أجيبوني ... هل كفرت ؟!

[واقعي جداً]

بداية عذراً إذا كانت هناك أخطاء إملائية ...

العلماء هم رأس الحربة .. وهم الأساس الذي نعتد به
نعم ليسوا منزهين عن الخطأ ..فكل بني البشر غير معصومين عن الخطأ ماعدا الأنبياء والرسل ..
فنحن وهم لدينا هفواتنا وزلاتنا ، ولا نتشدق بعبارة ( لحوم العلماء مسومة ) التي يردد البعض بجهل بأنها حديث شريف .. وبمناسبة ذكر هذه العبارة أورد لكم قائلها ..

(( قائلها هو يعقوب الأصغر القراماني قال: (رأيت في رؤياي حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، نقل عنك أنك قلت: لحوم العلماء مسمومة. فمن شمها مرض ومن أكلها مات. أهكذا قلت يا رسول الله؟ قال: يا يعقوب قل لحوم العلماء سموم) .. ))إذا لم تذكر عبر حديث شريف إنما قالها يعقوب كالرؤيا .. ( والله اعلم ) .

وللمعلومة ( أنا لا اشكك أو أقلل من قدر أحد أو ارفع من منزله أحد )

بداية ...

التطرف والغلو .. وتهميش الرأي الآخر .. والتكفير .. والاتهام بالعلمانية أو اللبرالية .. والزندقة .. والتمسك بالرأي حتى لو كان خاطئاً ..
كلها تصب في قالب واحد ألا وهو ( التطرف )

نظره إلى علماء السعودية لا نقول الكل ... ولكن الأكثرية ..
علماء متمسكين برأيهم معتدين بعلمهم بكثير من التطرف لفكر ورأي علماء من بلاد أخرى ..
ما أن يصدر أحد العلماء من بلاد أخرى فتوى أو كتيب ،، إلا وتشهر الأقلام والمنشورات والكتب ضده ... يهمش رأيه وفكره ويرد عليه بعبارات قاسية .

( والمكتبات السعودية حبلى بكثير من الأمثلة لما ذكرته )
وكأن فهم ومعرفة دين الله سبحانه وتعالى مخصص لهم دون غيرهم ..

لأن العصبية تجاه عالم مازالت قائمة وموجودة لدى الكثيرين الجاهزين لدحر وتهميش الآخرين .. حتى لو كانت غير ذات أهمية .
***********************

( الإسلام صالح لكل زمان ومكان ولكل دولة وليس حكراً على أحد ..)

تتغير الحياة وتتسارع بخطوات هائلة ومع كل تغير لابد ان تتغير المفاهيم لكي نساير هذه الحياة ...
والإسلام دين شامل لكل نواحي الحياة بمتغيراتها على حسب ما تقتضيه المصلحة بعيدا عن معتقدات سابقة او آراء قديمة لا تتماشى مع المصلحة .. وبعيدا عن الانغلاقية والتقوقع برأي لا يساير هذا العصر .

فكل ما لدينا من فتاوى تصدر هي فتاوى سابقة كان لها وقتها ومضى ..
واغلب الفتاوى التي لدينا الآن كلها ( انغلاقية ) ، لاتجديد فيها ..

( قيادة المرأة لسيارة .. عمل المرأة .. الاختلاط .. الخ )
هي الشغل الشاغل الآن عبر كثير من الوسائل والقنوات المختلفة للكثير من العلماء ومؤيديهم .. والرفض القاطع لكل رأي يخالف رأيهم ...
بناء على فتاوى سابقة بهذا الشأن .. فهو وجهة نظرهم الانغلاقية ( حرام) ..

عودة إلى ماضي سحيق إلى عهد الصحابة ومن بعدهم ...

المرأة كانت تركب الخيول و الجمال والحمير .. وكانت المرأة لها دور فعال ومؤثر بالحياة ... كانت تمارس الطب وتختلط بالرجال بدون أن ينكر أحد عليها فعلها .( قيادة المرأة ليست من المحرمات ... ولكن علمائنا حرموها لأسباب وجدوا بأنها قد تكون محرمة )

يقودني تفكيري إلى ( كل شيء بالحياة نفعله قد يكون محرماً ... لما نخص قيادة المرأة لسيارة )

والكثير ....
*********************
علماني .. شيوعي ... لبرالي ... زنديق ... شهواني ... كافر

كلمات تتداول اليوم بطريقة مكثفة وفجة ومقززة ، لكل من قال رأياً أو كتب مقالاً يعارض فكراً ومنهجاً لدى الأكثرية المتعصبة المتطرفة ..

من يؤيد قيادة المرأة لسيارة ... علماني
من يؤيد اختلاط المرأة بالرجل... لبرالي .
من يؤيد عمل المرأة ..... شهواني
من كتب مقالاً يطالب بتجديد الخطاب الديني ... شيوعي .
من فند فتوى لأحد العلماء .... كافر .

كلها تهم جاهزة لأطلاقها من العلماء ومؤيديهم بغباء شديد تجاه ماذكر أعلاهم ..

