[align=justify](أبرز آفات اللسان هي إفشاء السر, قال احدهم: "من كتم سره كان الخيار إليه، و من أفشاه كان الخيار عليه" فما الذي يدفع الإنسان أن يكون لئيماً على الأقل أو خائناً أو غبياً مغبوناً ، وهو يقدم الأسرار في جلسة ودية أو تحت ضغط ).
لطالما أُمتدح الرجال في كتم الأسرار وكان بعضهم مضرب مثل في ذلك, فمن يتمتعون بصفة كتم الأسرار (وهم قلة) يكونون محاطين بكل ما حولهم من أسرار وخبايا ويكونون على اطلاع بما يجري حولهم بمجتمعهم الصغير على الأقل فيتقنون العزف على أوتار مصالحهم ويعرفون من أين تؤكل الأكتاف, غير أن التمتع بهذه الصفة أيضاً يخفي عيوب في الأخلاقيات المستاء منها في بعض تصرفات الرجال, فكل عظماء العالم و قادته وصناع القرار ونوابهم ووزرائهم كاتمي أسرار من الدرجة الرفيعة والخطيرة جداً إلا أن هذه الأسرار التي بحوزة السياسيين مثلاً تعتبر من الأسرار المعلبة بمواد حافظة وهناك وقت محدد للاحتفاظ بها, و إذا أردنا نبحر قليلاً ونتأمل سوف نجد أن المجتمع قد جرد المرأة من هذه الصفة بشكل قاطع وإن وجدت في بعضهن إلا أن حقوق الطبع محفوظة للمجتمع الذكوري وما تمتعت فيه المرأة هو من صنيع الرجل , ولا يدري كل الرجال أن للمرأة جبروت لم يُكتشف في كتم أسرارها حتى وإن أفشت إسراراً ائتمنها عليها الرجل فكل ماعليك فعلة أن تقحم المرأة في سرك لتقتنع أنه من أسرارها وعندها لن يعرف بهذا السر كائن من كان .[/align]
تحياتي,
العرض الشجري