
للحياة معان كثيرة، والفطن من يتلمس معانيها ويحيا متلذذا مستمتعا بأجملها:
فراشة .. جميلة:
تتقافز بين زهرة وأخرى.. تطير بخفة ورشاقة، ما ان تحط على زهرة حتى تتجه الى اختها.. تمتص الرحيق.. تتنشق العبير.. تفتن بجمال الالوان.. مأخوذة بالروعة والتناسق.. سعيدة بطيرانها.. برشاقتها.. بذوقها.. بنفسها.. تلك هي الحياة!
طائر.. صغير.. جميل:
ألوانه زاهية.. صوته رائع.. يطير من غصن الى غصن.. ومن فرع الى آخر.. عيناه صغيرتان.. لكنهما تنظران الى ابعد الآفاق..يطير.. ويطير.. ويرتفع.. يفرد جناحيه، ويطبقهما بقوة.. بعزم.. بخفة.. برشاقة.. ويرتفع.. يقارب عنان السحاب.. أو اطراف السماء.. يطير في غبطة.. في حرية.. يندفع في سعادة.. في حرية.. ويسمو .. ويرتفع.. ويسمو.. ويرانا من علو.. تلك هي الحياة!
عود خشبي:
قصير.. صغير.. وحيد.. ملقى في وسط مياه البحر.. الكبير المترامي.. تقلبه الأمواج بقوة.. تتقاذفه بصرامة.. تتدافعه في عناد.. لكن ما ان يغوص في اعماق البحر حتى يرتفع.. ويطفو من جديد.. وما ان ترمي به الأمواج الى الوراء حتى يندفع.. ويتقدم الى الامام.. صغير.. في حجمه.. دقيقفي تكوينه.. كبير في معناه.. عظيم في مضمونه.. يتعلق به الغريق إذا رأه.. يقف عليه طائر النورس، فإذا هو أجمل المناظر.. عود صغير.. سعيد بنفسه.. بعزمه.. بإصراره.. تلك هي الحياة!!
ورقة... من أوراق الشجر:
جافة .. هزيلة.. قد شحب لونها.. وضعفت قواها.. وانطفأ بريقها.. كتب عليها الموت.. انفصلت عن باقي اخواتها.. وتركت الفرع.. فأخذت تسقط.. وتسقط.. وتتهاوى.. إلا أنها وهي الصغيرة.. الضعيفة.. اخذت في الدوران حول نفسها.. وتسقط.. تتقلب من وجه الى آخر.. وتسقط. تلف.. وتدور.. وتدور.. تريد ان تستمتع بآخر اللحظات.. تريد ان تستغل كل الفرص.. لإثبات شخصها.. وقوتها.. ووجودها.. لم يكن موتا.. بل.. تلك هي الحياة!
منقول
نور