لا يوجد لدى من يطلق هذه العبارات تقبل لرأي الآخر ولا مناقشة ولا الفهم لما يخالفهم ..( نعم هناك ثوابت لدين الله سبحانه لا يجوز المساس بها وهي ثوابت معروفة لدى كل العلماء والبشر ... ولكن هناك أمور إجتهادية ليست من الثوابت وهذا مااقصده )

رأيك احترمه ولكن أخالفه ... لا ألف لا ..
رأيك لا أحترمه لأنه رأي كافر أو علماني أو شيوعي أو لبرالي ... نعم .

الرفض .. الرفض .. الرفض ... لكل صاحب رأي أو فكر ..

والكثير ..
***************************

خطبة الجمعة ..

( اللهم عليك باليهود ومن هاودهم .. والنصارى ومن ناصرهم .. اللهم اجعلهم غنيمة للمسلمين ..وأقتلهم عددا ولا تبقي منهم أحدا )


دعاء يتردد في كل خطبة جمعة عند الأغلبية الساحقة من الخطباء ..

( اللهم اقتلهم عددا ولا تبقي منهم أحدا ..)

دعاء شامل ، لاستثنى أحداً .. لا امرأة ولا طفل ولا عجوزاً .. فالكل سواسية .. والكل دمائهم حلال ... ومالهم حلال ... ونسائهم حلال .. ومساكنهم حلال .. لأنهم ( كفار )

(( عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... أوصى أحد قادته عندما أراد الغزو بأن لا يهدم صومعة ... ولا يقتل طفلاً .. او إمرأة او شيخاً ... او عابداً ولا يقتلع شجرة ولا رجلاً لم يحارب ... هذا وهو من افضل الصحابة والبشر كان رأيه تجاه من يدينون بدين غير الإسلام ... ))

أليس عمر بن الخطاب معلماً لنا ،بكيفية التسامح والرأفة ؟!
أليس عمر بن الخطاب هو أعلم الناس بعد الرسول بدين الله ؟!

عمر بن الخطاب أعطى درساً لكل متعصب جاهل .. بأن الإسلام هو سلام ورأفة ، وتسامح ... وليس دين قتل ودماء ونساء تسبى ...

ولكن الخطباء ... يشوهون صورة الإسلام بخطبهم الداعية إلى قتل غير المسلمين .. ويصورون الإسلام بأنه دين كراهية ورفض لغير المسلمين ..

فالإسلام بعصر الرسول الكريم وعصر صحابته ومن بعدهم ، دين رأفة ورحمة ، اليهودي والنصارني كان يمارس عبادته بدور العبادة بحرية دون خوف من قتل أو حرق أو تشريد ولم يكن أحد ينكر عليه حتى الإنكار فعله وعمله ... مطمئن بأن المسلمين علمهم إسلامهم احترام عبادته وحرية معتقده ..

( أين الرسول وصحابته من هذا العصر وكل خطيب يدعوا بالويل والثبور لمن هم من غير المسلمين )

فا الخطباء شوهوا صورة الإسلام مالم يستطيع المبشرين فعله ..
فأصبح لدى الآخرين فكرة عن هذا الإسلام بأن دين دماء وقتل وتفجير وسيوف مسلطة على رقابهم ...


** أعجبني عمرو خالد بإحدى محاضراته عندما ذكر بأن خطبة الجمعة ليست امرأة وحيض ونفاس والتذكير بتقوى الله وسرد الآيات والأحاديث ..
وبما ذكره بأن خطبة الجمعة هي منبر إعلامي تنويري تربوي توجيهي لا تعتمد على قال الله وقال رسوله فقط .. بل يجب أن تعايش عصرنا الحاضر وما يستجد به وما يطرأ على الحالة العامة شاملة اقتصادية واجتماعية وسياسية وكل مايهم الفرد بدنياه ... وترك الخطب التي تتحدث عن احكام وفرائض لأنها معروفة ومفهومة لدى كل المسلمين ..
وما ذكره أيضا ... يجب إعطاء الخطباء دورات تأهيلية وتثقيفية شاملة كيفيه إلقاء الخطبة دون إصدار النواح والعويل والدعاء بالويل والثبور ..
لأن الإسلام يشمل كل ما يخص الفرد بجميع نواحي حياته ...

والكثير ...


********************

وبعد ...

هذا رأيي .. وقد يأتي من يتهمني بالعلمانية والزندقة والكفر والظلال ..
ومن سوف يأتي من يتهمني بالجهل وبأنني جاهل وأنني إمعة ...
وأعلم علم اليقين بأن التهم والتشنيع وإطلاق الكلمات المسيئة ستصدر ..

ولكن ...
أنا لي فهم وأدرك ..
ولي عقل يميز ..
ولي رأياً وفكراً استمديته من هذا الدين دين الإسلام دين السماحة ..
دين الرأفة والرحمة ... دين الفكر والاجتهاد ... دين العدل والمساواة ..
دين اليسر والتيسير ... دين الرأي .. دين العلم والعرفة ..
هذا هو ديني هذا هو إسلامي ...

وليس دين القتل .. والتفجير ... والتكفير .. والعنصرية .. ورفض الرأي والفكر .. والتعصب .. دين الانغلاقية .. دين الجمود ..دين علماء الفتاوى الواحدة ...


هل كفرت ؟!

أجيبوني ...