منطقة القصيم ومدينة بريدة خصوصاً مليئة بعشاق النشيد الإسلامي ولقد سائني كما ساء الكثيرين ما حدث ليلة البارحة في مهرجان الملتقى الخليجي الثاني عشر الإنشادي على مسرح مركز الملك خالد الحضاري عندما انصرف عدد كبير من الحاضرين بما فيهم عدد من الشخصيات المهمة بسبب ((أغنية)) نشيد والتي تحتوي على مقطوعات موسيقية تحت مسمى ((أصوات بشرية)) و أنا هنا لست أناقش حل أو حرمة هذا العمل فهذا ليس محل نقاشه فلكل شخص كامل الحرية في أن يعمل بما يعتقده حقاً في حياته الشخصية، ولكن ما دعاني لكتابة هذا المقال هو تكرر هذه الظاهرة في المهرجانات الإنشادية حيث حدث ما يشابه ذلك في المهرجان الإنشادي الذي صاحب افتتاح الجمعية الخيرية لرعاية وتأهيل المعاقين بمدينة بريدة قبل عدة أشهر حيث تكرر نفس المشهد ومن نفس المنشد ونفس الأغنية والتي أدت إلى إنصراف عدد من الحاضرين بما فيهم بعض شاغلي مقاعد الصف الأول من القاعة !!
ما أود نقاشه هنا هو لماذا يصر منظموا هذه الفعاليات على إقحام قناعاتهم الشخصية واجتهاداتهم الفقهية في العمل التجاري الذي يمارسونه فقد تحققت شخصياً من الجهات المنظمة للمهرجانين المذكورين آنفاً وسألتهم بكل وضوح (هل كنتم تعلمون بأن مثل هذه الأغنية ستقدم بهذا الشكل على المسرح ؟) فكانت الإجابة بالنفي !! فأعدت السؤال (إذاً من المسئول عن مثل هذه التجاوزات ؟) فكانت الإجابة بأنها تجوزات من المخرج أو المشرف على الحفل أو كلاهما !!
و أنا هنا أود أن أسأل هذا المخرج أو ذاك المشرف .. ما مصلحتك في أن تخالف ما اتفقت عليه مع الجهات المنظمة لهذه المهرجانات ؟ .. لماذا لا تحتفظ بقناعاتك الشخصية و اجتهاداتك الفقهية لنفسك وتعمل باحترافية في إخراج مهرجانك بالشكل الذي اتفقت أنت و الجهة المنظمة عليه .. لماذا لا تقدم للجهة التي دفعت لك الأموال الطائلة ما تريد بغض النظر عن قناعاتك و رؤيتك الشخصية .. أرجو أن لا تدمر مهرجاناتنا الإنشادية بسبب قناعات أناس دمروا أنفسهم و قد يدمرون من يعمل معهم و يعطيهم الفرصة !!
ومن هنا أود أن أدعو الجهات الداعمة و المنظمة لمثل هذه المهرجانات بأن تكتب عقود واضحة مع هؤلاء المشرفين و المخرجين تحتوي على شروط جزائية في حالة الإخلال ببنود هذه العقود حتى نظمن أن لا يعتلي خشبة المسرح أناس ليس لهم هم إلا أن يصموا آذان الناس بموسيقاهم التي يسمونها أناشيد !!
سيح بيك
العرض الشجري