[align=right]
بعد الزفة والسلام على الحاضرين وتلقي المباركات بمناسبة زواجه،أخذ الزوجة فارعة الجمال إلى عش الزوجية .. كان كالطير المحلق حالم هائم في فضاء الأضواء فهذا يومه الاستثنائي وعيون الحاضرين كانت مجتمعة عليه فمن غير المعتاد أن يعيش بطولة كهذا.. يالها من فرحة ويال جمال الاضطراب الذي خلط الفرحة بالخوف وجمع العالم من حوله كبيرهم قبل الصغير .. يقول هل تفهم معنى أن تشعر بمحبة الناس لو للحظات؟! مع أن محبة الناس ليست مرهونة بحضورهم لأفراحنا وهذا الأمر يحتاج لنقاش طويل .. ماااعلينا..
أقفلوا باب المنزل عليهم وكل منهم لا يملك زمام مشاعره ولم يعتد على جرأة النظر في عين الآخر ..فالأفكار تعج بفضاء الغرفة والتباس الخيال والشرود يتفرج عليهم لذا يلتزمون الصمت ويتحركون ببطء وهم مقتنعين أن الوقت كفيل بحل أزمة الرهبة وأن هذا الأمر طبيعي ويحدث مع كل الناس ..برضو مااااعلينا
اليوم التالي كانوا يتحدثون بهمس لأن كلاهم يريد لصوته أن يكون جميل ولطيف على أذنا الآخر..كان كلامهم خاضع لمجاملة تحتمها العلاقة مع أن المجاملة المطلقة لن تدوم على أغلب الأحيان ولكنها محمودة وطبيعية.. يمتدحون بعضهم بطرق غير مباشرة وهذا نوع من أنواع الغزل المبطن فالجرأة محالة جداً في وقتها .. أيضاً ماعلينا ..
ركبوا السيارة متجهين لمكة ..ليس لأن مكة شرّفها الله مباركة وستكون هذه الزيجة مبنية على مباركة الذهاب إلى مكة لا أبداً ..فهذه الأفكار صوفية ويستحيل التفكير هكذا في بريدة ..ولكن جرت العادة أن يكون شهر العسل من الطائف إلى مكة ومن ثم جده والمدينة فالعودة إلى البيت !وهذا عُرفْ تقليدي متبع ..
في السيارة مختليين ببعض والطريق مظلم عدا بعض الومضات القوية التي تأتي من السيارات المعاكسة .. الزوجة تشعر بشيء من الخوف الذي يجبرها على الاحتماء بأقرب رجل تثق به ..وهذا زوجها والرجل الجديد في حياتها ..لذا تتغير نبرة الصوت بناءاً على حالتها النفسية ويكون بالنسبة لها كالجبل الذي يعصمها عن البرد أو كالحصن الحافظ من الذئاب الضالة ..هنا تكون أقرب إليه ولا يمكنها منع نفسها من محاولة الالتصاق بالرجل ومع كل فكرة مخيفة من هذا الطريق تقترب أكثر لتتحسس وجوده بقربها سواء بكتفها أو بكلمة تقطع حالة الصمت ليتحدث وهذا مضاف إلى الرغبة في محاولة فك الكثير من الرموز والتفتيش في العالم المجهول فهذا شريكي ويفترض أن يكون حبيبي الشرعي .. وهو كذلك يفكر كيف يسألها وعن ماذا وكيف يبدأ في تفنيد الأسئلة فهي مزدحمة وكلٌ منها يوّد الخروج قبل الآخر .. فالأسئلة لها أصول وطريقة طرحها تعكس شخصية السائل وتعطي انطباع شبة كامل عن الأهداف المختزلة في عقل صاحب الأسئلة !
من البديهي أن يشعر الرجل بخوف المرأة وهي الفرصة الأكبر لاستعراض البطولات ومواقع القوة مع أن أغلب بطولات الرجال أمام النساء تكون من وحي خيالاتهم وأمانيهم !والرجل يحب الحديث عن نفسه أمام المرأة ، خاصة المرأة التي يود التقرب إليها فيحاول جذبها وإخضاعها لتكون أحد جماهير البطل المزيّف !
كان يفكر ويحاول تحوير الكلام باتجاهات تكشف له مواقع ما يثير إعجابها بالرجل ليخبرها أنه يمتلك كل ما يعجبها ..
بينما كانوا يتحدثون عن الاهتمامات والميول والهوايات والمواهب التي يمتلكونها .. خطر ببال الزوجة سؤال!!! صعب ولا أحد يستطيع الفهم كيف ومن أين أتاها الوحي الذي أمرها بسؤال كهذا !
قالت: ألا ما قلت لي وش تشجع ؟
فجاءت إجابته سريعة كالبرق ومن غير تفكير وتحري للصدق والثقة بالنفس ..
قال : هلال !
هو مذ خلقه الله لم يلعب الكرة ولا ينتمي لأي نادي ولا يفهم بالمباريات أبداً ..فقط كان قد سمع مرة أن البنات يعشقن الهلال ..واللون الأزرق !
ومن ذاك اليوم الذي أجاب فيه على سؤالها .. لم يفوّت أي مباراة على التلفزيون ويخشى أن تسأله يوماً عن نتيجة مباراة أو أن تحدثه عن تحليل رياضي فاته !!
[/align]
[align=right]
رحم الله الرجال الحقيقيين ومااااعليناااااا .. لكم أطيب تحية ،،
[/align]