل أنا في حلم ؟
وهل الحصول على الشهادات يحتاج كُل هذا العناء والهم ؟
( اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همّنا )
الآن فقط استطيع أن أقول وداعاً للقلق وداعاً للخوف والرهبة
وداعاً لذل الدكتورات والدكاتره
وداعاً للبكاء والنفسيات
وداعاً بإذن الله
وارحلي يادراسة غير مأسوفاً عليكِ
العرض الشجري