نظرة – متأملة – بسيطة لمجتمعاتنا وتكوينها مقارنة بالمجتمعات الأخرى ..
نكتشف بكل بساطة أنَّنا لا نملك ( شارع) ..
بالمناسبة لدينا أكبر الشوارع والأرصفة في العالم لكنها بدون ( حياة ) ..
حينما تسير في شارع يوكوهاما في اليابان.. أو في حي الحسين في القاهرة.. أو شارع الحسن الخامس في الدار البيضاء.. أو أرصفة الحي اللاتيني في باريس.. أو ساحة بيكادلي في عاصمة الضباب ..
هناك ترى الحياة والتفاعل الإنساني والالتقاء البشري يدبُّ فيها ..
ترى ملامسة فكرية تعددية إنسانية فنية تجوب أرجاء تلك الأرصفة ..
بينما في أحياء الرياض أو جدة أو الشرقية نحن محشورون في علبنا الحديدية نسير متوتـِّرين .. حتى يفرغ المشوار أو يفرغ الوقت أو يفرغ البانزين ..
لا يهم بالنتيجة انتظار الانتقال من الفراغ للفراغ هو المحك !
والكل ينظر للأخر في اشمئزاز وفضول صامت وغريب ..
ولا تجد ادات تواصل مُفعَّلة سوى ( الأسنان الزرقاء ) تجوب الشوارع بحذر في اساليب تواصل وتعارف مشوهة ..
نحن مجتمعات مصنوعة ... محشورة في علبة الخصوصية وملصق علينا تغليفة جميلة ولكنها منتهية الصلاحية .. اسمها ( الترابط الأسري ) ..
باختصار: الشارع نقطة بداية في الانتماء والتواصل والحوار والمشاركة
ولذا نحن لم نبدأ بعد !