أيها الأحبة
هذه الرسالة وصلتني بالبريد
وأحببت أن أفيدكم بها
رسائـل للشبـاب .. خالد بن عبدالرحمن الموسى
أخي الشاب
. . أرأيت هذا اللقب الجميل ؟ إنه سرعان ما ينقضي ، فإنما هي أيام دون أيام ،
وزمان دون زمان ، ثم ينقشع السراب ويرجح عقلك الصواب ، وتدرك أنك في هذه الدنيا
سراب في سراب . فاغتنم أخي الشاب هذا الشباب ، قبل أن تزول نظرة هذا الشباب وتتلاشى
معالمه ، لا يغرنك أخي الشاب سواد شعرك ، واستصغار عمرك ، واعتبر بما حل حولك من
عبر ، فكم من مؤمل آمالا حالت دونها صنوف الحتوف ، كم فارقت من رافقت ، وودعت من
أحببت .
أخي الشاب ، كل علاقاتك ستتلاشى ، كل من عرفتهم في هذه الحياة فلابد أن تفارقهم .
إن لم تفارقهم لظرف من ظروف الحياة فارقتهم أو فارقوك بالموت . إلا علاقة واحدة
ستبقى لك ذخرا ، إنها علاقتك بالله جل في علاه ، أصلح ما بينك وبينه ، يصلح ما بينك
وبين الناس .
أخي الشاب ، أنت بين ماض لا تدري هل غفرت ذنوبه ، ومستقبل لا تدري مالله صانع بك
فيه ، فاسأله أن يصلح لك الحال وامآل والعاقبة .
أخي الشاب ، إن عقيدتك الإسلامية تملي عليك التميز ، وخلع التشبه أو الإعجاب
بالكفرة والمشركين ، فهم وغن جمعوا من العلوم الدنيوية ما جمعوا ، فلبئس ما صنعوا .
ما هم إلا مظاهر غش ، وانتفاش هش ، ثقافاتهم حثالة وثمالة وزبالة يأنف المسلم أن
يلتفت لها فضلا أن يعجب بها . فكم هي حقيقة مرة ، نعانيها كل مرة ، نرى فيها شابا
من أبناء المسلمين يتشبه بالكفار الذين هم حطب النار ، الذي قال الله فيهم : { إن
شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون } [ الأنفال - 55 ] . فالله الله في
الولاء للمؤمنين والبراءة من المشركين والانضواء تحت اللواء .
وأخيرا أخي الشباب ، من يخلف علماؤنا عداك ؟ وإلى متى تظل في العلم قصير الباع
قليل الاطلاع ؟ واعلم أن المعالي لا تنال بالأماني