في ليلة من الليالي الحارة والتي لا تعرف ( يمه ارحميني ) فدرجة الحرارة تقفز بكل احتراف إلى الخمسين وبعد مشوار قصير بالمسافة طويل بالمدة فالسيارات قد تكدست عند المجمع التجاري المجاور لمنزلنا والنساء يخرجن من كل مكان من أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي يهرولن إلى السوق الذي فتح أبوابه على مصراعيها ترحيباً بقدوم عيد "مفاجئ" وكأنهن للتو يعلمن بقربه!
فواحدة تمسك بيد بنتها مسرعة لتحجب نظراتها الطفولية وأخرى تمشي مع أختيها والضحك يخرج من جلبابها وأخرى تمشي وتتمايل وتشق طريقها باعتزاز بين السيارات الواقفة! وهي تستمع وتتلذذ بالكلمات والنظرات التي ترمى لها فترخي أذنها ويستجيب جسدها -الذي أرخصته- لكلمة تارة وتعرض وتنظر باحتقار تارة أخرى!!
وذهني قد قسم رأسي إلى نصفين متساويين نصفٌ يفكر في كيفية الخروج من هذا المأزق وآخر يسرح ويمرح مع حال تلك النسوة! لم يمضي وقتاً طويلاً في الانتظار حتى استخدمت مهارتي الفائقة في الهروب من (Traffic jam) فامتطيت صهوة الهيلي ( الهايلوكس ) أو حمـيّر الفلاليح كما كانت وما زالت تسميه أمي (حفظها الله) فصعدت على رصيف الشارع المحاذي لمواقف السوق والذي ما زلت مصر على أنه وضع للزينة ولإضافة شئ من الديكور للسوق متجاهلاً النفوس البشرية والخلق بأجمعة الذي صرف أعينه عن النساء والبنيّات وبدأ يُحلق بي وينظر إليّ بكل إعجاب وغبطةّ وإن كان بعضهم ينظر لي نظرة احتقار وازدراء أظن دافعها الغيرة والحسد التي لم يسلم منها أحد في هذا الزمان وكعادتي في حب الانتقام كافأت كل من نظر لي باحتقار بفحطة صغيرة تنثر حفنة من التراب على وجه سيارته وأنا أبدل تعشيقة الهيلي واضعها في الثاني كل ذلك فوق الرصيف الصغير فلا داعي للقلق فمهارتي وخبرتي العريضة تسمح في ذلك حتى وصلت إلى عنق الزجاجة!
فهناك حفرية صغيرة قد سدت المسار الثاني من الطريق جعلت الناس ينتظرون ولوجهم لمسار واحد فبعضهم يتعازمون بكل احترام كلٌ يدفع جاره ليسبقه في الدخول إلى المسار وبعضهم يتسابقون للدخول حتى تتلامس هياكل سيارتهم ببعضها والغالب دائماً هو الجزوم ومن ليست لدية سيارة يخشى عليها
كل ذلك لا يهمني ولا يعنيني بشئ فانا امتطي صهوة هذا الجواد الشجاع الذي لا يخشى خدشاً ولا ضرباً ولا كدمات فاعترضت بسيارتي –إن صح التعبير – وأنا انظر إلى تلك الحشود الواقفة باحتقار وأقول في نفسي من كان لديه حيله فليحتال و استوقف نظري ذلك الرجل الأربعيني الذي كان يحدق بي بشراهة فكافأته هو الآخر بفحطة هي أكبر من صويحباتها فالناس مقامات! بدأت أشق الحواري متباهياً بذكائي وحسن صنعي وأنا أكبس نور الهيلي عند كل تقاطع واحذر بـ البوري الصاخب كن من تسوله له نفسه بالتطفل على طريقي!
