يَا تُرَى مَنْ سَيَقْرَؤُنِي فِكْرًا مُجَرَّدًا مِنْ تبَعَاتِ النَّفْسِ ؟!
وَ مَنْ سَيُنْصِفُ السَّطْرَ إِدْرَاكًا وَ مَنْ سَيَخْذِلُهُ ظَنًّا آثِمًا ؟!
أَتَعْلَمُون ..!!
لا تَعْنِينِي الظُّنُون المَرِيضَة النَّاجِمَة عَنْ أَثَرِ مُخَلَّفَاتٍ عَقْلِيَّةٍ عَمْيَاء
لا تَرَى سِوَى حَدّ ظِلِّهَا
بِقَدْرِ مَا تُثِيرُنِي الاعْتِقَادَاتُ الجَازِمَة المُنْسَكِبَة مِنْ تِلالٍ فِكْرِيَّةٍ شَامِخَةٍ
تُبَارِي الكَمَال
تَنْتَصِرُ أَحْيَانًا وَ أَحْيَانًا أُخْرَى تَنْتَصِرُ ..
الله عليها .. عَقْلِيَّةٌ تَرَاهِنُ عَلَى انْتِصَارِهَا مَهْمَا تَكَالَبَتِ المَعَارِكُ
وَ مَهْمَا حَمَى وَطِيسُهَا
تِلْكَ العَقْلِيَّة ذَات نُفُوذٍ عَظِيمٍ يَمْتَدُّ إِلَى أَبْعَدِ أُفُقٍ ..!!
.
.
.
طِيب / ؟؟؟!!! سُؤَال
مَا هُوَ أَبْعَد أُفُقٍ ؟!
جَوَاب / المُبْدَأ هُوَ أَقْدَسُ مَعْنَى لآفَاقِ الحَيَاةِ الإِنْسَانِيَّة
وَ هُوَ الحَدُّ الفَاصِلُ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ الحَيَاة الحَيَوَانِيَّة
فَلَوْلا المَبْدَأ لأَصْبَحْنَا أَجْسَاد خَاوِيَّة تَمْشِي الهُوَيْنَى فِي دُنْيَا يُحِيطُهَا الدَّم
وَ لَوْلا المَبْدَأ لافْتَرَسَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا الآَخَر بِأَنْيَابِ الجَهْلِ الحَادَّة المُلَوَّثَة بِمَادَّةِ الحِقْدِ السَّامَّة
وَ لَوْلا المَبْدَأ لَسُفِكَتِ الأَخْلاق وَ انْتُهِكَتْ حُرْمَتُهَا
وَ لَوْلا المَبْدَأ لانَشَغَلَ كُلٌّ مِنَّا بِالآَخَرِ وَ لَكَانَ هَمُّهُ الأَوْحَد
وَ لَوْلا المَبْدَأ لَمَا عَرَفَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ / قُدَرَاتِهِمْ / مَيُولَهُمْ
أَرَأَيْتَ يَا مَبْدَأ كَمْ مِنَ الأَهَمِيَّة تَحْمِلُهَا
أَرَأَيْتَ .. لَوْلاك .. وَ لَوْلاكَ .. وَ لَوْلاكَ !!
لَكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ أَصْنَافَ البَشَرِ الـ/ قَتَلُوكَ غَدْرًا وَ مَشَوْا بِجَنَازَتِكَ نِفَاقًا
لَكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ أَحَدُهُمْ وَ هُوَ يَتَبَجَّحُ أَمَامَ الجَمِيعِ
وَ يَدَّعِي أَنَّكَ مُسَيِّرُ حَيَاتِهِ وَ حَاكِمُ مَنْهَجِهِ التَّعَامُلِي مَعَ ذَاتِهِ قَبْلَ الآَخَرِينَ
وَ هُوَ بِذَاتِهِ الـ/ تَآَمَرَ وَ رُوحُهُ الأَمَّارَة بِالشَّرِ فَحَكُمُوكَ إِعْدَامًا
وَ لَكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ مَعِي تِلْكَ الأُنْثَى الـ/ لا تَحْمِلُ مِنْ مَعَالِمِ الأُنُوثَة سِوَى الضَّعْفِ ..
الصَّمْت .. الانْتِشَاء بِمُجَرَّد أَنْ يَنْثُرَ لَهَا آدَمُ حَبَّةَ [ حُب]
فَهِي لا تَرَى نَفْسُهَا سِوَى أُنْثَى بِلا فِكْرٍ .. رَكَنَهَا اعْتِقَادُهَا عَلَى هَامِشِ الحَيَاةِ
الغَرِيبُ أَنَّهَا لا تُدْرِكُ المَبْدَأ إِلا لَفْظًا
لِذَا فَهِي تُرَدِّدُ كَالبَّبَغَاء أَنَّهَا عَلَى مَبْدَأٍ وَ نَهْجٍ وَ مَسَارٍ
وَ هِيَ فِي الوَاقِعُ أُنْثَى مَعْصُوبَةُ الفِكْرِ مَعْطُوبَةُ العَقْلِ
نَاهِيكَ يَا مَبْدَأ عَنْ ذَاكَ الرَّجُل الـ/ عَجَنَكَ ذَاتَ وِسْوَاسٍ خَنَّاسٍ مَعَ عُصَارَةِ الخُبْثِ الخَارِقَة
وَ بِكُلِّ قُبْحٍ يَتَآمَرُ مِنَ الخَلْفِ لِيَطْعَنَ [ مَنْ لَمْ تَرْتَضِيهِ رُوحَهُ حُبًّا ]
الأَمْرُ الأَشَدُّ قُبْحًا أَنَّهُ يَتَبَاهَى بِكَ يَا مَبْدَأ وَ كَأَنَّكَ دُسْتُورَه !!
وَ كَثِيرٌ وَ كَثِيرٌ وَ كَثِيرٌ مِنَ الصُّوَرِ الـ/ أَجِدُنِي أَمَامَهَا عَاجِزَةٌ عَنِ البَوْحِ
فَهِيَ أَصْعَبُ بِكَثِيرٍ مِنْ أَنْ يُدْرِكَهَا عَقْل أَوْ يَسْتَوْعِبَهَا وَاقِع
المُرِيبُ حَقًّا أَنْ تَجِدَ الغَالِبَ مِنَ النَّاس وَ رَغْم انْتِشَار نَظَرِيَّة الأَقْنِعَة
الـ/ تَتَلَوَّنُ وَهْمًا إِلا أَنَّهُمْ لا يَرَوْنَ عَدَا المَلامِح !!
[ يلا هي دنيا و هـ/ تعدِّي ] !!
وَ فِي الخِتَامِ أَلْف رَحْمَة عَلِيك يَا مَبْدَأ !!!