((هل في ذلك قسم لذي حجر ))
مرحبا أخي الكريم عبد الله ..
جميل أن تكون مشاركتي في المجلس ـ بعد انقطاع ـ في متصفحك والذي أتى أيضا بعد انقطاع ؛؛ فأهلا بك وبعودتك..
بداية .. اتفق معك أنّ الحال لا يسرّ فيما هو حاصل اليوم من تنابز في الأمّة عند علمائها وطلبة العلم فيها .. وما أحدثه هذا من مفاسد على عوام الأمّة لا تخفى على ذي لبّ ..
ولعلّ هدفك من طرح الموضوع هو ما قدّمت ..
لكن..!
اسمح لي أخي عبد الله أن تكون مداخلتي عميقة نوعا ما ناشدا بذلك العدل من غير تعصّب أو هوى ..
أولا أسألك : هل قرأت أو سمعت نصّ كلام السديس؟ .. أو بنيت موضوعك على عنوان صُحفي ؟
... لا بأس .. ههنا نصّ كلام السديس (فيما يتعلّق بما عبّرت عنه بالمطالبة بالحجر) :
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
ولعل من الحزم الحجر على أمثال هؤلاء فالحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأبدان |
|
 |
|
 |
|
هل تأملت العلّة والمعلّل ؟
وهل تأملت قوله (لعلّ) وما بعدها ؟
أما أنت فقلت :
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
لدرجة ان يفتي بوجوب الحجر عليهم ! |
|
 |
|
 |
|
فأين الفتوى التي تتكلّم عنها من كلامه السابق .. والتي أوصلتها للإيجاب ؟
لست أدافع عن السديس ولا غيره من مخالفيه ..
ولكن ألا ترى معي أنّ ما علل به من علل ومفاسد .. بغض النظر عن خطئه في ضرب الأمثال .. له وجهه من النظر ؟
فقد قال مما قال: فالحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأبدان ..
ما رأيك لو خرج لنا طبيب (لم يتمكّن من الطب) بقول أو علاج أو اختراع يخالف فيه إجماع
الأطباء وجمهورهم .. كيف السبيل للردّ عليه ؟
هل نرسل الخطابات إليه ونقول : إنك أخطأت ..؟
أو نبيّن للعامة ممن استمع لقوله .. إنه مخطي ؟
وماذا لو استمرّ به الأمر على هذا الحال ـ مع انخداع الناس به ـ برأيك ماهو الأسلم للتعامل معه ؟
وأعتقد الأخ الكريم
هنري يعرف هذا
لن أتكلّم عن رضاع الكبير .. فقد قرأت كلاما جميلا لأحد الأخوات ـ وفقها الله ـ تقول فيه : بعضهم يستنكر سماع إرضاع الكبير .. بينما يذهب بزوجه لطبيب الولادة بدل المرة خمس مرات ..
وبرأيي أن المسألة هذه ليس هذا مكان طرحها .. ومن الخطأ إقحامها في متصفح لا يتكلّم عنها كما هو حاصل من بعض الأخوة ..
بل كلّ المناقشات الفقهية برأيي لا ينبغي أن تكون في مكان عام .. وعند العوام .. ويجب أن يكون للمشرفين دورهم في هذا
لكن .. ما رأيك لو أتى شخص .. وكذب على الأئمة السابقين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم .. كذب صراح وأمام العامة.. كيف السبيل للردّ عليه وقد وجد من انخدع بقوله ؟ !
وما رأيك لو أتى شخص في عصر سيأتي ولا بدّ .. فقال بإباحة ربا الفضل ؛؛ لأن صحابيا كان يفتي به (وقيل إنه رجع عنه) قبل أن ينعقد الإجماع على خلافه ..
بل لا نبعد كثيرا ..
ماذا لو ظهر لنا من يفتي بجواز الخروج على الحكام .. متأولا بذلك أدلة .. ومقلدا سلفا ..
ثم ظهر من يفتي بالحجر عليه .. هل سيكون نكيرك بالدرجة ذاتها التي أنكرت بها على السديس قوله ؟
أو الأمر يختلف ؟
وعليه فقد تخالف عندما قلت:
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
فإذا كانت فتوى الشيخ عبدالرحمن السديس مبنية على ماتسببه تلك الفتاوي من فتنة بين عموم الناس فلا أعتقد بأن أثرها سيكون اكثر تأثيراً من فتواه بالحجر عليهم |
|
 |
|
 |
|
أخي الكريم .. هل سمعت بالمفتي الماجن ؟
سيأتيك من يأتي .. ويقول للسديس لو أفتى بالحجر فعلا . فله سلف من جمهور الأحناف .. بل باتفاقهم ..
يقول السرخسي : (وحكي عنه (يعني أبا حنيفة) أنه كان يقول : لا يجوز الحجر إلا على ثلاثة :
على المفتي الماجن .. وعلى المتطبب الجاهل .. وعلى المكاري المفلس ؛؛ لما فيه من الضرر الفاحش إذا لم يحجر عليهم فالمفتي الماجن
يفسد على الناس دينهم .. والمتطبب الجاهل يفسد أبدانهم والمكاري المفلس .. يتلف أموالهم فيمتنعون من ذلك دفعا للضرر فإن الحجر في اللغة هو المنع) [
المبسوط:7/315]
ألا ترى معي أن النقاش ينبغي أن يكون في هؤلاء المفتين هل وصلوا إلى درجة المجون أولا ؟
وأن نفسّر مراد الفقهاء بالمفتي الماجن ؟
شكرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته