ليس سرا ً ، أو شيئا ً ممنوعا ً ، أو مسألة تهدد الامن القومي لا يجوز كشفها ، لو قلت لكم : أن آخر مصدر يتلقى منه المواطن السعودي الاخبار هو الاعلام الرسمي السعودي !
اعتدنا ، منذ ايام اذاعة لندن – نحن وبقية الشعوب العربية – أن نتلمس اخبارنا ونحاول معرفة شئوننا الداخلية عبر أي وسيلة اعلامية لا تكون لها أي علاقة بالاعلام المحلي الرسمي .
في الزمن الالكتروني ، في زمن البث الفضائي والانترنت ، يستطيع أي متلقي بسيط ان يعرف ما يريد من الاخبار ، ويتابع أي حدث يجري في أي بقعة من هذا العالم ساعة وقوعه ... لا .. ليس (ساعة) وقوعه .. بل (دقيقة) و (ثانية) وقوعه ! إذن لماذا لا يزال يتعامل معنا سادة الاعلام الرسمي على اننا الاولاد الذين يصدقون كل ما يـٌروى في حكايات الجدات ؟!
عندما تأتي (أخبارنا) من الآخرين ، سيحدث التالي :
أولا : هذا الآخر سيضخم الخبر .. واذا كان خصما ً سنمنحه فرصة صياغة الخبر بطريقة مربكة ومخيفة وغير حقيقية ... لماذا نمنحه هذه الفرصة ؟!
ثانيا : سنصاب – في الداخل – بالقلق الكبير والارتباك ، لاننا سنشعر ان (المصدر المسؤول) لم يعلن الخبر لضخامة المصيبة .
ثالثا : سينعكس هذا على كل احوالنا المعيشية بشكل سلبي كبير .
اكرر: لمذا نمنحهم هذه الفرصة ؟
لماذا – دائما – نأتي بشكل متأخر لنبيّن الحقيقة ؟
( نفى مصدر مسؤول ... )!
هكذا أعتدنا : ان يأتي " المصدر المسؤول " لينفي ما يٌقال ، بدلا ً من أن يأتي ليقول ما يجب ان يقال .
رغم ان ( ما يقال ) سيصل إلينا – عبر وسائل الاعلام المتعددة والمتاحة – سواءا ً نفى المصدر المسؤول أو لم ينفي !
أقترح إحالة ( المصدر المسؤول ) الى التقاعد !!
العرض الشجري