فهد بن صالح الغشيان أحد المواهب المنتجة من مدرسة الهلال حيث تدرج في الفئات السنية ناشئين و شباب وصولاً إلى الفريق الأول, كل من تابعة في تلك الفترة يجزم أنه مشروع نجم عملاق لا يشق له غبار حيث انه يتمتع بمهارة فردية عالية جداً و بالتحديد في المناورة و التحكم بالكرة و لم يتورع كثيرون عن تلقيبه بخليفة الثنيان و مما لا شك به انه في تلك فترة كان مراهقاً مهووساً بحب الثنيان حتى أنه كان يقلد يوسف حتى في أدق التفاصيل ليس فقط في الملعب بل و خارج الملعب ,,,
فمن المشية المرتخيه الأطراف إلى المشاكسة و عدم الاهتمام بالهندام إلى اللا مبالاة بعض الأحيان بحضور التمارين و الهروب من المعسكرات الخ ... و للأمانة فقد كان مقلداً بارعاً ليوسف فحينه ,,,
برز فهد على مستوى المملكة أبان تمثيله لمنتخب المملكة للشباب في بطولة الصداقة الدولية بعمان عام1992م و بطولة كأس آسيا لشباب بنفس العام بالإمارات و البطولتان فاز بها المنتخب السعودي و بكأس العالم للشباب في أستراليا عام 1993م و كانت أفضل مباريات فهد بتلك البطولة في المباراة الأفتتاحية أمام البرازيل و لا ينسى كيف جندل الغشيان الدفاع البرازيلي بتلك المباراة التي انتهت سلبية النتيجة ,,,
في المباراة الثانية أمام النرويج كانت أولى بوادر مشاكلة الفنية و التي للأسف أكتشفت لاحقاً بعد فوات الأوان و أصبح من الصعب معالجتها ألا و هي أن فهد فردي جداً و أناني و لا يخدم المجموعة بطريقة لعبه الفردية بل أنه يكاد يكون من سابع المستحيلات أن تجد تمريرة من لمسه واحده بل يجب أن يتجاوز لاعب او لاعبين و من ثم يقرر التمرير أو أحياناً كثيرة يعود للممارسة عبثه الكروي مما جعله عرضه سهله لمخاشنات النرويجيين و أستفزازه بالمخاشنة مما جعله يفقد أعصابه و يتعمد ضرب مدافعين أحدهما أخرج بالنقالة و لم يعد لمشاركة بالمباراة و تحصل على أثرها على الطرد من المباراة و بتصرفه المتهور و اللا مسؤل حرم المنتخب من خدماته أمام المكسيك التي اقصت المنتخب من البطولة,,,
عنف كثيراً في الإعلام و حملته بعض الصحف الصفراء مسؤلية الخروج من كأس العالم لشباب و بعضهم طالب بشطبه لكن وقفت الإدارة الهلالية معه و انتشلته من الحالة التي كان بها بوضع الثقة به و تصعيده للفريق و لصغر سنة حينها و رغبة في الخروج مما كان به و وجود عناصر ذات ثقل فني عالي واظب فهد في بداياته مع الفريق الاول لوضع قدمه في التشكيل الأساسي للفريق و قد فعل و بتلك السنة و قدم مستويات مميزة و ساهم مع الفريق بالفوز بكأس الاتحاد السعودي " كأس فيصل حالياً " من امام القادسية بملعب الاتفاق بالدمام ,,,
في صيف عام 1994م اختاره المدرب الهولندي للمنتخب السعودي أنذاك ليو بنهاكر ضمن تشكيلة المنتخب المشاركة في نهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن يحل مكانة المدرب الأرجنتيني خورخي سولاري الذي أشرك فهد في الشوط الثاني من مباراة المغرب و لم يقدم شيئاَ يذكر و شارك بالشوط الثاني أمام السويد و سجل هدفاً رائعاً صنف كرابع أجمل هدف في البطولة ,,,
بعد كأس العالم بعدة أشهر أصدر الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد " رحمة الله " قراراً بشطب كل من سعيد العويران و صالح الداوود و فهد الغشيان بسبب قضية أخلاقية هرب على أثرها فهد الغشيان إلى الولايات المتحدة الأمريكية خوفاً على حياته و أقام هناك مدة سنة و تزيد عن النصف سنة ببضعة أشهر عاد بعدها إلى المملكة بعفو عن اللاعبين الموقوفين و أستقبله في المطار معضم أعضاء الشرف المؤثرين و كان على رأسهم المؤسس الشيخ عبدالرحمن بن سعيد و لفيف من الجماهير الهلالية التي أحتفلت بعودة فهد لأرض الوطن حيث حضي بأستقبال جماهيري لم يسبقه له أحد و كانت أيضاً وقفة مشهوده لأدارة النادي (( بعدم أضافت مدة التوقف على المدة المتبقية لعقده و اعتبار أنه كان مشاركاً حينها )) و كانت تعتبر دفعه معنوية للاعب لأنه لاعب محترف حينها و فترة توقفه تعتبر مضره للنادي مادياً لأنها لم تستفد من خدماته وقت الشطب و تنازلت عن حقها رغبة في عودة أقوى للاعب,,,
