[align=center]في خضم متاهات العولمة وتخبط معانيها هناك صراع بين الضرورة والكماليات بل ورجحت كفة الكماليات عند الغالبية في كثير من المواضع
وأصبح المقياس الشخصي للفرد هو بمدى وجود هذه الكماليات او بمعنى اصح التقنيات لديه وأصبح الغالبية يعتقدون بمجاراتهم للآخرين أنهم قد أصبحوا أشخاص كاملين لا ينقصهم شيء وأولاد نعمه أسوة بزملائهم حتى لو إن هذه الكماليات كانت على حساب الضروريات في غالب الأحيان وربما على حساب الزوج المسكين أحياناَ الذي تلجأ زوجته بإحضار آخر مستجدات التقنية أول بأول حتى لو براتب زوجها كله وإلا سوف تقع طامة كبرى بعدها
أو بعض الشباب هداهم الله الذي يعمل طوال الشهر لكي يجلب لنفسه آخر موديل جوال أو يقترض لكي يأتي بآخر موديل سيارة وطبعا أيضا أسوة بزملائه…..
وأحيانا تصبح التقنية الحديثة تقاس هي بالكم وليس بالكيف ولا حتى النوعية..
فمثلا نرى أشخاص يسعون لجلب آخر موديل من جهاز محمول معين دون النظر لجودته أو مميزاته بل لأن سعره غالي اما يريدون التباهي به أو الفكرة لديهم انه أجود بلا علم ولا دراية منهم بأن السعر يختلف من شركه لأخرى ويوجد الأقل وبنفس المميزات.
ولماذا أصبح الشيء محاكاة وتقليد وبحث عن الأغلى ؟؟
كنت بالبداية ألقي اللوم على بعض المحلات التي تبيع نفس القطعة بمحل آخر لكن بسعر أغلى فوجدت مؤخرا إن الحق معهم لأنهم يرون نوعيات الزبائن الذين يترددون على المحلات لشراء ما هو أغلى وليس ما هو أجود بل يستحقرون ما قل ثمنه دون الالتفات لمميزاته.
وهناك أشخاص يتحملون ديون ويكابدون أنفسهم مشقات لمجرد أنه يريد أن يسافر لبلد أجنبي مثل فلان او غيره وعندما يعود يتحمل ديون لآخر العمر ربما.
وأيضا أصبح مقياس الفرد بالنسبة للآخرين هو ما لديه من احدث التقنيات والتكنولوجيا وأسعار هذه التقنية بدءا من جهاز الجوال وانتهاء أ بالبلاك بيري مرورا بأنواع أجهزة المحمول وناهيك عن السفريات والدول التي قام بزيارتها .
لماذا وصلنا إلى هذا المستوى المتدني من التفكير؟
ما هو السبب يا ترى بنظركم الذي وصلنا به لهذه الحالة؟
هل هو المجتمع وأفكاره التي تتعلق بالمظاهر وقياساتهم السخيفة؟
أم هي البيئة التي يعيش بها الفرد ويحس بالنقص ويريد إثبات انه أفضل من غيره؟ أو مثله مثل غيره من الأشخاص الذين يحصرهم بمنظاره؟
أم هم الأصحاب من يؤثرون بأفكارهم ونظرتهم الاستخفافية لأصحابهم الذين لا يملكون مثل ما ملكوا فيزداد الآخرين إحساسا بالنقص؟
إلى متى سوف نعيش بالسطحية والمظاهر والمحاكاة واثبات ما نحس بنقصه؟
دنيا غريبة فعلا ومجتمع من غريب إلى أغرب.
الحمد لله الذي خلق لنا قناعات تختلف من فرد لآخر وإلا فنيت بل ولتحولت إلى غابة و ربما مستشفى للأمراض النفسية.[/align]
العرض الشجري