حتى وصلت منزل أهلي ودخلت الغرفة التي كانت غرفتي! ولكن إخوتي الصغار توارثوها ليلة زواجي ليس حباً في الغرفة ولكن انتقاماً وتشفياً مني رغم أني كنت أحسن المعاملة معهم حسب ما أظن
هاجت بي الذكريات وصرت أسبح في ماضي حياتي في هذه الغرفة, هذا المكتب الذي كان يمتلأ بجهاز الكمبيوتر وتلك الشاشة التي أضع عليها حاجز الأشعة ولوحة المفاتيح والطابعة! أين الطابعة؟! لم يعد لها أثر! لم أجد سوى لاب توب صغير لأخي الصغير وبدأت اقلبه وانظر إليه وما لبثت طويلاً حتى فتحته وبدأت استخدمه بكل راحة ضمير فان كنت استخدمت جهازه الصغير للحظات قصيرة فقد استخدم غرفتي الكبيرة للحظات طويلة! فالفرق شاسع! حتى سولت لي نفسي اخذ الجهاز لولا زهدي فيه! ولكن لا بأس دعني أتجول في الانترنت وأتذكر تلك الأيام الخوالي. منتدى بريدة نعم منتدى بريدة هكذا فكرت مباشرة يا ترى كيف حاله وما هي أخباره ؟! لم لا أزوره وأراه ولكن كيف؟! فذاكرتي لا تسعفني بتذكر رابطه! قوقل نعم قوقل أو الشيخ قوقل كما أحب أن اسميه ذهبت مباشرة إليه وقلت يا شيخ قوقل عطنا بريده - هل تقصد منتدى بريدة
- كل يوم يزيد إعجابي بك يا شيخ قوقل نعم أريد منتدى بريدة
- هل تريد منتدى بريدة سيتي أو منتدى بريدة نت أو منتدى بريدة؟
- يا شيخ قوقل كلها منتديات نافعة ومفيدة وفيها خير كثير ولكني أريد منتدى بريدة أول منتدى لبريدة حسب ما أعرف منتدى احمل فيه الكثير من الذكريات وله مكانه في نفسي!
- يا هذا انا باحث إلكتروني ولست أخصائيا نفسياً لأبحث في جوانب قلبك عما تريد!
- عفواً يا شيخ قوقل المعذرة ولكني أريد منتدى بريدة الذي كان لونه أزرقاً ثم صبغ باللون البني أو البيج لست خبيراً بالألوان الذي فيه المجلس والاستراحة وخيمة الشعر ونادي الفروسية.
- قلت لك أنا باحث في المواقع الإلكترونية ولست خبيراً عقارياً ألا تفهم؟
- بلا أفهم أفهم ولكن أرجوك أنت أن تفهمني يا شيخ قوقل هو منتدى إلكتروني كان يكتب فيه الشقردي وأبو تركي والبارق وتقهو "فريد" والأصيلة وبقايا نزف وقم بس قم.
- قم بس قم لقد أثرت الغبار على وجهي هذه أسماء قديمة كانت تكتب قبل ظهوري!
- يا شيخ قوقل بل هذه أسماء عطرت القارئين بأطيب العطور وأزكاها بذكرها, تلك الأقلام التي كانت تسطر الإبداع في المنتدى و مازال أثرها باقياً حتى الآن
- قال يا هذا ما تريد مني فلدي الكثير من الباحثين الجادين!
- رويداً رويداً يا شيخنا الجليل ألا تعرف الرمادي و فيمتو وسلطانكو المغترب والسعودي وتقهو "فريد" وماجد الأول والزعيم.
- الزعيم الزعيم ... هل تقصد منتدى الزعيم ؟ الذي يخص نادي الهلال؟
- لا لا يا شيخ قوقل أريد منتدى بريدة الذي يكتب فيه الزعيم
- عرفت عرفت زعيم وبريدة حتماً تريد منتدى الرائد "رائد التحدي" زعيم القصيم؟
- لا لا أريده أريــ...
- كيف لا تريده وهو الأول في نقاطه متساوياً مع الهلال والاتحاد وفاز على الشباب بأرضه بهدفين؟
- أعرف ذلك ولكن يا شيخ قوقل أرجوك ساعدني أريد منتدى بريدة الذي يديره الآن أ.جلوي الشقير بكل مهارة وإتقان وهو خير خلف لخير سلف أ.عبد الله الحلوة
- عرفته عرفته فهو أشهر من نار على علم سأعطيه إياه ولكن بشرط أن لا تطلبني مره أخرى.
- موافق موافق قلتها والفرحة تتطاير من شفتي وأنا أكتبها في الكيبورد أعطني إياه ولا أريد شئ بعده!
ـــ هذه مداعبة بسيطة لأغلى منتدى على قلبي منتدى بريدة بعد غياب طويل عنه واشتياق شديد له ولأهله تقمصت في بدايتها شخصية بسيطة لا تمتني بصله ولكن من بعض ما أشاهد في الشارع وكذلك بعض الاستعراض لحال المجتمع أتمنى أن تحوز على رضاكم متشكراً لكم إضاعة وقتكم الثمين في قراءة هذه الشخابيط هههه