[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
حمداً لله وصلاةً وسلاماً على رسول الله وبعد :
يا من تأمر بالمعروف يا لك من متشدد!!
يا من تنهى عن المنكر يا لك من متشدد!!
يا من تصلي الصلاة لوقتها يا لك من متشدد!!
يا من تقصر ثوبك يا لك من متشدد!!
يا من تعفي لحيتك يا لك من متشدد!!
يا من لا تسمع الأغاني يا لك من متشدد !!
يا من ويا من ويا من .... إلخ ..
أيها الفضلاء :
في زمن غربة الدين .. وفشوا المنكرات .. والمجاهرة بالمعاصي ..
يأتي هذا الكلام السابق !!
إني أتكلم أيها الإخوان من واقع ملموسٍ ومحسوس ..
أصبح المعروف منكراً .. والمنكر معروفاً .. والحسن قبيح .. والقبيح حسن ..
إذا أمرت بمعروف ونهيت عن منكر قيل لك : أنت متزمتٌ ومتشدد !!
سبحانك هذا بهتانُ عظيم !!
إذا قصرتَّ ثوبك إلى أنصاف الساقينِ كما هي السنة قالوا : انظروا إلى هذا المتشدد !!
سبحانك هذا بهتان عظيم !!
أفمن تمسك بسنة خير المرسلين أصبح متشدداً .. بالله عليكم أي معيار تقيسون به المتمسك بالدين إذن ..
ذهبتَ إلى السوق وأنكرت المنكرات قالوا : ما دخلهُ في شؤون الآخرين !! هذا هو التشدد بعينه !!
كل هذه الأمثلة السابقة قد وقعت ولم تكن من نسج الخيال ..
لا تتعجبوا فنحن في زمن العجائب ..
إذا كان من يذود عن حمى المسلمين ويرفع راية التوحيدِ خفاقةً فوق ساحات الوغى صار متشدداً وإرهابياً فماذا نقول ؟؟
إذا كان من يطيع الله ورسوله ويعمل بما أمراهُ متشدداً و( مُتَفْتِفاً) فماذا نقول ؟؟
إلى أولئك وأمثالهم أقول: اربعوا على أنفسكم ، أتحسبون الدين نزهةً تأخذون منه ما تشاؤون وتذرون ما تشاؤون ، لا بل الدين الحق أن تعمل بأوامر الدين ما استطعت إلى ذلك سبيلا و {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ َ} (286) سورة البقرة
قال الحق تبارك وتعالى في شأن أولئك : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (208) سورة البقرة
ولكنَّا في زمن غربة الدين والله المستعان، قال صلى الله عليه وسلم : (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبا للغرباء ، قيل منهم يارسول الله ؟؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس )
فاللهم اجعلنا ممن لهم طوبى وحسنُ مئاب ..
أرجو أن أكون وفقتُ لإيصال ما أريد ، والله من وراء القصد ..
{ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (88) سورة هود
محبكم: ليث الغاب ،، ،[/align]