أكد العلماء أن البعد عن الحبيب يملأ القلب بالمودة والشوق الدائم لرؤيته. فقد اكتشف الباحثون أنه كلما قضى الرجل وقتا أقل مع شريكته, وجدها جذابة أكثر وازدادت رغبته في رؤيتها وإقامة العلاقة العاطفية معها مجددا. وأوضح علماء النفس في جامعة فلوريدا الأمريكية, أن هذه الظاهرة التي تقتصر على الرجال دون النساء.وقام الباحثون في دراستهم بتقييم سلوكيات 304 رجال ألمان وأمريكيين, تراوحت أعمارهم بين 17 - 71 عاما, جميعهم التزموا بعلاقات واحدة استمرت من شهر واحد إلى 38 عاما, وراقبت عدد الساعات التي مرت منذ آخر علاقة عاطفية مع شريكاتهم, وعدد الساعات التي قضوها معهن منذ ذلك الحين, ومشاعر الانجذاب نحوهن وأظهرت النتائج أنه كلما قضى الرجل وقتا أقل مع شريكته بعد إقامة آخر علاقة عاطفية معها , كلما شعر بانجذاب أكثر نحوها ورغبة أكبر في إقامة العلاقة مجددا . وقام باحث بريطاني يدعى د. اندرياس بارتلز بإجراء تجربة على 17 امرأة ورجلا من الذين وصفوا أنفسهم بأنهم في حالة حب, حيث طلب منهم التطلع في صورة الحبيب ثم التطلع في صورة صديق عادي لا يكنون له سوى مشاعر الصداقة, ولاحظ د. أندرياس أن فحص الرنين المغناطيسي الوظيفي أظهر غزارة في تدفق الدم الغني بالأوكسجين إلى المناطق الدماغية المسؤولة عن المشاعر الإيجابية, ومنها عاطفة الحب الرومانسي عندما ينظر هؤلاء المحبون إلى صورة الحبيب بينما كان تدفق الدم بسيطا عندما طلب منهم التطلع إلى صورة الصديق. وقد فسر د.أندرياس هذه التجربة, قائلا إن مشاعر الحب تبدأ في المخ, وإن القلب مجرد عضو يتأثر لاحقا بالتفاعلات الطبيعية العصبية والهرمونية التي تبدأ في المخ, وبالتالي فإن صورة السهم الذي يخترق القلب والتي تجسد الصورة الكلاسيكية للحب ليست لها قيمة الآن.
العرض الشجري