(صريح )لهذا السبب أصبح الأغنياء في زماننا لا يتميزون عن أوساط الناس بل حتى عن الداجين ( لعل العنوان يعدله أحد المشرفين ويضيف واو في كلمة ( يتميزون ) بدلا من خطأ ( يتميزن )
الحمد الله الغني المتعال المالك الملك الذي نحن إليه فقراء ، والصلاة على والسلام على رسول الله وبعد
الكثير منا يذكر قبل سُنيات قليلة – قبل زمن انفتاح التقسيط من البنوك والشركات – أن الأغنياء كانوا يتميزون في الغالب عن أوساط الناس بشكل واضح ، وذلك لما يستطيعونه من شراء وتملك مالا يستطيعه أوساط الناس ، من سيارات فارهة ومنازل مُزخرفة ومرخمة ومؤثثة أحسن الأثاث ، لكن أتى هذا الزمان أعني زمان الديون من البنوك والشركات ( تورق ، إيجار منتهي بالتمليك ، مرابحة للآمر بالشراء ) فجعل كثير من أوساط الناس يبلغون درجة الأغنياء إن لم يكونوا أفضل منهم ( من حيث الظاهر ) !!.
فإذا كان الأغنياء يشترون المنازل الغالية والسيارات الغالية ، فإن هناك من أوساط الناس ( جاهز للديون ) في سبيل شراء المنازل الغالية والسيارات الغالية ولسان حال أولئك يقول جاهز للتحدي !! على حساب ظهري !! وهمي وغمي بل وقلبي ! .
فأذكر قبل زمن لا يمكن أن أسمع أن رجلا اشترى سيارة بــــ 150 ألف إلا رجل غني يملك هذا في الأعم الأغلب ، لكن في زماننا ما أن يتوظف الشخص براتب أربعة آلاف إلا وتجد عنده سيارة بتلك القيمة والحمل على الظهر من ديون وعلى القلب من هم الدين .
فنصيحتي للجميع بأن لا ينساقوا وراء تلك المظاهر إلا ما حدت إليه الضرورة ، فمن الغباء أن نجد شخص راتبة خمسة آلاف ويقصد منها أربعة آلاف أو قريبا منها من أجل سيارة ( كما يقولون يتكشخ فيها ) ، فيرهق نفسه وقلبه على حساب ( يا ناس شوفوا وش معي !! ) .
بل إني أذكر شخص كان يعمر عمارة وراتبة قد بذل فيه للعمارة وغرق في الديون حتى أنه وصل إلى درجة أنه باع ذهب زوجته ، وبالأخير عندما حادثني عن منزله فإذا هو قد وضع واجهة ( شكلية للتكشخ ) كلفت عليه 60 ألف ريال !!! ما هذه العقلية وهذا التفكير ، أليس المفترض أن يستغل هذه الـ60 ألف في أشياء أساسية وحاجات مهمة للمنزل بدلا من هذا التفكير السقيم ! ، فالمرء لا بد أن يفكر جيدا فإذا أغناك الله فضع ما أحله الله لك مما تريده ، لكن تبيع ذهب زوجتك وتشتكي للناس بأنك مديون وآخرتها تضع واجهة بآلاف مؤلفة !! فهذا لا يقبله منصف .
بل إني لا حظت في الآونة الأخيرة أن أوساط الناس أو حتى الفقراء الداجين ! هم أول من يمتلك تلك الأجهزة الجديدة الغالية كالجوالات وغيرها فالبعض على حساب إرهاق ميزانيته والآخر دين فوق دين ..
لماذا لا يمد الناس لحافهم على قد رجليهم ؟ ، فإذا ما اضطروا للدين لحاجة ماسة كعمارة أو زواج أو سيارة فلا بأس بشرط أن يبني المنزل بلا تكلف مرهق وألا يبحث عن سيارة غالية جدا ، بل يأخذ سيارة لائقة تشيل رجله وتغنيه عن الناس .
فما رأيكم يا إخوة ، هل من إضافة وإثراء للموضوع ، نفع الله بكم ...