هناك مقولة لأحد المفكرين الغربيين يقول :
Misery is almost always the result of thinking
وتعني : أن البؤس والشقاء هو نتيجة حتمية للتفكيـر
هي ليست دعوة لتعطيل هذه المنحة الربانية التي أكرمنا الله بها وهي ( العقل ) !
ولكن التفكير دائماً وفي كل شئ .. الذي من شانه أن يفقدك سعادة اللحظة الآنية هو خطأ فادح
أستطيع القول أن التفكير في كل شئ خصوصاً عندما يصحبه شيئاً من التشاؤم هو مرض نفسي نحتاج معه إلى علاج ذاتي وتدريب للنفس على الخروج من هذا النفق المظلم الذي يكدر صفو الحياة العادية ! بل أنه أحياناً نحتاج إلى تدخل خارجي من طبيب نفسي مثلاً !
إذاً .. أغلبنا مرضى نفسيون !
فالإنسان الطبيعي خصوصاً ( العاقل المدرك لعواقب الأمور ) يعاني من هذا الأمر !
فكل خطوة يخطوها أومشروع ينوي القيام به فهو يفكر مليّاً قبله وبعده وربما في أثناءه !
يفكر فيه لحظات فراغه .. وفي خلوته مع نفسه .. وقبل نومه .. بل وربما ترواده الأحلام والكوابيس أثناء نومه نتيجة للتفكير العميق والمبالغ فيه ! لدرجة أن ذلك أحياناً يؤثر في مزاجه وسلوكه اليومي !
باللهجة العامية نسميه ( إنسان " يزْمل " لكل أمر ) مهما كانت تفاهة هذا الأمر !
فالليلة التي تسبق سفره مثلاً أو ليلة الأمتحان .. نجده يقلق لدرجة لايمكنه النوم !
ومن سمات هؤلاء : الصلع المبكر و الشيب المبكر ويشيخون قبل أوانهم وتصاحبهم الأمراض طيلة حياتهم كالقلون العصبي والهضمي والسكري والضغط ( حماكم الله منها وشفى أصحابها )
بالمقابل هناك أشخاص .. لايعنيهم ذلك كثيراً .. فالنوم يداعب جفونهم في كل وقت ..
( تباركـ الله ) حتى لو كان الأمر يستحق القلق فعلاً !
هنا أتذكر بيتاً ً من قصيدة للشاعر محمد الاحمد السديري الذي يقول :
( المستريح اللي من العقل خالي .. ماهوب مثلي في لجّات الهواجيس غطـّـاس )
وإذا كنت عزيزي القارئ من أولئك الذي يفكرون كثيراً ( يزْملون ) فحتماً أنه قيل لك يوماً ما : ( لاتهتم وطنـّـش وخلّها على ربك ) لكن تأكد أن الذي يقول لك ذلك .. هم من أصحاب المجموعة الثانية ولم يعلم أن هذا الأمر ليس بهذه السهولة وليس بيدك ولابيده ويحتاج إلى تدريب نفسي كبير .
إلى اللقاء
طــنـّـش تـعــش .. تـنـتـعش !!
العرض الشجري