في تلك الفترة كان الهولندي ويليم هانجيم يتسلم سدة القيادة الفنية للفريق الأزرق و كان الفريق مقبل على أستحقاق خارجي عربي متمثل في البطولة العربية العاشرة أبطال الدوري المقامة في الرياض و التي حققها الهلال بمستويات متميزة جداً ترافقت مع عودة جذابه للغشيان قدم بها أجمل و أروع عروضه الكروية في حياته الرياضية لكنه أصيب في المباراة النهائية نتيجة اشتراكة مع حارس الترجي التونسي شكري الواعر أبعد الغشيان عن فترات كبيرة خلال الموسم ,,,
عاد الغشيان بداية الموسم 1418هـ و شارك بفعاليه في بدايته لكنه تلقى عرض أعارة للعب في صفوف أي زد ألكمار الهولندي عن طريق مدرب الهلال السابق هانجيم الذي يدرب الفريق الهولندي و اصر الغشيان على خوض التجربة خصوصاً أنه سيكون أول لاعب سعودي يحترف في اوروبا و كان لفهد ما تمناه و تنازلت الإدارة الهلالية عن حقوقها المالية في الصفقة كدعم منها لأحتراف فهد لكن ياللأسف فقد عاد فهد بعد 6 اشهر بخفي حنين تختصر تجربته بخوض 4 مباريات فقط 3 منها نزل كبديل و لم يسجل أو يصنع أي هدف و مع سوء نتائج الفريق اضطرت ادارة الكمار الى اقالة هانجيم و الغاء اعارة فهد التي من المفترض ان تكون على مدار عام ,,,
أستمر فهد في الهلال موسمين أخرين بمستويات باهته و رديئة حيث أنه بعد عودته لم يساهم في تحقيق أي بطولة لهلال سوى كأس الاتحاد السعودي عام 1420هـ أمام الشباب و حتى مساهمته تلك لم تكن بالشكل المذكور حيث انه شارك بالمباراة كاملة مع وقتها الاضافي و كان اكثر اللاعبين حركة و أقلهم بركه و ان ذكرنا له شيء في تلك المباراة على سبيل المجاملة فقد ساهم بحجب الرؤية عن حارس الشباب " بدون قصد " ليمكن التمياط من تسجيل الهدف الذهبي ,,,
في ذلك الموسم كانت الإدارة الهلالية تأن تحت وطئة الضائقة المالية و كانت قد وقعت في ورطة كبيرة حيث ان معظم اللاعبين المؤثرين و الكبار تنتهي عقودهم في نفس الموسم مما حدى برئيس النادي أنذاك الأمير بند بن محمد بالأعلان انه لن يدفع مقدمات عقود لتجديد عقود اللاعبين و كانت المبادرة من يوسف الثنيان و سامي الجابر بتوقيع عقود دون مقدمات إلا ان فهد رغم انخفاض مستواه منذ عودته من تجربته الاحترافية الفاشلة رفض و اصر ان يوقع بمقدم عقد ضارباً بمصلحة النادي عرض الحائط و متناسين لكل وقفات الادارة مع فهد وقت الشدائد و حاول بأسلوب لي الذراع انه ان لم يتحصل على مقدم عقد فأنه سيوقع للنصر نكاية بالهلال فما كان من الامير بندر بن محمد إلا أن أعطاه الضوء الاخضر بفعل ما يشاء و حدث ما هدد به الغشيان و وقع للنصر مقابل 6 مليون ريال دفعت عن طريق الأمير تركي بن خالد عضو شرف النصر و مالك صحيفة شمس و لم يستمر فهد مع النصر إلا موسماً واحد حصلت بعدها خلافات بينه و بين رئيس النصر السابق الأمير عبدالرحمن بن سعود " رحمة الله " مما حدى بفهد على اثرها أن يحضر في أحدى تمارين النصر بشعار الهلال نكاية في رئيس النصر لا حباً في الهلال و على اثرها تم طرده من النصر و أسدل الستار على مشوار فهد الغشيان كلاعب,,,
هذه هي بأختصار قصة فهد بن صالح الغشيان, ما نستنتجه من مسيرته أن فهد مثله كمثل لاعبين كثر لم يقدروا موهبتهم الفطريه و لم يحافظوا على ما وهبهم و حباهم به المولى عز و جل من شهرة و صيت بسبب أزمة فكر و قلة إدراك و أسلوب حياة رديء و سيء ,,,
مشكلة فهد أنه انسان تملكه الغرور و العزة بالأثم و نكران الجميل و النرجسية ,,,
غرته موهبته و شبابه ظناً منه أنها دائمة له ,,,
أعتز بأثمه بممارساته الشخصية الخاطئة و بأنه يرى نفسه أفضل من يوسف و سامي و نواف و انهم لا يستحقون ما يحصلون عليه و أنه أحق منهم بذلك نتيجة غروره بموهبته ,,,
نكر وقفت النادي معه في أصعب المواقف التي مرت بمشواره التي لو لا لطف الله و ثم وقفت الادارة معه لأنهت مسيرته نظراً لشخصيته المهزوزة و صغر سنة حينها ,,,
و دق أخر مسمار في نعشه حين القى بالوم على زملائة و على النادي بل و على المنظومة الكاملة للكرة , و لو أن الأخيرة حق أريد بها باطل, و برء نفسه من نهايته ,,,