بين يدي رمضان ..
وها نحن نحط رحالنا على عتبات هذ الشهر الكريم .. نسماته تذكرني بنسمات تلك المدينة المباركة يوم أن زرتها .. لقد استنشقتُ – إي والله – هواء لا كالهواء بل شممت عطرا ينبعث من ثناياها ولمّـا أصلها .. إنها مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
لن أبتعد عن رمضان إنما قسنا عذوبة الزمان التي نحن بصددها الآن بما وجدناه من عذوبة المكان آنذاك ..
قف ؟؟!!
أمامك رمضان .. الهبة الإلهية ..
أتظن حالك فيه سيبقى كما هو الآن .. أنت محروم إذاً ..!!
كأني برسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطبك وأنت تسمعه وهو يقول آآآمين .. !!
وينزل من على منبره لتسأله : مابالك سمعناك تقول آآمين .. !!
ليقول لك الأمين صلى الله عليه وسلم " قال لي جبريل : ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ... فقلت آآمين " ..
أراك الآن قد علمتَ الغبنَ فشددتَ على ألاّ يفوتك ..
قف ؟؟ !!
أمامك رمضان أيها العاصي ..
أمامك مغتسل يُذهب ما بك من درن ..
أأثقلتك ذنوبك ..؟ دونك هذا الشهر الكريم .. واسمع لحبيبك وهو يقول لك .. نعم يقول لك أنت بالذات .. " ورمضان إلى رمضان : مكفرات لما بينهن "
لقد استرحتُ أنا الآن بهذا فهل استرحتَ أنت ..؟؟!!
قف ؟؟!!
أمامك رمضان أيها المقل ..
لقد شُغلتَ وشغلتك الدنيا لا محالة .. وكذا أنا .. وهو .. وهي .. وكثيرون ..
لكن أمامي وأمامك ما يضاعف الرصيد أضعافا لا تُتخيل .. إنه رمضان ..
قف ؟؟!!
أمامك الجنة .. نعم اسمع معي لهذه الأحاديث لتعلم أنه – أي رمضان – باب للجنة ..
"هذا رمضانُ قد جاءكم، تفتح فيه أبوابُ الجنة، وتغلقُ فيه أبواب النار، وتسلسلُ فيه الشياطينُ "
"من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان ؛ كان حقا على الله أن يدخله الجنة ؛ جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها "
" من لقي الله لا يشرك به شيئا يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان غفر له "
قف ؟؟!!
أمامك محطة التصفير ..
ستعود صفرا من الذنوب ..
قال حبيبي وحبيبك صلى الله عليه وسلم :
" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "
والليلة العظمى أمامك فانتبه !!!
" إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم "
لقد شرفت الأرض بكلام الله فيه :
قال الحق : " شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن "
وقال حبيبك المصطفى :
" أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان "
وهنا أنت بين ثنتين فاسمع ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة "
..
وبعد يا صاح .. تلك المغانم ولمّـا نستوفيها لك .. ما تُراك فاعل به .. أتسلمه للقنوات !!؟
أم للنوم والملهيات .. أم قد اعتدتَ فيه على معاقرة الملذات ..!!؟
كم ضيعت من سِنيك وأيامك فهذا مغنمك .. أتتركه لـمّـا يضرك في عاجلتك وتندم به في آجلتك ..
صدقاً.. قلها .. أو أسرّها في نفسك .. كم ضيعتَ من رمضان .. ؟؟
يا مغبون .. فلا يضيع منك هذا .. أنت محتاج لكل نَفَسٍ فيه ..
إن ضاع فيه نهارك فلا تُضع فيه ليلك .. وإن ضاع ليلك فلا تُضع فيه نهارك ..
هذه مائدة الرحمن بُسطتْ لك فلا تمدنّ يدك لمائدة الشيطان ..
قد قلتُ لك الحق .. وبذلتُ لك النصح .. وأنا واللهِ لك محبُ .. وعليك مشفق
ولو علمتَ ما يتجلجل في صدري من الحسرة على أيام مضى علينا فيها ذلك الشهر ولم نُحسن لبادرتَ .. لكنك ستصل وحينها لا تملك إلاّ أن تصيح في إخوانك من بعدك كحالي هذا ..
محبك /
" بذاتي "
العرض الشجري