هنا أتنفس الحرية بعمق و راحة ..
أشعر بأنني طفل محبوس ، تمكن من الهرب في يوم ممتعٍ غائم ..
و رفع رأسه إلى السماء فاتحًا كلتا يديه ، ليحتضن المطر !
وكلما ازداد الهطول ، تسامت الفرحة و اتسعت الابتسامة !
بحق ، ما أروع الحرية !
يقولون : أرباب المنتديات ذو أقنعة !
وأعارض هذا الرأي جملة و تفصيلًا !
فهنا الشخصيات الحقيقية !
نعم هو مجهول وهذه ميزة ؛ لأنه سيعبر عن رأيه بصدق و صراحة !
دون خوف من عتاب قريب ،
ولا تضايق صديق ،
ولا تفسير جار !!
إذا أردت أن تعرف ( من أنت ) ، فانظر لأطروحاتك ،
لاهتماماتك في المنتدى و النت بشكل عام .
فهنا اخترت نفسك !
ولم يجبرك أحدُ على شيء !
أي شيء !
بعكس واقعنا البغيض ..
الذي تُسلم فيه راية إدارة المجلس لأطولنا لسانًا !!
أو أقوانا شخصية !
أو من بلغت من العمر عتيًا !
في الواقع تُعامل بحسب وضعك الاجتماعي ..
بحسب عمرك !
بحسب ماديتك !
وتداهن وتداري وتدافع كي يبقى الظن فيك جميلًا !!
أما هنا ، فأنت بروحك !
بفكرك !
بعقلك و بصيرتك .
في الواقع ، ماضيك لا ينسى !
فلو كنت عابثًا وأردت أن تبتدئ صفحة جديدة تكون على قدر من الجد فيها ؛
لا يصدقك الناس !
وتبقى في نظرهم كما كنت !
أما في عالم المنتديات الجميل ، فمجرد تسجيل خروج من إحداها ،
والولوج إلى آخر يعطيك شخصية جديدة ارتضيتها لنفسك !!
في الواقع تحاسب على الحرف قبل الكلمة ،
والخطأ والنسيان و السهو أشياء لا تغتفر ، دون أي مراعاة أو حسن ظن !!
أما عالمنا العذب ( المنتديات ) فالأخطاء تصحح وكل شيء له حل ،
فكم من موضوع أو رد كتبته وهو أشبه بعبث الأطفال
للنفسية السيئة التي كنت أعيشها أو الإنفعال الزائد ..
ويكفيني إرسال رسالة للمشرف المعني ، لتحذف وكأنها لم تكن !!
هذا عدا أنك تختار الأقلام التي تريدها !
والمتصفحات التي تأنس بأصحابها !
فلا إجبار على قرابة بغيضة ، و لا صحبة جامعة تُرغم عليهم !!
آسرٌ إلى أبعد حد ، عالم المنتديات هذا !
ومريح للأعصاب بمعنى الكلمة !
ولا غرو ..
لأن الحواس تتعطل !
فلا ترى صاحب المعرف ،
ولا تسمع حديثه ،
ولا تصافحه ،
ولا تشم رائحة عطره !
ومعروفٌ أن عند كل حاسة تتعطل ، تقوى حاسة أخرى تعوض فقدانها !
فالكفيف سمعه أنقى ،
والأصم بصره أقوى ..
وفي المنتديات تعطلت كل الحواس ، ليقوى ( الإحساس ) !
فيكون التقدير لصدق الحرف- وإن كان مخالفًا لما نراه- ، وعذوبة العبارة ،
و عطاء الروح وليس ملء الفراغ !
وهنا السمو الحقيقي في تصنيف الناس !
توافقونني ؟
العرض الشجري