أبو فالح
مقالك هذا لم يفند أي فكرة من الأفكار التي طرحت في النقاشات السابقة , فنحن لم نفهم من الخبر أن الأمن يستهدفه ويلاحقه , بل فهمنا أن الأمن يحاول حمايته من نفسه وهذا واجب الدولة تجاه مواطنيها ,
أيضا كنا نتناقش عن صحة منهجه في الزهد , وهل ماقام به أثر على أبنائه نفسيا خصوصا ابنته التي من آثار تربيته القاسيه لها انتهى بها المطاف الى حبسها في قفص ,
أبو فالح , أنت تعلم أن التربية في زماننا صعبه جدا , فما نحمله من أفكار قديمة للزهد تتناقض كلية مع طبيعة زماننا هذا ,بل أن تطبيق الزهد بمفهومه القديم على أطفالنا ومراهقينا له نتائجه الوخيمة على الصحة والعقل , وربما أحساس الشيخ بواقع ابنته المحزن هو مااضطره الى حبسها خشية عليها من الانتحار فيبؤ بأثمها ,,
أما حكاية أعجابك به فقط لصموده أمام مبادئه وثباته عليها لايدل على أنه حتى أنت لاتوافقه في أفكاره أنما هو الورع ومخافة الأثم هي مايحول بينك وبين أبداء رأيك الصريح في ماحدث ,, أما حكاية أنه يسكن في فيلا جميلة , سنعتبرها منك طرفة لطيفة , لأن الرجل لو خير لما سكن تلك الفيلا الجميلة التي أهداها له خادم الحرمين شفقة بأبنائه أذن الرجل مجبر لابطل , وكم كنت أتمنى أن لايقحم الشيخ أبنائه وبناته وزوجته في زهده بالدنيا وأن يترك لهم الخيار في أن يعيشوا دنياهم بطريقته , وليس بالاجبار ,
في الحقيقة أن مافعلته الشرطة معه أمر تشكر عليه وأن دل هذا على شيء فهو يدل على تطور المنهج الأمني في بلانا ليصل ألى حد التدخل في الأسرة وحماية الضحية حتى من أقرب أقربائه , سواءا كانت زوجة أو أختا أو أما أو أبنة وأخ صغير ,, وهو منهج متمدن نتمنى أن يستمر حتى يكتمل الوعي بين الناس , ويؤسس لمفهوم جديد في الحياة المدنية والحقوق والواجبات ...